حلا عدي رجب - أفكار عارية

أكملي أيتها الغدران فطريق القرية بدا قريبا وقريبا سينقشع ضباب الحانات
إنني الآن اسمع القيثارة ويعبرني زمن متثاقل بالمحطات الدفينة
لا أقوى على النهوض لتحريك يداي بالإيقاع فقلبي ينبض منذ زمن بلحنك المعقد
وقدماي تملكان وجع رغبة لن تتحقق ....صوت القيثارة يعلو ...ويعلو
وأحلامي مستمرة بالهبوط......لن استطيع الرقص بعد الآن فأنت حطمت قدماي النحيلتين عندما فكرت بالرحيل ...وكسرت خلجان أصابعي عندما صافحتها للوداع ....جعلت عيناي تغفوان من الحياة للأبد
الم استطع أن أكمل أجزاء حياتك المشتتة واجمع نواقصك ...الم تشعر بأنك الإله الوحيد للكائنات
الم أستطع أن أبدل أحزان قلبك بأفراح الناس ....

إن فصل الصيف يشع حرارة ... والبعوض لا يمكّننا من النوم وسط اقتناصه للحمنا البض ... انه فصل جفاف الغدران .. وفصل الرقص الأكثر تعباً وتعرقاً ....لقد تركني .. لأنني بت أكثر شحوباً .. قدماي التي يحب باتت أكثر نحولاً ..... تمزقت ... ألفظ دماً من فمي ... ولا أستطيع استنشاق الهواء جيداً .. وخصلات شعري راحت تسقط .

كان يجب أن أستمع إلى نصائح أختي الصغيرة .. عن كيفية التحدث بقليل من الجدية
مع الأكبر سناً .... حيث أنها طريقة غير مثالية (( كما تقول )) أيضاً عن طريقة معاملة
الرجال الذين يجيدون وصف جمالي و تفاصيل مشيتي الأنيقة...
وبنظرها ... ((كما تدرون )) فالرجال لا يحبون الفتاة التي تعبر قاعة مليئة بالناس بقدمين جميلتين تحركهما موسيقى ... سخيفة ((....... ))

أحببتني وأنت تعرف أني سأسقط بين يديك يوماً .. أن للغدران فصل صقيع وفصل جفاف وفصل غزارة لا تنضب ..... أن للزهور فصل ذبول وفصل رونق .. أنت تعرف أن للموت فصل حب للحياة وتيقظ لها ..وفصل
يأس ودموع ... أنت تعرف أن للرقص فصل حركة وحياة ... وفصل ثبات ...أنت تعرف بأني مجرد فتاة غبية
وأنت الرجل الثلاثيني المتوقد .... الذي يتكلم بلهجة ماركس وكاسترو ...
لإغواء فتاة بجسد نضر ..... عمرها بضع سنوات كئيبة

أنت من أشعل لي موسيقى الحطب ..... وغادرني لتحرقني نار الوهم.... عندما لامست دفأ شفتاي....

اليوم استيقظت ونظرت إلى المرآة ... تذكرتك.....ودموعي أخذت تنساب ببطء وبرودة ساذجة
... لأنني في هذه اللحظة ... أو خارجها ..أراك ... فأنت لست ظلي ولا رؤوس أصابعي ولا عيناي
بل أنت وجهي الآخر .... الذي تضيئه كل المرايا بانعكاس لولبي هادئ .....

أنت هناك تحت مظلة والمطر بينما يلسعني بعوض الصيف .... لا أستطيع أن أكرهك
فكلما رفرف حلمي بك ... أكون أكثر سعادة ...وأكثر فرحاً وأكثر قبولاً للحياة ....

تتسارع نبضات قلبي ... فاليوم سأقدّم عرضاً لأجلك ... اليوم مساء ستكون حفلتنا الأخيرة
أرقص دائماً مع السحاب وأستطيع أن ألمس بإصبعي الأوسط خد نجمة حديثة الولادة
وأن أضفي على قلوب الجميع شمساً مشرقة

اعذرني ففي صغري لم أقرأ سوى بعض القصص المصنوعة للمغامرين الخمسة
وعندما أنزلت قبعتي بالتحية لأول مرة ... عبرت عربة سندريلا نحو القصر القرمزي
نسيت ليومين فقط النظر في المرآة .... فخانتني الذاكرة .... وسقطتُ فجأة

أكملي أيتها الغدران فطريق الغابة بدا قريباً وقريباً سينقشع ضباب الحانات
إنني الآن أسمع القيثارة ومن فوقي رغبة تتراقص بأجنحة .... عارية كالملائكة
أراك هناك .... انك أنت في المرايا التي تحيطني ....لماذا لم تعد ...أردت أن أرقص
رقصتي الأخيرة أمامك .... لترى أن ساقي ما زالتا جميلتان ... وعيناي حادتان ..
والأفق ليس فقط ملعبي الذي تجوله ثياب الرقص .... وأن بإمكاني إحصاء النجوم
... لترى أن فصل جفاف الغدران لم يكن كما توقعته ....

أتدري أنني لست حزينة ..... ودموعي لا تنسكب بسببك .... فأنت جذع شجرة ميت في الوادي
والحياة ليست بداخلك .... إن الحياة أمامك .... أمامك العصافير والغدران والعشب الندي ...
وسماء الله الواسعة ... والهواء العليل ... لم يعد يدخلك شيء منها .... وأنت لا تسكن بقعة جميلة كهذه ..... انه ليس عنوانك ..... ولا تملك سند إقامة في هذه الحياة .... أنت مجرد شيء بعيد عن هنا ..... بعيد عن المسافات والسنين الآفلة ... بعيد عن مفاصلي .....


لن تكون هذه المرة الأخيرة التي سأقول هذا .... لأنني سأذكرك دائماً وأشكرك في صلواتي
فأنت علمتني معنى الحياة الجميل .... ومعنى الموت في الحياة .... ومعنى الموت الأبدي
أمثالك في الحياة ... أناس مجردون ....ولهجة كاسترو لم تعد تغويني كما كانت .... حتى أن
من تنطلق شفاهه بالمثاليات ..... قد يبدو رجلاً عاقلاً .... إلا أنه مجرد من كلامه عند أول منزلق
حتى كاسترو بدا اليوم رجلاً عارياً .....

وماركس مات ...ولا مجال بعد اليوم لمقارنتك بالواقع .... ولا حتى بشيوعي من الزمان
.... ربما قد تحويك صفحات الأخبار المحلية ... أو تطردك إلى حدث في مثل هذا اليوم
مهما يكن فأنت لا تعني شيئاً اليوم ....

الغريب في حياتنا ... إننا نكذب بشأننا .... نكذب بأفكارنا ومعتقداتنا .... وطريقة حياتنا ...
نحجز خلف ستارة الكذب ضوءنا الواضح جداً ظناً منا أن الحياة لا تحرق الستائر الجلدية
ولا تستطيع مس دواخلنا .....أين هم أبطالنا بعد اليوم ..... أين هم أصنامنا ... في داخلنا رغبة لتمجيدهم ... وليس لدينا أي حلم في المسير بشكل جدي على دربهم ... أو على درب صنعناه من الأحجار الصغيرة الخاصة بالبطولة والوفاء ... والإخلاص .. والحب ... والحياة والسعادة ...
لأننا مجرد مستحاثات صغيرة .... تعتقد بأنها مؤمنة بأفكار ... تتنكر لها في نفس الدرب ...
وتجهض الحجارة الصغيرة منها .... وتنتهي الحكاية .... حكايات الحب هكذا ... مبادئ جميلة مغلوطة حتماً .... لأن الحياة دائماً عكس توقعاتنا ... وهي صورة واضحة للخيانة ....

أين أنت يا كاسترو كوبا من كل هذا .... تسقط أسنانك منذ ثلاثة سنوات ... وأنت تحكم شعباً
بخطاب مليء باللثغات ..... وذقن طويلة ملأها القمل البغيض .... انه الصيف الحار يا عزيزي
وعليك أن تحلق أمجادك اليوم .... لأنك بت مجرداًُ منها .....

عليك الإسراع والإمساك بذيل الوطن ... . ... فهو يركض وراء جبن متعفن انتهت مدة صلاحيته مثلك .... وتكبر الآلام ... أمستعد للخسارة انه فصل الجفاف للجميع ....

الرجل الذي كنت أحبه لأنه يشبهك .... يتكلم بلكنتك وتفاصيلك ..... ويدخن مثلك أيضاً.....
أكرهه وأكرهك ..... عليّ الاعتراف بالحقيقة .... كي لا أكون في الكواليس .. مع شيوعيين امقتهم ....لأنني لا استطيع تصور عباراتهم ... وتحليلاتهم .... أمقت مقولة كارل ماركس
يا عمال العالم اتحدوا .... أكره صلوات أنجلس .... أكره كل السابقين ... لأنني أرى في وجوه الحاضرين اليوم .... ما لم يكن سابقاً .... الحقد ... اللؤم ... وسخافة ليست بريئة ..


لا أدري لماذا قد اكتب هذا .... إنني صغيرة ... ولا املك أي حزب أنتمي إليه .... ولا أتوقع في مستقبلي .. أن أنتمي لأحد .... أنتمي لوطني ... أنتمي للحب ... أنتمي للحياة الجميلة التي لا يراها ولا يشعر بها ... إلا أناس قليلون فقط .... شاشة الحاسب أمامي ..... وأعد الأحرف الثقيلة ...
أفكر بالحب .... أفكر بالتدخين .... أفكر بالثمل .. لكنني قاصر .... لا استطيع التفكير بالإثم ...
أفكر في علبة شوكولا ... لكنني انظر في قاع علبة فارغة ..... أفكر بالعصير البارد .... في هذا الحر الشديد ....وثلاجتي فارغة أيضاً .....أختي تخاطب أحدهم على الهاتف .... ستتزوج قريباً ... بدأت تفكر كثيراً ...... وتتكلم كثيراً .... أفكر في أغنية ما .....أفكر في الكثير .... إنني كالبالون الآن ..... مكتظة .... ومعدتي تؤلمني ...وأشعر بالغثيان ... فلتكن أمامي الآن ...
لأنني أود لو أتقياً فوق رأسك ... ذلك الرأس الماركسي الأحمق .... الرأس الذي لا يعرف لكنة الحب ولهجته وتوحيده .... ولا اله الحب .....

لأنك كنت زرفان الحي بالنسبة لي ..... تقودني دروبك نحو الخطيئة نفسها التي لا تعهدها بلادنا
عندما تتكاثر الألسنة فوق ضجيج كلام مبحوح بالسخط والسخرية والنصائح المزدوجة ... من أناس جل ما يعرفونه الجلوس وسط الطريق .... مراقبة الجيران .... والتحدث عن شبابيك غرف نومهم ..... ومتى قد تطفأ أضواؤها .... متى سيشربون الشاي .... بسكر أو بدون .....من سيدخل من سيخرج .... متى ..... والى أين .....

لأنك كنت الإله الحي .... كان علي أن أؤمن حتى بالحصى التي تتكوم في نهاية الطريق ... والضفادع الرمادية ... الكبيرة ....التي تباشر النقيق .... عندما نعبر فوقها بأحلامنا .....

لا أقصد اهانتك يا زرفان .....لكنك منذ هجرتني ... أصبحت أحب كل الأشخاص ... حتى أولئك الذين أجدهم وسط طريقي ..... والضفادع الرمادية الكبيرة ..... لا استطيع تحديد المدى المعين لذلك الحب .... لكنني اعرف أنني لا أكره أحداً سواك ... ومن تعرفهم ....

ذنبك الوحيد يا كاسترو ..... أنك تشبهه ... وهناك ذنب آخر ... أنك ما زلت مكانك حتى اليوم
وذنب بسيط آخر ... أنك قد تخليت عن قضاياك .... وذنب آخر انك لا تملك الكثير من الأسنان في فمك ذو الرائحة الكريهة .....

اليوم عندما استيقظت ....بدأت أنظر في المرآة .... وان كنت سأصبح صلعاء ... فان رأسي بات اكبر ... وثغراته بدأت اكبر .... مع أن الكتلة الخبيثة ظهرت في رأسي ... لكنني أدرك منه الكثير من الأمور .... كفى أن يخترقني ضوء صباحي بإصرار .... كي أعيش كبقية البشر ....
كفى أن أكرهك يا كاسترو لأكون طبيعية كبقية الناس حولي ....
تحسست شيئاً قد وقع من أمام المرآة وانكسر ..... هو العطر الذي أهديتني إياه
قلت لي :
- العطر الفرنسي المشهور ... تضعه كل امرأة لتزيد من جاذبيتها ....أول شيء قد يلفت نظر الرجل إليك .....عطرك الجميل
يال الخسارة ! ويال العار !
أتيتني بحذاء أبيض اللون ..... تركض ثم يتسخ .... وأنت لا تعرف كم أن الحذاء يلفت نظر امرأة شابة تهتم بتفاصيل الحياة .....كان سبب انهيار الاتحاد السوفييتي .... أنك كنت ترتدي ذاك الحذاء ... عندما أخذت تركض وتركض .... بت تلهث كثيراً .... لا تنظر خلفك ... ربما فقدت الرؤيا .... وما صنعته لك العرافات من سحر لم ينفعك مع حذاء كهذا ..... لقد سقطت ... واتسخ حذاؤك
.... وانهار بلدك القوي ...كان يجب أن تعرف ... أنني سأبلغ يوماً العشرين ... ولربما الثلاثين ...
ولربما السبعين ..... بقوتي المعتادة .... وربما سأموت غداً ....عندي إيمان قوي ...
واليوم أصبحت في العشرين ..... أشاهد انهيارك في صفحات الأخبار المحلية التي تكره ...
إنها تقدمك .... سأقول لك وأنا أجلس على الكرسي الخشبي ... إلى اللقاء ....

يظنون أنك بطل .... يمجدونك ... لكنني أعرفك جيداً يا عزيزي ....كنت زرفان الحي بالنسبة لي
وعلي الآن أن أؤمن بأنك بطل شاشات التلفزيون الملونة ........


أؤمن أنه لا يوجد في الحياة وجه عار على الإطلاق .... لكل شيء صفات عديدة متناقضة وأوجه عديدة متضادة .... الناس هكذا .... ضعيفون أمام واقع الحياة وجديرون بشهادة امتياز لمقياس ألسنتهم العالمي ..... ومقياس مدى خصوبة أفكارهم ..... في الشارع يوجد نماذج مختلفة من الناس .... يعرفون من جيوبهم ... من ألبستهم ..... من مشيتهم حتى .....
الحياة عارية يا أعزائي ..... أمستعدون للكشف ..... أم أنكم كما أعرفكم لا تأبهون ........

يلزمني القليل القليل من الصمت كي أستطيع فهم تحليلات الناس عن الحياة ... نقاشاتهم العقيمة ...أفكارهم العقيمة ....مهما كثرت الآراء وتعددت المبادئ .... فالحياة واحدة ... وهي مستمرة بغض النظر عن كونك أنت تريد أو لا تريد .....

في ساعات الغربة ..... لا أريد تذكر الناس ... أتخيل فقط كيف ستسير حياة الناس عندما أموت
سيذكرونني بالتفاصيل التي اكره ..... سيقولون أن جدي كاد يقتلني عندما أحببت شاباً غريباً عن طائفتي ..... وان كان ... أنا لا أهتم لهذه التفاصيل الساذجة .... إننا جميعاً بشر ... سيقولون أني كنت زانية ..... أو لربما سيقولون بأنه كان يكذب علي .... سيقولون أنني لم أكن محتشمة في لباسي .... أو لربما سيقولون ... (كانت تخرج عارية) .... لكنني لست حزينة لذلك ... سأضحك وأضحك حتى تنفجر معدتي .... والكتلات الخبيثة في رأسي الكبير ......
في هذا الرأس أستطيع نبذ شتات الناس ........ ليس لأنني ساحرة تصنع الذهب وتكوم الجليد ...لأن ذلك الشتات جاهز أمامي ... أستطيع الرسم ....و الرقص ... واصطحاب رجل إلى حفلة موسيقية ... استطيع قطف التوت البري .... وأكله ... استطيع أن أتحدث مع الأرواح في نومي ... أستطيع كل ليلة أن أحلم بك ... تهديني ورود التوليب ......تراقصني التايغو فوق همسات الناس الآخرين .... أكرهك يا زرفان الحي .....أكره كل الناس الذين يكثرون الحديث عن الآخرين ..... يقول أبي بلهجته الهادئة : إنني لا ألومهم .... حياة الريفي .... ثلاثة أشهر من الزراعة .... والتسعة الباقية يشغلها بالكلام
أبي سجين سياسي سابق ..... كان يؤمن بماركس ... ولينين ... ويملك في مكتبته الكثير من كتبهم
... الكثير ممن غيره ضحوا لأجل المبادئ ... لكن الحياة ليست أفكاراً ومبادئ ....للأسف ...
سياسيو اليوم .... لا يملكون هدفاً إلا بتكوين سجن للمعارضين لهم باسم الجد الأكبر أو باسم الوطن ....

كنت أجرب صمتي اللذيذ الذي يخفي وراءه مبدأ الأشياء الجميلة والحزينة ..... معظم الأشياء في الحياة قد لا تُعرف من النظرة الأولى ...لذلك لا نكتفي بالنظر .... لأننا نريد الجواب الأسرع
والذي يرضينا دوماً ... دون بحث عن أي حقيقة .... لن يكون لها جدوى ....

في لحظة من لحظاتنا مع الحياة ننسى بأننا بشر .. لربما نتناسى ... أو نضطر للنسيان ... لكن بما أننا ننقلب في لحظة ما الى اللابشريين .... ذلك لا يعني بأننا كذلك ... بعض المواقف تحتاج النسيان المجهد ....و بعضها تحتاج الذكريات الأكثر إجهاداً .... لكن سبب هذا التحول لا يهم ..
طالما أننا نرتدي أرواحنا .. ونحاول التخلص مما هو جزء واضح من حقيقتنا

ليس للأشياء حقيقة واضحة دائماً ... هناك أشياء شفافة تعرف من النظرة الأولى ... ويمكن بلمحة واحدة معرفة محتواها ...هناك أشياء قد تموت وأنت تحاول معرفة محتواها ... أو سبب وجودها

جل ما أعرفه يا زرفان أنك جزء معقد .... قد أموت في محاولة معرفة سبب وجودك ... أو ما كان يسمى وجودك .... اعذرني أنا أنسى بأنك مت كثيراً ...لا يوجد شيء لا سبب لوجوده في الحياة .....

حياتنا مثل ساحة الرقص .... بقع مضاءة وبقع مظلمة ..... بقع للفرح وبقع للتعاسة .... الحياة بقعة لنعيش كل شيء ... حتى لو خُيّل لنا أننا لم نستطع أو أننا الأتعس في العالم

لا أود أن تنتهي كتابتي عنك ..... فكتبك السماوية ما زالت فوق الكرسي المتعب ...وسماؤك الواسعة تطيل النظر إلي ... وكلما نظرت إليها ترتجف .... والكون من حولي شفق أحمق ...

النوافذ أجمل شيء في كل ما نذهب إليه ......النوافذ تغير مجرى حياتنا ... كما لم نكن من قبل

فلنغير قليلاً ..... على الأشياء أن تختفي دائماً بشكل سريع ....لم لا نعيش في الخيال .. الخيال يعطي الإنسان الطعم الأفضل والصورة الأفضل والمشهد الأفضل .... انه ترف الحياة ... الخيال مجرد ترف ..... أشياء لا نستطيع فعلها في الواقع ....فنحاول تعزية أنفسنا بخيال جميل ...

قد يسألك أحد لماذا تشرب النبيذ البلدي ... تقول لأنك تستمتع ... أو لأنه لذيذ ... أو أي شيء آخر لا يتعدى كلمةً أو كلمتين ... دون أن تتطرق الى طعمه وأصله ولونه ومذاقه ....
لكنك بينك وبين نفسك تضطر إليها ..... التفاصيل الصغيرة هي التي تكون أهم لحظاتنا ... ولربما أكثرها فرحاً ....

قد تبحث خارج نفسك عن أي أحد تستطيع مشاركته روحك وداخلك ... وهناك أناس يشاركون جميع الناس ... دون أن يضطروا للبحث عن أحد معين في رحلة معينة وجهد آخر
تحتاج أنت في الحياة الى بذل المزيد مكن الجهد .....
أكره شيء في الحياة أن تحصل على ما تريد ........ ومن ثم تعيش عمراً طويلاً ....
حصلت على حبك ... ولا أدري متى أموت .... لكنني أعلم بأن الموت بدا قريباً ... أراه في وجهي .....أراه في خصلات الشعر التي تتساقط كل يوم ..... ربما بات علي أن أعترف بحقيقتي الواضحة جداً ... لأنني احبك فقط .... وسأبقى كذلك .... حتى لو كنت غريباً .... حتى لو قتلني جدي بالمنسأة التي يشد فيها قصب المكنسة ...... حتى لو ذبحني كالخواريف الصغيرة ....
انك الهي .... ولم أتعود أن أكفر إلا في بعض الأحيان ( لأكون صريحة في هذا الجزء) ...
بل اكفر كثيراً .... لكنك اله مختلف ... مع أن معدتي مكتظة .... لكنني لا أريد التقيؤ فوق رأسك الماركسي .... لأنني أحبه فعلاً ...... لكنني ما زلت أكره ذلك القميء كاسترو ....وأكره سياسي اليوم المنافقين ...... لا أدري لماذا ....؟ ....

لا يقطع سلسلة أفكاري عادة إلا ذلك البائع اللعين .... عندما يدق بابي ... عليّ أن أفتح ... وأن أتكلم .... وان أبتسم ... وان أجامل ... ومن ثم أغلق الباب ... نهضت عن الكرسي .... أحسست ...بالمعدن يسري في دمي .... وكأنني صنم منصوب على الكرسي .... وصلت الباب مجهدة قليلاً ولا أستطيع التنفس ..... فتحت الباب ..... أحسست بنسمات مختلفة تدخل البيت اليوم ... أحسست بشيء مختلف ....أمامي رأس عهدته منذ زمن .... أمامي يدان عهدتهما ..... لماذا عدت ... لماذا الآن ..... صحيح أنني أكثر من الأسئلة ....لكنه ليس الوقت المناسب لها ..... علي أن أعانقه بشدة ..... حرارة أخذت تسري في جسدي ..... ونبضات قلبي أخذت تتسارع ....

- راسك بات أكبر يا هذا !!!!
- ورأسك أيضاً



حلا
26/03/2008


حلا عدي رجب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى