محمد محضار - مقدمة لديوان " عبق الجلنار" للشاعرة مليكة طالب..

تقديم

كثير من الاخضرار الرومانسي نحتاج إليه في زمن الكآبة الشعرية التي نلمسها لدى العديد من شعراء الطلسم والغموض ،حيث يغيب اللفظ الأصيل ويتورى المعنى الجميل ،يقول الشاعر عبد الرحمن شكري :
ألا يا طائــــرَ الفــــــردو س إن الشعر وجـــدانُ
وفي شدوكَ شعرُ النفـ ـس لا زورٌ وبهتـــــــانُ
حري بالذكر أن صدر هذا البيت الشعري شعار لمدرسة الديوان ، وشاعرتنا الموهوبة الأستاذة مليكة طالب شاعرة وجدان بامتياز ،يحس قارئ شعرها بأنها تنهل من يم العاطفة والمشاعر بعفوية موصولة بثراء معرفي وثقافة لا تتوفر للكثير من أدعياء الشعر ، ولا أجانب الصواب إن قلت بأنها شاعرة بالفطرة ، يجري الشعر على لسانها كهبة نسيم عطرة إن حدثت ، وتأتيها نواصيه على غير ميعاد ، فتشنف الأسماع بقريضها الساحر ،وتشد إليها الإهتمام ببيانها المبهر .
وقد اِختارت لديوانها الجديد عنوان : عبق الجلنار و جلنار اِسم علم مؤنث فارسي،
معناه: زهرة الرمان ، وهو عنوان لقصيدة ضمن قصائد هذا الديوان ، عنوان يحيلنا مباشرة على اللغة الرومانسية التي تسكن وجدان شاعرتنا المرهفة الحس .
يتضمن ديوان عبق الجلنار اثنا عشرة قصيدة تختلف أغراضها ، وتتباين مواضعها بين العاطفي والقومي والاجتماعي ، ولكنها تتحد في خطها الرومانسي الوجداني الذي أعتبره خاصية تميز الكتابة الشعرية للأستاذة المبدعة مليكة طالب .
تقول الشاعرة مليكة طاليب في مطلع قصيدة مجنون ليلى :
ليلاي قالوا عني المجنون
قلت لا
ليس بي مس
بل هي الظنون
ليلاي
قالوا أنت بالعراق مريضة
قلت لا
فأنا العليل المدفون
قالوا تريث
قلت لم أعرف أن للحب ضروبا وفنون
قراءة هذه القصيدة تجعلنا نكتشف شغف شاعرتنا بالثرات العربي القديم، وتوظيفها لقصة قيس وليلى بأسلوب حداثي يتوخى ربط الماضي بالحاضر ، وخلق نوع من التجلي الوجداني والإنساني لدى القارئ ، أراه عملا محمودا تشكر عليه. ولأن جمال الشعر يكمن في طريقة إلقائه، وقدرة الشاعر على شذ انتباه سامعيه، فأستطيع أن أجزم القول بأن شاعرتنا الفاضلة استطاعت أن تنال الاستحسان وهي تلقي هذه القصيدة وغيرها من القصائد خلال العديد الملتقيات الشعرية والأدبية .
وختاما لا يسعني إلا أن أؤكد بأن ديوان عبق الجلنار هو ديوان جميل ينضاف إلى مكتبتنا الشعرية ، وأنا موقن أن القارئ سيجد فيه المتاع الفني كله ..والجمال الإبداعي .

محمد محضار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى