الطيب بشير الطيب - الطبيبة..

جاءتْ .. وكلُّ أنوثةِ التاريخِ
في قسماتِهَا ..
قالتْ .. وكلُّ عذوبةِ الألحانِ
في بسماتِهَا ..
لا شيءَ يُنبي بالخَطَرْ ..
أمدد ذراعَكَ كي أقيسَ الضغْطَ
أعرف ما الخبَرْ ..
وتأوّدَتْ أعطَافُهَا .. وتعَمَّدتْ أردافُهَا ..
فجَثَتْ تساهمُ في نداءِ الواجِبِ ..
مادَتْ ..
وأشرعَتِ الرموشَ إلى حُدُودِ الحاجِبِ ..
مالتْ عليْ .. فتضوّعتْ كلُّ العطُورِ بجانِبِي ..
وتطوَّعَتْ يدُها فعرّتْ ساعِدِيْ
من رُوحِهَا نفَخَتْ حنيناً .. في الوريدِ الصاعِدِ ..
وتدُقُّ في السمّاعةِ الحُبلى .. تراتيل النشيدْ
فالقلبُ يشكو للطبيبةِ بثَهُ المحمومَ
من زمنٍ بعيدْ ..
والزئبقُ النشوانُ بالنظَراتِ يجتازُ القراءاتِ
القديمةَ كلّها .. يرجو مزِيدْ
والنّبضُ ردّدَ عبر فُوهةِ الوريدْ ..
أنا يا طبيبةُ ليس يشغلني هبوطُ الضغطِ أو ..
سعرُ الريالْ ..
كلاّ ..
ولا .. شكلُ الحدَاثَةِ في القصيدَةِ والمقالْ
لا العيدُ يُفرحني
ولا العامُ الجديدْ ..
حتّى انتمائي للعروبَةِ أو .. لأقنانٍ عبيدْ ..
سيانَ عندي ..
سيانَ عندي كلّ أرقام الهواتفِ .. والمصارفِ .. والبريدْ ..
هلاّ فهمتِ طبيبتي ماذا أُريدْ
الآنَ أنتِ بجانبي .. لا شيءَ يعدِلُ فرحتي ..
الآن أنتِ بجانبي .. بُشرى لأصحابي وكلّ أقاربِي
اليومَ شرّفَتْ الطبيبةُ خيمتي .. ومضارِبِي
اليومَ ينطلقُ الشراعُ بقاربِي
وأخذْتُ مزهوّاً اُداعِبُ شارِبِي
لكِنَّها ..
في لحظةٍ مثلَ القضاءْ ..
عَمَدَتْ لصَنْبُورِ الهواءْ ..
فتنفّسَ الصعداءَ ثمّ تبخّرتْ أحلاميَ الحَمْقَى ..
على سَمْعِ الفَضَاءْ ..
وطبيبتي نَزَعتْ شريطَ الضغطِ في ثقةِ الخبيرِ الماهرِ
وشريطُها أبدى احتجاجاتٍ بصوتٍ ظاهرِ ..
فتبسّمتْ .. مثل الملاكِ الطاهِرِ ..
وتنزّلتْ كالرحمةِ المهداةِ في صدرِ المريضِ الآخرِ ..
شيخٍ كبيرٍ .. ذي أنينٍ شاخرِ ..
لكنّهُ .. وبرغمِ ذا ..
إستجمعَ البسَمَاتِ من أيامِ عمرٍ زاخِرِ
وزَهَى بضيفتِهِ عليَّ ..
وبانَ كالمُتَفَاخِرِ ..
فضَحِكْتُ من جارِي
ومن ضغْطي
ومن شِعْرِي
ومِنْ ..
قَدَرٍ عَجِيبٍ ساخِرِ ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى