حبيب السروري - كوميديا سوداء..

التعددية في اليمن وصلت ذروتها:
في شارع ما زلنا في رمضان، وفي الشارع المجاور عيد.

في نقطة تفتيش عسكرية رمضان، وفي النقطة المقابلة لها عيد.

في المناطق المحررة من الحوثيين تم تحرير الشياطين من أصفادهم (عيد)،
وفي مناطق الحوثة ما زالوا مصفّدين (رمضان).

الشيطان أتعبته اليمن: عندما ينتقل من قرية إلى قرية فيها، يغيّر من سوفتوير دماغه، من لغته وتكتيكاته،
ليتكيف مع الوضع.

اليوم الثلثاء أول العيد، وغدا الأربعاء أول العيد كمان.

تتسحّر مع جارك على اليمين،
وتتناول فطور الصباح مع جارك اللي على اليسار.

تُمارس بعشق في كل رمضان طقوس الصائمين في الليل،
وتمارس بعشق طقوس الفاطرين في الصباح...

هناك من رمضانه ٢٩ يوم،
وهناك من رمضانه ٣٠،
وهناك أيضا من رمضانه ٣١ يوم (الحوثة، باعتبار ٣٠ شعبان: "يوم الشك"، حسب مذاهب الشيعة، ويمكن إلحاقه برمضان)...

يدوس كرامتك الإماميون عبيد إيران في منطقة،
وتهملك وتحتقرك في المنطقة المجاورة قيادات الشرعية عبيد السعودية...

السياسة في اليمن مزحة، الدين مزحة...
أنكى فلكلور، أثرى تعددية...

كل شيء ممتع وتعددي في اليمن...
ما عدا الأهم: الحرب، الجوع، الفقر، الموت، توقف الرواتب...

2

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى