ريمه الخاني - رائحة الوجع..

كلما تناثرت وتبعثرت الجمل في رأسي وضاعت معالمها,اذهب إلى هذا السوق القريب البعيد,قد كان غريبا عن جسد الحي حتى مضى عليه زمنا كافيا لنألفه , عبر لقاءات الأحباب,ومفاجآت الأيام,هكذا هي الدنيا تعود في تعود...رغما عنا.وحتى لو عجزت عن التسوق في بعض زواياه المترفة...إلا أن متعة التواجد تكفيني.
رائحة الماضي تفوح بقوة من روحي...وغيوم الجراح تنزف في عقلي وتصرخ..و غلال الحاضر تنزع ما تبقى مني ببطء شديد..نمور هوجاء تأكل ما تبقى في القلب من صبر...هل هناك مدة محددة لإنتاج مشاعرإيجابية؟
سوف ننثر أوجاعنا هنا ليلملمها الجمهور عبر سير الخطوات وفضول الرؤية.
أتجول من دون هدف سوى التأمل الفارغ..هل يمكننا ترشيد كل لحظة نعيشها؟أو هل نحسن التمتع بلحظات السعادة الحلوة نرشفها حتى آخر قطرة؟
الهمسة شعر..
واللون فضاء...
والحركة موقف...
يكفي أنه هواء, قد يكون غير مستعمل ..
لفتت نظري عيناها كأنني أعرفها من قبل.
كانت تحمل شيئا ما أنيقا في يديها,وعيناها القلقتين تحكي الكثير...أحاول البحث ..
أتظاهر بانهماكي في التجوال ولا أبتعد...الفضول كله هو أنا الآن...
ما أقسى لحظات الانتظار..طويلة كانت أم قصيرة...الحياة كلها محطات ننتظر وننتظر ...كيف نتقبلها بخرس مبهم؟
الانتظار مزعج في جميع حالاته...
مظهرها المرتب الأنيق المهذب يلفت النظر كثيرا ويترك في نفسي , علامات استفهام كبيرة...
لتمر صديقه لها بالقرب مستغربة!
-ما الذي أتى بك إلى هنا؟
-إنها هديه لصديقه لي أترقب مجيئها فورا..
-إنها لابنة صديقتي اشتريتها بمناسبة عيد ميلادها.
-ماما؟؟!!
- ما الذي أتى بك إلى هنا؟ ما أعرفه انك لا تحبين هذا السوق!
-إنها لك تفضلي أمي في التخفيضات يحلو التسوق ويطيب .
-هل سنعود سويا؟
-لا أظن
كأن شيئا من دمع كاد ينزل من عينيها العسليتين.فأبى.
دفعني طفل فأوقع محفظتي ..أمسكتها فورا ووقفت من جديد...
لتختفي...
كنت قد تذكرتها أخيرا....
أم فراس 1/8/ 2008





ريمه الخاني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى