أحمد محمود مبارك - الزلزال.. قصة

تتوارى المسافات خلفه، ويغزو ضباب الماء ورذاذ البحر زجاج السيارة، فتتخبط الرؤية .. لكن السرعة لا تهدأ والألم ينمو وينقض فى كل كيانه .. مشتت .. ضائع وهو صاحب الألقاب العديدة .. وهو الدكتور الموسوعي والمفكر المرموق والأديب الرائد المتطور، صاحب الفكر الحر كما يطلقون عليه .. لم يعد يرى ما أمامه .. رأسه يغلي لا تؤثر فيه لفحات الهواء الرطبة في ليل الخريف .. يفتح نافذة السيارة لنهايتها ويهدئ من السرعة .. يقترب من الشاطئ .. يتوقف، يخرج متجها على ناحية البحر .. يشعل لفافة ويحرر رقبتة قليلا من ربطة العنق ويملأ رئتيه بالهواء المشبع برائحة الملح، يجلس متهالكا على صخرة كبيرة وعيناه تجولان فيما حوله .. الأفق الأسود لا نهائي، السماء بلا قمر أو نجوم .. أشباح النباتات متباعدة، وأعمدة الكهرباء القليلة على الجانب الآخر شاحبة الأضواء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى