مَعَد شيخون - قصيدة أم الشهيد.. من القصائد الحزينة للثورة السودانية المظفرة

لا توقظوه..
فلقد أتيتُ لكي أُحيي من بعيدْ
من أنتِ؟
قالت على استحياء: أنا أمُّ الشهيدْ
قالوا سترحلْ والآن جئتُ أودعك
والقلب مفطورٌ على موتِ الفقيد
رفعتْ يديها للسماء
خذ من سنيني ما تشاء
خذ انت قلبي والدماء
لكنه ولدي الوحيد
أنا أنا لا اريد
خذ مني عمري كله
لتمده عاما جديد
بل مده يوما جديد
كانت تعاتب ربها
لكنها متيقنة أنه قدر
وان الله يفعل ما يريد

***

• المشهَد الثانِي:

أوقفَت الغاسِلَ تستجديه
أن يُغسَل بالماءِ الدافئ
فالماءُ البارِد يؤذيه
سألت أيضاً عن لون الكفَن
ألِزامٌ أبيَض؟
أعطوه الفرصةَ كي يحكي
والله سيرفُض
يحبُّ الأزرق والبنِي ويحبُ بلاده
حذّرت مراراً يا ولدِي وبكيتُ مراراً يا ولدِي .. لكنَّ عِنادَه!
ما رأيك أن تنهَض لحظَات ،
لحظات وأفتح دولابك
هددتُك أنِي لن أفعَل
لكن كالعادَةِ يا ولدِي رتبتُ ثيابَك
ووضعت قميصا تعشقه في أعلى الرف
والان ستُحمل يا ولدي من اعلى الكف
وستمضي قدما بشموخ في صوب الدار
اختارك ربي بجواره
.... أبدا با ولدي فهي الاقدار
وسيدفن وطن في وطن
سيحمل نور في نار
سيحمل في كف الثائر كي يدفن قرب الثوار في رقعة ارض وقادة
كي نكمل نحن المشوار
يا أمي يكفيك نحيبا
فالبعض يموت لكي يحيا
ان كنت تركتك في شيبك
فجموع الشعب لك يحيى
وسيسمع صوتي في الشارع
ما كنت اردد واقول
فالشمس تضيء وما غربت
هل لشمس الاحرار افول
للفجر كنا كالنوى
ولكل امرئ ما نوى
فاخترت بعدا والنوى
كي يبصر السودان نور
ورفعت علما في الهوى
ارديت لكن ما هوى
ولكل شخص ما هوى
يا ليته شعبي يثور
وطن كليلى كن انت قيس
ونحن أولى يا شعب قس
ما ضرنا بدل النفيس
عشق قوي حب جسور
اما عن الفصل الاخير يا معشر الثوار
بالله لا تتخاذلوا كي يكمل المشوار
اخسرت روحي، بل كسبت قضيتي
فالموت من اجل القضية انتصار







..............................................




من القصائد الحزينة التي انتجها الحراك الشعبي لشعب السودان العظيم .. ضد طاغوت العسكر الذي ظن انه محمي بشرذمة الجنجويد المرتزقة من عديمي الضمير .. لكن ارادة الشعوب هي التي تسمو على ظلم الطالمين مهما تجبروا وتبغددوا





كن مع.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى