رضى كنزاوي - عاشق القطط..

اشتقت إلى صديقي, الطفل الذي تضاربت كل ملامح البؤس على أن تعتلي سيماء وجهه الحزين , الباعث على الريبة والسخرية في آن , وهذا في حد ذاته كان نقيضا لاذعا ميزه بين الأنام. و لأننا من رحم نفس الحي " درب القطران" , الحي الفقير , الذي تراصت بيوته بعشوائية غير مبالية بنسق الشكل ولا اللون أو الحجم , خارج سياق الزمن , كان الانحياز موئلنا, كموقف, عندما وقف العالم بشعرائه وكتابه وزهوره وحروبه وفنونه ودياناته موقف الحياد.
صديقي الذي أحفظ اسمه عن ظهر قلب وربّ وعاطفة, لا يختلف كثيرا عن باقي عباد الله على الأرض, اسما وكيان .
طيبا, كان, كتوما , بخيل الفصح عن مشاعر تعذر عليها الانبثاق من منبلج فم دسم كالشهد , لدرجة ما كان ليغالي أبدا في تقدير جمال زهرة , تميس بين ثنايا فستان دانتيل أحمر, فكان يكتفي من الجمال بكلمة جميل ومن القبيح بمثل ذلك عملة, لا أقل أو كثر . كان عبد الله يمتلك أصغر حلم في العالم, بل وأقدس, وهو أن تسمح له زوجة أبيه يوما, بتربية قط.
أحب عبد الله هذه الكائنات, بعد أن اجترت قلبه اتجاهها عاطفة شوعاء, إبان مصاحبتها لنا الدلح بين أزقة أحياء المدينة الفاخرة , منقبين بين أحشاء حاويات قمامتها الثرية, عن أي شيء صالح للطفولة و الأكل و الحياة.....
.
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى