محمد عيد إبراهيم - كا ـ "نون".. شعر

مِن بَردِيّةِ ظَهرَت أمامي
رأيتُ ألسِنَةً كالطيرِ
وامرأةً ترقُص وحدَها، في
الجَنبِ شَقْفَةُ وَجهٍ وسُنبلةٌ
وبأعلَى يبدو أنها ساقُ رَجُل،
على اليسارِ طَيفٌ تآكَلَ في دَعَةٍ
لكاهنٍ بمنقارٍ، أيضاً
حَرفٌ كقاربٍ فيهِ نُقطَة ثَمَر
تَحتَهُ خَطٌّ بتعَرّجاتٍ و
نجوم، قُربَ ساقِ الرَجُل
سَرطانٌ وسطَ جُعرانٍ له
جناحانِ
مَنصوبانِ على ثَديٍ حولَه فيرانٌ
.
كالتي تسبَحُ في القمَرِ، هناكَ
أَذرُعُ ضوءٍ بدائيةٌ
مُهمَلَة، وتحتَ منتَصَفِ الجُعرانِ
مِفتاحانِ بينَهُما قلبٌ
بزَخرَفةٍ يُمسِكهُ قِردٌ بدِيع.
.
صِرتُ أبحَثُ معنَىً
لهذا النداءِ الذي استَحَثّ بالمرأةِ
الرقصَ، وكيفَ بانَ الأسَى
من شَقفَةِ الوَجهِ لمُجرّدِ الطَلعَة:
أكانَ ينتظرُ المرأةَ أن
تنتَظرَ،
أم هو سائحٌ في الزهرةِ
المغلوطةِ بيمينِ ذاكَ الكاهنِ
الذي بيسارهِ صَولجانٌ
.
ذو شراريب؟ أهيَ المرأةُ ارتجَفَت
بفِعلِ غرامٍ كانَ
يَعجِنُ رقصَتَها وهو في
لا فهمَ يطفو ــــ
.
كأنما الحياةُ لن تنهَضَ
يوماً أو تسَمّرَ من خطَرٍ
بانَ ولا نراهُ،
إذ ثمّةَ جُندٌ هَروَلوا
أسفلَ الرّقعَةِ ووجوهُهم للوراءِ. ثم
هذا السُلّمُ المُفضِي إلى
مَقبرَة؟
.
... كمَن فُتِحَ الوجودُ عليهِ
لاعَبتُ خَوفي، ناظراً
للمرأةِ في خيالي أنّها تمشِي
إلى الوجهِ، تأكُلُ فِطنَتَه، فيَهُمُّ
لتقبِيلِها وهي تنزَعُ في
كِلْسهِ، فتمورُ الحياةُ...
.
فوضَى على الرّقعةِ: هذا
الكاهنُ انحنَى، والساقُ سارَت
إلى الرقصةِ، عِطرٌ من
الثدي فَحّ، بِلَمعَتهِ، عبثاً
ضاعَت الفيرانُ وانتَثَرَت، فتهَدّلَ
الحرفُ عندَ القلبِ، والقردُ
داسَ على السُنبلَة...
.
أمسكَ الكاهنُ المرأةَ
قبلَ المساءِ، إلى قاربِ الحرفِ و
انضَغَطَ الوجهُ بالنُقطَةِ، ذابَ
شَفافاً على الثدي وانسَلّ
فاغترَبَ الثديُ، في إثرِهِ
القردُ
فَكّ الجَناحَينِ بينَهما طارَ
واختَطَفَ الصولجانَ...
.
الزهرةُ
المغلوطَةُ انقَلَبَت
شَفرةً، وتحَرّكَ الجُندُ
مالوا بشيءٍ غَريمٍ
إلى المَقبرَة.


محمد عيد إبراهيم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى