علا حبيب خير بك - الوهم

ارتعب لمجرد احساسه ان شيئا ما من الروعة او العظمة ربما يعيد له شوقه القديم لانه يعيش التميز والتفرد الذي اعتاده قبل سنوات.. وكل ما يرافق ذلك من قلق.. وعدم اقتناع بكل هذا الذي يحيط به.. ورفض لكل ما هو عادي او متشابه.

ذلك القلب الذي تمكنت بشق الانفس ان اجعله يقبل ان يطبع علي جداره من الخارج شارة (عادي جدا) كغيره من القلوب كثير.. ها هو ينتفض خوفا من اية علامة تذكره بعكس ذلك.. وكأنه يرفض الاعتراف بألمه.. ويأسه..

هدأ فجأة.. صمت وغفا.. فأدركت انه يحاول الهرب من فهم اي شيء مما جري..

غفا بعمق مذهل حتي الصباح.. وكأنه كان يخشي ان يذكره قليل من الدفء.. بذلك البرد الذي اعتاد ان يسكنه لسنوات.

فتحت عيني.. ولكن هذا الصباح فتحتها بدهشة مختلفة.. دهشة اكتشاف ان الحلم يكاد يكون حقيقة.. حتي بعد تلك الصحوة القاسية المعتادة.. احسست ان ذلك التميز والجمال وتلك السعادة كانت تغمر حتي الهواء. وان كل شيء حولي كان يوحي بالراحة والهدوء.. ذلك الهدوء الذي لكثرة ما طال بعده عني كدت انسي شكله وطعمه.. ولونه.. ومضت الايام والاسابيع.. وذلك النجم مصر علي اختراق جدولي الزمني.. مصر علي دخول اروقة حياتي المظلمة.. والبقاء قربي في صحوي وفي حلمي.. اعترف بأن سعادة لا توصف كانت تسكن قلبي. لرؤية اجمل حلم في حياتي يصبح واقعا لادراك ان اغلي طلب رفعته الي السماء يوما.. بدأ يتحقق..

ولكنني رغم كل ذلك.. لا انكر شعورا بالخوف كان يحضر دائما في كل لحظة امل وراحة.

ذلك الخوف الخفي من تصديق كل ما يحصل.. الخوف من الاقتناع بكل ما اصبحت املك..

وخشية ان اعتاد هذه الراحة وذلك الدفء، ثم يحدث كالعادة حدث ما يمنع علي ذلك من الاستمرار...

فالبرد الدائم اسهل واقل قسوة.. مهما كان شديدا.. من ذلك البرد الذي يصيبنا بعد حلم دفء عميق وطويل.. ولكن.. ماذا يملك احدنا ان يفعل امام نجم مضيء.. ارسلته السماء ليحيط بنوره كل شيء حولنا في هذا الوجود.. هو لا يملك الا الدعاء..

الدعاء. ألا يحرم هذا النور مجددا. ان كان ما يحصل واقعا..

والا يستيقظ من هذا الحلم ابدا.. ان كان كل ذلك وهما....

علا حبيب خير بك -سوريا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى