فوزية العلوي - عودة تاكفاريناس.. شعر

عائدا بما يكفي الليل
ليبصر
وبما يهب النهر فيضانه
ومزخرفا بكل الرايات الثلجية
مورقة أنامله بدموع الصنوبر الحلبي
ومزنرا بالشقائق والاقحوان
آه تكفاريناس
كم تغربنا وكم ذرفت
هذه الارض من ادمعنا
وكم اربدت هذي السما
لنصنع ربيع الرنات الناسكات
والثعالب اللامعة العيون
والنحل المسافر في ملكوت الرحيق .
آه تكفاريناس
ماذا قالت لك الغابات بعد كل هذا الموت
والطلح العجوز بماذا أسر لك
والطحالب المسمومة العالقة بالصخر؟
هل جالسك الحطاب الأعرج
وهل اشربك شاي الأعشاب البرية
وهل حدثك عن النهر الذي تجمد في غيابك ؟
كم انتظرناك يا تاكفاريناس
وكم بخرت الأمهات العتبات
ولوحت الصبايا بمحارمهن الحمراء
في انتظار عودتك الموعودة
لكنك ابطات علينا
وغزا الدود البلوط والصنوبر
وعششت في الصخور عناكب غريبة
كم طاردناها وكم طردناها
وهي تزحف على الغابة
حتى خلناها النهاية المحتومة
انا رأيت بعيني الطيور
تسلم الروح في السفح
ورأيت السحالي تتبخر
والظباء البيض
تجهض صغارها قبل الوقت
وتنزوي في كناسها حتى تموت.
وهي تنشج كالغيمات
كيف سمعت نداءنا تكفاريناس
ومن دلك علينا بعد موتتنا الأخيرة
وكيف كيف استطعت بنفخة واحدة
أن تحرق كل هذه الديدان
وتطرد هذه الغربان بعيدا
بماذا أوحيت النحل
حتى يهب دفعة واحدة
حاملا كل هذه الدوارق المترعة بالعسل ؟
وماذا فعلت بالحطاب حتى يلبس
تاج الحلفاء والاكليل البري
ويحمل باقات الزريقة وأم الزوكشة
وهو يرقص في السفح مع الثعالب؟
اه تاكفاريناس
آن لي الآن أن انام واحلم
آن لي الآن أن أنام واحلم.


ف ع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى