هشام حتاته - محاكمة المحرضين على قتل فرج فوده

من عده ايام تمر الذكري السابعة والعشرين لاغتيال المفكر المصري فرج فوده فى 8/6/1992 ، وهو المفكر الذي كان سابقاً لعصره، ومتوقعاً ما سيحدث في المنطقة حالياً من ثورات الربيع العربي، وصعود الإخوان للحكم، ثم عودة العسكريين للسلطة مرة أخرى في مصر والسودان وغيرهما من الدول.
وتنبأ فودة ببروز وإنشاء ما يسمى "داعش"، وتوقع كل ما يحدث من إيران بعد وقوعها تحت حكم الملالي

وفي كتابه "النذير" (1989) تناول فيه نمو التيار الإسلامي ما بين عامي 1982 و1987، ناقش فيه الظهور الواضح لتيار الإسلام السياسي والتيار المتشدد، خصوصا بعد قتل الرئيس المصري أنور السادات في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1981. وخلص فيه أن التيار المتشدد لم يكن مجرد مرحلة أو حركة، ولكنه دولة داخل دولة، معتبراً أن الفروق بين المعتدلين والمتطرفين في الإسلام السياسي هي الدرجة وليس النوع.وهو ما ازعج الاسلاميين كثيرا

وكما كتبت فى مقال سابق عن محاكمة الشيخ الشعراوى الذى صلى لله شكرا على هزيمه الجيش المصرى فى العام 1967 ، ففى هذا المقال ايضا نطالب بمحاكمة كل المحرضين على قتل الدكتور فرج فوده
وان كانوا قضوا نحبهم او من بقى لايمكن محاكمته جنائيا لمرور اكثر من 25 عاما على التحريض الا اننا نستطيع ان نحاكمهم امام التاريخ

اولا : ماهى جريمة التحريض ؟
( وفقا لما نصت عليه المادة40 من قانون العقوبات علي انه يعد شريكا في الجريمة: أولا: كل من حرض علي ارتكاب الفعل المكون للجريمة إذا كان هذا الفعل قد وقع بناء علي هذا التحريض, ثانيا: من اتفق مع غيره علي ارتكاب الجريمة فوقعت بناء علي هذا الاتفاق, ثالثا: من أعطي للفاعل أو الفاعلين سلاحا أوآلات أو أي شيء آخر مما استعمل في ارتكاب الجريمة مع علمه بها أو ساعدهم بأي طريقة أخري في الأعمال المجهزة أو المسهلة أو المتممة لارتكابها..
وأضاف المستشار الدكتور عمرو عبدالرحيم قاضي بمجلس الدولة بأن التحريض هو أمر بالغ الخطورة, لأنه يتمثل في بث التصميم أو التشجيع أو دفع شخص أو عدة أشخاص بأي وسيلة كانت, بهدف تنفيذ الجريمة, ويستوي هنا ان يكون التحريض مباشرا أو غير مباشر, فردي موجه لشخص بعينه, أو تحريض عام موجه إلي جماعة غير محدودة من الناس, بشرط إن تكون الجريمة التي تم التحريض علي ارتكابها معاقب عليها قانونا ) انتهى

ماذا قال فرج فوده :
كان اول من تحدث عن الدولة العلمانيه ونشر المقالات واصدر الكُتب وظهر فى الفضايات ، وكان على وشك تاسيس حزب علمانى ( حزب المستقبل ) حتى كانت المناظره الشهيرة بمعرض الكتاب فى 8 يناير 1992 بعنوان (مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية ) حشد لها الاسلاميين 30 الفا من اتباعهم ، ليبدا اغتياله معنويا قبل المحاضرة ، وتعالت هتافات "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا )
كان فرج فوده ومعه الأستاذ محمد خلف الله أحد أعضاء حزب التجمع فى جانب يقابله الشيخ محمد الغزالي، ومرشد الإخوان مأمون الهضيبي، ومحمد عمارة.
انتهت المناظره بانتصار ساحق لفرج فوده فاهتزت عروشهم وسُحبت البسط من تحت اقدامهم ، وكادت صلاحيه التوكيل الحصرى باسم الله ان تنتهى ، ومفاتيح الجنه والنار التى يمتلكونها اصبحت فى مهب الريح ، وهيبتهم وتقديسهم وتسلطهم على رؤس العباد على المحك
فكانت حمله التكفيرؤ الشرسه التى انتهت باغتياله

ايها السيدات والساده :
انا اتهم كل من التاليه اسمائهم بعد بالتحريض على قتل الراحل فرج فوده ، وهذه هى الاسباب :
1) الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن - حيث قال المتهم الأول في القضية عبدالشافي أحمد في اعترافاته إنه قرر تنفيذ فتوى عمر عبد الرحمن بقتل فرج فودة، خاصة أن جبهة علماء الأزهر أباحت دمه أيضا، وأفتت بتكفيره .
2) صفوت عبدالغنى - حيث افاد المتهم ايضا انه ابلغهم عن طريق محاميه برساله منه للبحث عن شخص مناسب من اعضاء الجماعه لقتل فرج فوده
3) الدكتور عبدالغفار عزيز - حيث نشرت جريده النور قبل الاغتيال بخمسه ايام بيانا لجبهه علماء الازهر برئاسته يكفر فيه فرج فوده تكفيرا صريحا بدعوى انه مرتد ومن ثم يستوجب القتل
4) الدكتور محمود مزروعه - نائبه حيث كان شريكا فى الفتوى ، وفي شهادته أمام المحكمة، قال مزروعة (إن اتصالا جاءه من شباب يدعون انتماءهم لإحدى الجماعات الإسلامية، ويريدون استشارته في أمر عاجل، فحدد لهم موعدا، والتقاهم، فسألوه: "ما حكم المرتد" فأجاب: "قتله"، ثم سألوه: وإذا لم يقتله الحاكم؟، فأجاب قاطعا: يكون حكم قتله في رقاب عامة المسلمين )
5) الشيخ محمد الغزالى – حيث قال في برنامج تلفزيوني بعد المناظره بأيام إن من يدعو للعلمانية مرتد يستوجب أن يطبق عليه حد الردة، ثم قال في ندوة بنادي هيئة التدريس بجامعة القاهرة قبل واقعة الاغتيال بأيام متحدثاً عن فرج فودة، "أنه يردد كلام أعداء الإسلام في الخارج، ربنا يهديه، وإن لم يهديه فليأخذه". وفى شهادته امام المحكمة دفاعا عن القاتل أنه لم يتورط في جريمة قتل، بل طبق حدود الله على المرتد ( إن فرج فودة بما قاله وفعله كان في حكم المرتد، والمرتد مهدور الدم، وولي الأمر هو المسؤول عن تطبيق الحد، وإن لم يفعل يكون ذلك من واجب آحاد الناس، وأن التهمة التي ينبغي أن يحاسب عليها الشباب الواقفون في القفص ليست هي القتل، وإنما هي الافتئات على السلطة في تطبيق الحد )
بل انه كتب ونشر بياناً مسانداً لـمحمود المزروعة نائب رئيس جبهة
علماء الأزهر، الذي دعا بشكل صريح إلى قتل فرج فودة، وقد وقّع على بيان الدعم والتأييد لقاتل فرج فودة، إلى جانب محمد الغزالي، كل من:
6) الشيخ محمد متولي الشعراوي
7) الدكتور محمد عماره

ورحل فرج فوده ، ولكن حبات القمح التى زرعها اثمرت سنابل ، فى كل سنبله مائه حبه ، واصبح فى مصر الان مالايقل 5 مليون فرج فوده وهم مرشحين كل يوم للزياده
فرج فوده لم يموت ... لانه اصبح ايقونه الدولة المدنية العلمانيه فى مصر
ومازالت الصراع على اشده الان قائما بين انصار الدولة المدنيه والدولة الدينية
وفى النهايه سوف ينتصر النور على الظلام .... انها صيرورة التاريخ
القاكم على خير


هشام حتاته - محاكمة المحرضين على قتل فرج فوده

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى