أدار ظهره للهواء!

كل الزمان الذي كان أنا
صار هامشاً للمستحيل الذي كان أنتِ،
والرجل الذي كان أنا ،
صار لا أنا بعد غيابك؛
ويجلس الآن حول يأسه
مغلقَ الخيال
وباتجاه ظله مدَّ رجليه،
وفي آخر تنهيدةٍ منه تمزَّقتْ طائرةٌ ورقية
و تحطمتْ مرساةُ الزمنِ البعيد
قلبُه ما يزال في مكانه يقيس المسافة بين تنهيدتين،
بنظرةٍشاردة يحاول أن يثقب السماء
يرقب المساء المُعلَّق على نوافذ الغرباء
والمرايا الواقفة أمام نفسها بلا قلب،
وبين فاصلتين وتنهيدة مثقوبة
أدار ظهره للهواء الذي يسمم الذاكرة،
ويلوث الخيال بالحنين والصدى ،
بنبرة عمياء قال للمساء: لا تسألها عن المساء الذي كان هنا ،
حتى لا تنبت عوسجةٌ في المزهرية،
أو تهرب نجمةٌ من مجرتها،
أو يصطدم هواءٌ ساذجٌ بهواءٍ هاربٍ من نفسه على حدود الليل،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى