عبدالعزيز بركة ساكن - العالم لا يشم صراخ الأرواح بدارفور..

أشم بأنفي الأصوات، وأنفي لغتي بين المعني والمبهم، أنفي ثرثرة الأضداد، أنفي أسئلة لإجابات توغل في الإبهام وفي التاريخ.....
جاءوا في الصمت، كانوا عسساً وصراصيراً قتلة، كانوا زرازير أبابيل، وأنا أقود قبيلة جدي لهدم الغفلة أركب فيما يركب أبنائي فيلاً، في السر توسوس لي نفسي أن أفعل،أن أطرد من أرضي شبح الموت الآثم: الموت؟
يقول جدي عبد الكريم إدريس آدم: الموت الكافر......
كانوا مايسميه السحرة جنجنويد.
حكام وسلاطين ومسلمون وكفرة من عرب النيجر وجمهورية شاد، مثل جراد من طينة جن وكلاشنكوف، مثل أزير الطلقة وآآآآآهة سيدة مغتصبة.
نسائي العشرون وبناتي التسع وأولادي الخمسون، سكاري من عطر البارود وجدي يعلن أن النصر في حد الصبر وتقبيل النار، يعلن أن الله يؤرخ للقتلى بدماء نحيب المغتصبات، وأنفي تشم كلام الله، مثل نبي يتسول في العرش يندس بين حروف العلة والمجرور، يحسبه الحراس ذبابة تقوى، وأحسبه موسيقى تدفئ روحي في الجنة بنار الإفك.
بلدي دارفور، ووطني مايخرج من مني حامض من سُرة جدي، أمي تحبل بالأحجار وبالماء وعلي عينيها بقايا ماترك الجندُ من الليمون واليوسفي علي شاطئ خور معوج كثعبان، بلدي لغتي كذاكرة الأطفال تهوم بين السحر ومابين الأحلام وبيتي، تحبل امرأتي بالطين وبالشمس السوداء الشبقة، وطني حيث تنبت في النطفة امرأة ورجال وهوام..
لن يقتلنا الموت أو الإهمال، لن يمحو ذاكرة الأرض تبول ناقتهم في الرمل، فالرمل يقاوم مثل البنت ومثل اللغة وأنفي....
صباحُ الخير
العالمُ يغشاه نعاسٌ
العالم لايشم صراخ الأرواح بدارفور.


عبدالعزيز بركة ساكن

- ما يتبقي كل ليلة من الليل 2013

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى