مصطفى معروفي - القصيدة الحدث

لم تعد الجرائد والمجلات تطالعنا بالقصيدة/الحدث التي تشغل بال الرأي العام من قراء ونقاد على السواء. ففي وقت سابق كنا أحيانا نستيقظ على قصيدة أحدثت دويا في الوسط الأدبي ، فتتناولها الألسنة والأقلام بالحديث والتحليل والمناقشة ، وتستمر هذه المناقشة لأيام وأعوام ،وتبقى خالدة في الذاكرة نظرا للصدى الذي تركته وراءها ، ومن بين هذه القصائد نذكر مثلا: " الناس في بلادي " للشاعر صلاح عبد الصبور ، و" البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" و" لا تصالح" و" لا وقت للبكاء" و" أقوال جديدة عن حرب البسوس" للشاعر أمل دنقل ، و" المهرولون " و" هوامش على دفتر النكسة" للشاعر نزار قباني، و" وتريات ليلية" لمظفر النواب ، و" هذا هو اسمي " للشاعر أدونيس ، و" كلب الست" للشاعر أحمد فؤاد نجم الخ الخ ...
إن مثل هذه القصائد التي تشكل حدثا في حد ذاتها لم تعد ملحوظة في الساحة الأدبية ، ولا شك أن هناك أسبابا ثاوية وراء هذا الاختفاء ،ولعل أبرز هذه الأسباب في نظري ضمور الإيمان بالقضايا الأساسية التي تهم الشعب والإنسان في آن واحد ،وكذلك ضمور الحماس لدى القارئ والناقد اللذين يصنعان من القصيدة الحدث المثير ، وأيضا وبشكل أساسي خفوت مراقبة السلطة لما يكتبه الشعراء ، وغض الطرف أو عدم الاهتمام بما يكتبون أصلا.
كل هذه الأمور ساهمت في جعل القصيدة/الحدث لا تعاود الظهور كما كان الشأن عليه في السابق.
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

تحية طيبة اخي السي مصطفى
الاحداث هي التي تصنع الحدث ، حقيقة انه عاش هناك شعراء كبار قلما يجود الزمان بهم منهم ما ذكرت ومنهم ايضا محمود درويش الذي كانت قصائده ترعب الاسرائليين ، وفدوى طوقان في نصوصها القوية التي كان يخاف منها اليهود الاسرائليون ، والشاعر الطاهر الهمامي من تونس ، واحمد المجاطي وعبدالله راجع من المغرب ، وعثمان لوصيف من الجزائر ، وقبلهم نازك الملائكة في قصيدة الكوليرا ، والسياب في انشودة المطر او المومس العمياء، لكن ورغم هذا لايزال الزمان يجود بمثل هذه الفلتات النادرة .. وهناك شعراء كبار لايزالون يرفدون الديوان العربي بنفائس النصوص واروعها.. فنحن امة الشعر
وهناك شعراء مغاربة كتبوا فابهروا مثل محمد بنميلود ومبارك وساط ومحمد بنيس ومحمد السرغيني لكن الزمان جحود كنود

حياك الله
 
تحية طيبة اخي السي مصطفى
الاحداث هي التي تصنع الحدث ، حقيقة انه عاش هناك شعراء كبار قلما يجود الزمان بهم منهم ما ذكرت ومنهم ايضا محمود درويش الذي كانت قصائده ترعب الاسرائليين ، وفدوى طوقان في نصوصها القوية التي كان يخاف منها اليهود الاسرائليون ، والشاعر الطاهر الهمامي من تونس ، واحمد المجاطي وعبدالله راجع من المغرب ، وعثمان لوصيف من الجزائر ، وقبلهم نازك الملائكة في قصيدة الكوليرا ، والسياب في انشودة المطر او المومس العمياء، لكن ورغم هذا لايزال الزمان يجود بمثل هذه الفلتات النادرة .. وهناك شعراء كبار لايزالون يرفدون الديوان العربي بنفائس النصوص واروعها.. فنحن امة الشعر
وهناك شعراء مغاربة كتبوا فابهروا مثل محمد بنميلود ومبارك وساط ومحمد بنيس ومحمد السرغيني لكن الزمان جحود كنود

حياك الله
تحية طيبة لك أخي السي المهدي،
شكرا لك على التعقيب المفيد و أقول:
لا شك أن الشعراء الواردة أسماؤهم في تعقيبك لهم و زنهم ،و هو وزن يختلف ثقلا و خفة في الشعر لدى القارئ،و حسب تجربتي المتواضعة في ميدان قراءة الشعر فأنا أرى أن الشاعر يستطيع أن يبهر في قصيدة له دون أن يتحقق الحدث فيها.
أحمد المجاطي مثلا مبهر في كل شعره غير أن القصيدة التي حققت الحدث عنده في نظري هي قصيدة"أكسوديس"وحدها ،و راجع كاد أن يحققه في قصيدة "أعلنت عليكم هذا الحب"...
عندنا الآن شعراء يكتبون القصيدة بذائقة جمالية عالية لكن الأصداء التي تخلفها لا تكاد تسمع.
سلمت أخي المهدي.
 
تحيات طيبات اخي السي مصطفى

يعزى انحسار القصيدة المغربية وليس ضمورها الى عدم انتشارها مشرقيا بعكس الاقبال المغربي على ما ينشر بالمشرق.. وقد لا يعرف اهل المشرق شاعرا مغربيا واحدا..
لأن الادب المغربي الحديث لم ينتشر بالشكل المقبول والمطلوب ، ولم يعرف الا بعد سنوات الثلاثينات من القرن الماضي.. حيث كان تقليديا محضا ، بعكس المشرق الذي ظهرت به المطبعة والجريدة ببداية القرن التاسع عشر.. وبلغ شأوا من التقدم
لكن هذا لا يمنع من ان شعراء مغارية بحجم المجاطي وراجع والسرغيني وايت وارهام بلحاج محمد علي الرباوي مصطفى الشليح محمد بنطلحة ومحمد بنيس وغيرهم ممن طبعوا المشهد الثقافي المغربي وهم قلة على اية حال ، ويكادون ان يضاهوا او يبزوا العديد من شعراء المشرق.
وقد كانت قصائد المجاطي في سبعينات القرن الماضي على صفحات جريدة المحرر او مجلة اقلام تشكل الحدث وتلفت الانظار .. او قصائد الخمار الكنوني، وعبد الله راجع الذي كانت القاعات تملا عن اخرها لسماع قصائده البديعة والهائلة..
مما يؤثر في انتشار القصيدة المغربية هو النكران الذي يقابل به الادب المغربي بالمشرق ، وقد قوبل بالكثير من القيل والقال والجفاء من قبل العديد من الادباء

محبات
 
تحية طيبة لك السي المهدي:
و أنا أقرأ تعقيبك الثاني الجميل تذكرت ما قاله محمد بنيس في تلك الفترة/السبعينات من أنه أثر في المشرق بقصيدته "هكذا كلمني الشرق"بمعنى أن القصيدة تلك خلقت الحدث في تلك الرقعة العربية.مع العلم انه في تلك الفترة بالذات كتب ناقد مصري هو حامد النساج عن الأدب المغربي و لم يأت على ذكر بنيس،مما يوحي بأن القصيدة اقتصرت فقط على "إعجاب"بعض الأصدقاء و المغرب.
في المغرب شعراء لم ينالوا نصيبهم من النقد كما ناله زملاؤهم و منهم أشباه الشعراء ،مثال ذلك الشاعر المغربي الجميل أحمد هناوي الذيأرى أن انتماءه السياسي كان حائلا بينه و بين ذلك.ثم هناك شاعر آخر لحقه التهميش من كل حدب و صوب هو الراحل محمد علي الهواري و هو ما يصح فيه ما جاء في ردك من أن الزمان جحود كنود.
دامت لك السعادة مولانا.
 
الصديق مصطفى معروفي
تحية وشكرا على استرسالك في تبيان مفهوم القصيدة الحدت . والظروف الادبية ان صح القول التي تعمل على شيوعها وحجبها.. فمحمد بنيس كما اسلفت من كبار شعراء المغرب وأثر في العديد منهم الذي يمثل التيار الادونيسي بالمغرب.. منذ الستينات القرن الفائت مع كل ما انجز من شعر لاحمد مفدي وبن طلحة والهناوي الشياظمي وعلال الحجام وعنيبة الحمري والخمار الكنوني وراجع واحمد بلبداوي الذي آثر الصمت والركون بقصيدة النثر الى الظل.. والتي زادها رونقا كاليغرافيتها التي تسر الناظرين..
ولقد صادفت في قراءاتي العديد من الكتابات التي تنتقص الادب المغربي وتبخس قيمته وذلك من خلال مناظرات وردود للعلامة عبدالله كنون المفحمة.. وتخريفات سعدي يوسف وصلاح فضل في اخر الزمان ..
 
تحية طيبة لك السي المهدي:
و أنا أقرأ تعقيبك الثاني الجميل تذكرت ما قاله محمد بنيس في تلك الفترة/السبعينات من أنه أثر في المشرق بقصيدته "هكذا كلمني الشرق"بمعنى أن القصيدة تلك خلقت الحدث في تلك الرقعة العربية.مع العلم انه في تلك الفترة بالذات كتب ناقد مصري هو حامد النساج عن الأدب المغربي و لم يأت على ذكر بنيس،مما يوحي بأن القصيدة اقتصرت فقط على "إعجاب"بعض الأصدقاء و المغرب.
في المغرب شعراء لم ينالوا نصيبهم من النقد كما ناله زملاؤهم و منهم أشباه الشعراء ،مثال ذلك الشاعر المغربي الجميل أحمد هناوي الذيأرى أن انتماءه السياسي كان حائلا بينه و بين ذلك.ثم هناك شاعر آخر لحقه التهميش من كل حدب و صوب هو الراحل محمد علي الهواري و هو ما يصح فيه ما جاء في ردك من أن الزمان جحود كنود.
دامت لك السعادة مولانا.
في ردي أعلاه ورد مايلي:
اقتصرت فقط على "إعجاب"بعض الأصدقاء و المغرب...و الصحيح هو ...بعض الأصدقاء و المعارف. و ليس المغرب.
لذا وجب التنويه
 
الصديق العزيز السي المهدي،
شكرا لك على هذه الإفاضة في الحديث و التي تنم عن اطلاع واسع على مجريات الأدب و ما يتعلق به و أنا أغبطك على ذلك و أقول:
في إشارتي في التعليق السابق إلى بعض الأصدقاء و المعارف في ما يخص بنيس كان أدونيس حاضرا بقوة...
أما الشعراء الذين أتيت على ذكرهم في تعليقك فيبدو لي أن البعض منهم كان مغبونا أشد ما يكون الغبن ،و البعض منهم نال من النقد شيئا ،فمثلا لا يمكن أن نقارن راجع و الكنوني مع هناوي و حتى أحمد مفدي و خصوصا هناوي،فهناوي مغبون و لا يذكرني به في هذا المنحى إلا كاتب آخر هو مصطفى النهيري...
بالنسبة للقصيدة الكاليغرافية فكل أ و أغلب قصائدها أو دواوينها عندي،و لا أخفيك أخي السي المهدي أنني أشعر بشيء من الضيق و أنا أقرأها ،و لا يخفف عني من غلواء ذلك الضيق إلا مضمون القصيدة و اسم صاحبها(بلبداوي،نجمي،راجع ،بنيس ،حميش في "كناش إيش تقول").فالخط ذاك و إن كان يعطي للعين متعتها كما قال بنيس في تلك الفترة فإن الخط إياه لم يستطع أن يفعل ذلك مع عيني أنا ،و لعل السبب راجع لي لا للخط.
و أخيرا أقول:بالنسبة للبعض سعدي يوسف انتهى،فقد كان لحظة و مرت،و أما صلاح فضل فهو استرزاقي في نقده و وجد فيه البترودولار ضالته.
و لك السلام التام مولانا.
 
جد شاكر لك على هذه الردود القيمة والتي عرجت بنا من القصبدة العبية الحدث الى شجون الشعر والادب المغربي.. وموقف المشارقة من الادب المغربي ليس وليد اليوم، بل يعود لسنين خلت ، مع الصاحب بن عباد الوزير في القرن الرابع الهجري ، وقولته الشهيرة: " هذه بضاعتنا ردت إلينا" عندما اطلع على كتاب العقد الفريد لاحمد ابن عبدربه الأندلسي مستخفا ومستصغرا فيه ذلك الانجاز الادبي، ولا اعتقد ان الوزراء يقرأون الا من رحم ربه .. وكان اديبا قبل ان ياتي للسياسة .. وهي قصة يذكرني بمحمد علي باشا.. حينما اوصى رفاعة الطهطاوي بان يترجم له كتاب الامير لماكيافيل ، حينما بلغه دهاء كاتب البلاط الايطالي . فكان الطهطاوي يترجم وعلي باشا يضع فوق الرف الى ان اتمه.. فقال له: انا اعرف اكثر من هذا بكثير
وعطفا على القصيدة الحدث والشعراء المغاربة أذكر قصيدة عبدالله راجع الشهيرة والجميلة أعلنت عليكم هذه الحب ، فهي باعتقادي بيان شعري او مانيفيستو سياسي استباقي يشرح داء هذا الزمان المغربي العصي عن الفهم ، وتتطرق لشتى المشاكل التي تتكالب على المواطن المغربي واشياء خطيرة لم يود الافصاح عنها لحساسيتها مكتفيا بقوله
( لا تقتربوا مني
قلت لكم ستصابون برغوة حزن لا تغسلها سحب)
وفعلا يروى انه تعرض لاعتداء بدني
اذكر ايضا قصائد عبداللطيف اللعبي ومحمد خير الذين ومصطفى النيسابوري والواكيرة ومجلة انفاس التي كانت منارة للفكر اليساري المغربي .. في ازمنة الجمر والرصاص الرهيبة بعقدي الستينات والسبعينات.. وكيف سجن خير الدين بعد دخوله للمغرب مباشرة بسبب قصيدة في ديوانه "شمس عنكبوتية"، ترجمت بمجلة مواقف ، لولا شفاعة صديقه الرئيس سنغور ، ليشرف في النهاية على باب بالصفحة الاخيرة في مجلة الرسالة الفرنسية لسان حزب الاحرار ، و " ديوان رقصة الرأس والوردة" لعبدالله زريقة الذي جمع من المكتبات، وديوان محمد الادريسي القيطوني الذي كلفه سنوات من السجن، زد عليهم الروايات التي طالها الحجب..
 
التحيات الزكيات السي المهدي،
بالفعل تعرض عبد الله راجع لاعتداء من طرف شبان كانوا يمارسون رقص السمورف في الحديقة المتواجدة بكازابلانكير،و ما زلت أتذكر هذا الحدث جيدا،و الأصداء التي خلفها في بعض الجرائد الوطنية.
بالنسبة لعبد الله زريقة فما زلت أتذكر حدث اعتقاله ـكنت يومها مساء بدار الشباب ابن امسيك (الجولان حاليا)لحضور نشاط ثقافي/قراءة شعرية ،و لم أشعر إلا و أحد الأصدقاء الشعراء يخبرني بأن القراءة ألغيت لطارئ هو اعتقال عبد الله زريقة ،و سبب اعتقاله هو شعره ، و من العجائب أنه كان ينشر إبداعه في الملحق الثقافي لجريدة العلم ،و حينما اعتقل لم تكتب العلم عن اعتقاله سطرا واحدا ،بينما كانت المحرر تكتب عنه و تشنع على تكميم الأفواه و متابعة الرجال الصادقين في الوطن،و لما أطلق سراحه صار ينشر قصائده فيها،و أتذكر الآن قصيدة نشرها بالملحق الثقافي لجريدة المحرر ،فقلت له أعجبتني قصيدتك فقال لي إنهم لم ينشروها كاملة ـلقد حذفوا حوالي نصفها...
كان الإخوان في دار الشباب ينادونه بالشاعر الفوضوي إلا أنه كان يرى في التسمية مدحا لا قدحا...في تلك الفترة كانت القصيدة عبارة عن منشور سياسي لا يحتفي بالشعر إلا في المقام الثاني بعد السياسة،و يذكر الصديق الشاعر الجميل علال الحجام كيف أن الشاعر كان يفتح له محضر بسبب قصيدةو يتعرض للملاحقة و المضايقة...بحيث كانت القصيدة عبارة عن رشاش يحمل الشاعر بدون رخصة...
و بمناسبة ذكر اسم خير الدين فإن الحدث الذي يضحكني فيه هو سرقته لساعة جان بول سارتر و فراره بها في الشاعر و ملاحقة هذا الأخير له و هو يصيح به...رحم الله الأثنين.
و دامت لك السلامة و العافية مولانا.
 
اهلا السي مصطفى
على ذكر محمد خير الدين او الطاء----ر الازرق فهو بالفعل ظاهرة شعرية نادرة الوجود. لغرابة سلوكه لسيكوباثيته لحيويته ولابداعه شعرا وسردا. .. كان معجبا ببودلير ويحفظ اشعاره عن ظهر قلب.. قرات له شمس عنكبوثية وانبعاث الزهور.. وبعض رواياته خاصة. انا الحامض ان صحت هذه الترجمة الحرفية الركيكة. . وهي نوع من التجريب الفكه الذي يمتزج فيه الشعر والنثر والمسرح والفكاهة والهزل والجد والقدح .. خير الدين يخوض نوعا من حرب عصابات اللغة.. كما قال..ا وينحت مفرداته.. ويتقن الفرنسية اكثر من الفرنسيين انفسهم .. ادهش اافرنسيين. بلغته اامبتكرة.. توفق وساط مبارك في ترجمتها.. اما قصيدته ااحدث فهي قصيدة الملك ترجمها ادونيس اعتقد بمواقف لقي عناية خاصة من لدن سارتر ودوبوفوار.. وكان سارتر يناديه بابنه.. وفتح. في وجهه مجلة الازمنة الحديثة..
 
أعلى