خالد كاظم أبو دوح - نصار عبد الله: قراءة تلميذ لأستاذه

كلما شرعت في كتابة هذا المقال، وجدت نفسي أفضل الهروب، ولكن هروبي دوماً كان من المقال إليه، ولهذا حاولت البحث في دوافع هروبي، فوجدتني أضع يدي على عاملين: الأول، يرتبط بالسؤال هل أنا امتلك ما يؤهلني للكتابة عن "نصار عبد الله"؟ وفي إطار الإجابة عن هذا السؤال، لم أجدني امتلك من المؤهلات سوي مساحات الحب التي يمتلكها "نصار عبد الله" في عقلي وقلبي، حيث أنني عندما قرأت له وتابعة إنتاجه المتميز، والممتد داخل حقول متعددة؛ منها الأدب والشعر، والسياسة، والفلسفة، والترجمة، والمقال الصحفي، احتل مساحات شاسعة في عقلي، وعندما اقتربت منه كإنسان، وتجاذبت معه أطراف الحديث، وتأملت ملامح وجهه، وسافرت مع نبرات صوته، وابتسمت مع فلسفته اليومية الساخرة، احتل مساحات أكبر داخل قلبي، أما العامل الثاني: فقد تمثل في أن "نصار عبد الله" شخصية عميقة ومركبة، وعقلية موسوعية، وهو بتاريخه الطويل وإنجازه يقف بين أبناء جيله في موقف التفرد والتميز، بسبب ما يكتب من شعر ومقال، وترجمة، واشتغال بالفلسفة، وما يتخذ من مواقف نبيلة تليق بالشعراء الحقيقيين.

وفضلت أن افتتح هذه المقالة ببعض الأبيات الشعرية لنصار عبد الله من قصيدة "إلى الشاعر الذي لم يعد يكتب إلا للصغار" من ديوانه "قصائد للصغار والكبار"

أنت الذي سمى الهزيمة بالهزيمة،
والجريمة بالجريمة،
وانحدار الهابطين بالانحدار..
أنت الذي رغم الحصار
حمل القناديل المضيئة للصغار
حمل الدفاتر والكراريس التي منها، سيبتدئ
النهار

نصار عبد الله.. النشأة والتكوين

كان ميلاد "نصار عبد الله" في الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1945، بمدينة البداري بمحافظة أسيوط، نشأ في أسرة لها حظ وافر من الأصالة والثروة، ولقد كان لكل من جد "نصار عبد الله" لوالدته، ولوالدته أكبر الأثر في نشأته على حب المعرفة والقراءة، وفي هذا يقول:
" كان جدي لوالدتي مزارعاً مستنيراً كثير القراءة بدليل المكتبة التي تركها في بيتنا القديم، والتي كانت مكتبة متنوعة حافلة، رغم أنه نال قدراً محدوداً جداً من التعليم الأزهري، ومن مظاهر استنارته أنه كان واحداً من المؤمنين بأهمية تعليم المرأة، ولهذا السبب فقد كان عاقداً العزم على تعليم بنته الوحيدة ( والدتي )، إلى أقصى مرحلة يمكن أن تصل إليها فتاة مصرية في تلك الفترة المبكرة من القرن العشرين، غير أن وفاته المفاجئة قد أحبطت هذا المشروع حيث أخرجت والدتي من المدرسة الابتدائية."

أما بالنسبة لوالدة "نصار عبد الله" فقد لعبت الدور المحوري في تهيئته إلى حب المعرفة والشغف بالقراءة، حيث أنها اهتمت بتعليمه مبادئ القراءة والكتابة في سن مبكرة، وقبل التحاقه بالمدرسة، وغرست في نفسه عادة القراءة والصبر عليها، من خلال حرصها الدائم على الهروب بعد قضاء واجباتها المنزلية إلى قراءة كتب السيرة النبوية، والمصحف الشريف، وذلك بالاعتماد على المكتبة التي تركها والدها.

تضافر مع الظروف السابقة عامل أخر لعب دوراً في تركيز "نصار عبد الله" على القراءة، والهروب لها ومعها كملاذ أول وأخير له، وهو أن أسرته كانت لا تسمح له بالخروج من المنزل بعد عودته من المدرسة، خوفاً عليه من المعارك القبلية التي كانت دوماً تنشأ داخل موطن نشأته، ولم يكن يشارك أقرانه في اللعب، كل ذلك جعله شغوفاً بالقراءة، التي عوضته الحرية المفقودة.

ومن خلال المكتبة التي عاش معها في منزل أسرته، قرأ "نصار عبد الله" روائع الأدب العالمي، والعديد من الروايات البوليسية، من خلال سلسلة " كتاب الجيب "، وسلسلة " كتب للجميع " التي كانت تقدم أعمالاً أدبية في بعض أعدادها أو أعمالاً سياسية أو تاريخية أو ثقافية عامة في أعداد أخرى، ومجلة " كتابي "، والتي كانت تقدم عروضاً وملخصات لأهم الكتب العالمية، و"الكتاب الذهبي" الذي كان يقتصر على نشر الإبداعات المصرية، والذي تعرف من خلاله على أعمال "نجيب محفوظ"، و"يوسف إدريس" وغيرهما.

وفي هذه المرحلة العمرية المبكرة نجح "نصار عبد الله" في قراءة واستيعاب الكثير من الأعمال الأدبية والفكرية، والتي تسبق عمره البيولوجي، ولكنها لم تستعصي على عمره العقلي، فنجده في هذه المرحلة قد تأثر كثيراً بتلك القصائد التي كتبها أمير الشعراء "أحمد شوقي" على لسان الطير والحيوان، وظلت هذه القصائد – على حد قوله- كامنة في أعماقه تشكل جزءاً أساسياً من طبيعة تصوره للعلاقات بين البشر.

وخلال مرحلة التعليم الإعدادي والثانوي، كان باب مكتبة المدرسة هو أول الأبواب التي طرقها بأنامله الصغيرة، وبمجرد أن فتح هذا الباب أمامه تعرف على مورد جديد من موارد المعرفة، فداخل هذه المكتبة قرأ "نصار عبد الله" أعمال " نازك الملائكة "، و" محمود حسن إسماعيل "، وأعمال " ملك عبد العزيز " وغيرهم، ولم تكن قراءات "نصار عبد الله" في هذه المرحلة محدودة بالأدب ولكنها امتدت لتشمل الرياضيات، والكيمياء، والفيزياء.

وشهدت أواخر هذه المرحلة تطوراً مهماً في تكوين "نصار عبد الله"، حيث خرج من هذه المرحلة بإجادته للغة الإنجليزية، من خلال برنامج ذاتي وضعه هو لنفسه بهدف الارتفاع بمستوي إجادته للغة، وكان هذا البرنامج متمثلاً في ترجمة عدد من الروايات الإنجليزية المبسطة.

حصل "نصار عبد الله" على الثانوية العامة عام 1962، والتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبدأ منذ ذلك الوقت مرحلة جديدة من مراحل تكوينه، حيث السفر إلى القاهرة، ذلك السفر الذي أتاح له روافداً جديدة للمعرفة، وقنوات للثقافة أكثر اتساعاً، وتوفرت له فرص لقاء العديد من الشخصيات الثقافية التي قد قرأ لها أو عنها في مراحل عمره السابقة، وخلال هذه المرحلة تردد "نصار عبد الله" على الصالونات والمنتديات الأدبية والثقافية التي كانت تذخر بها القاهرة في تلك الحقبة، مثال صالون العقاد، وانتظم أيضاً في التردد على الجمعية الأدبية، تلك التي كانت بؤرة الحياة الثقافية في مصر في ذلك الوقت، وكان لقاءه مع الشيخ " أمين الخولي ".

ولقد كانت عوائد هذه المرحلة لدى "نصار عبد الله" كبيرة ومتعددة، حيث أنه نجح في إقامة شبكة من العلاقات الاجتماعية والصداقات مع العديد من مثقفي وكتاب هذه المرحلة، وتضمنت هذه الشبكة العديد من الأسماء اللامعة مثل: "صلاح عبد الصبور"، "أمل دنقل"، "محمد إبراهيم أبوسنة"، "بدر توفيق"، "عبد الرحمن فهمي"، "فاروق خورشيد"، "بهاء طاهر"، "ميخائيل رومان"، "عبد الغفار مكاوي"، وغيرهم.

وعلى الرغم من تخرج "نصار عبد الله" من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1966، إلا أنه لم يكن راضياً عن ذاته بهذا المؤهل التعليمي الرفيع، فأخذ على عاتقه مهمة تصحيح مساره، فالتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، والتي واصل فيها دراساته العليا، إلى أن التحق بسلك التدريس الجامعي بجامعة سوهاج وترقى إلى أن شغل درجة أستاذ في الفلسفة، وتوازى ذلك مع حصوله على ليسانس الحقوق عام 1978.

تأملات في النشأة والتكوين:

ولد "نصار عبد الله" وشب في مرحلة مكتظة بصور التغير، حيث شهد العالم منذ أربعينيات القرن العشرين جملة من التحولات أهمها بداية الخروج من زقاق الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي واجهت العالم بداية من نهاية العشرينات، وذلك من خلال حرب عالمية ثانية، والتي أعقبها عمليات إعادة إنتاج النظام العالمي، من خلال انشغال العالم الرأسمالي برأسماليته، وحربه ضد الاشتراكية، ويقظة العالم النامي على حلم التحرر من الاستعمار وبدء المطالبة به والعمل من أجله، فجاءت الخمسينيات لتشهد تنامي الحركات التحررية، وكانت مصر في مقدمة حركة التحرير من خلال ثورة 1952، تلك الثورة التي أسست على أرض مصر وطناً جديداً، أكتمل تأسيسه مع مطلع الستينيات.

وسط هذا الصخب العالمي والإقليمي والمحلي نشأ "نصار عبد الله" مع جيلاً كاملاً ، هذا الجيل وهو الذي يحكم مصر الآن، قد عايش كل ظروف وسياقات التغير الصعبة، وعايش مخاضه، لذلك تحول إلي جيل مميز قادر على تحقيق إنجازات عظيمة، وإن كان هذا بالنسبة للجيل بأكمله، فما بالنا بطليعة هذا الجيل، لقد واجهت طليعة هذا الجيل تحديات صعبة، فقد عايش انتصارات الثورة الوطنية، وكان عليه أن يشارك في بناء ثقافتها وتطلعاتها إلى الحداثة، وعايش مرارة هزيمة هذه الثورة، فتكسرت أمامه طموحات الوطن، وبذلك فإن المرحلة ذاتها فرضت على هذه الطليعة تحديات ومصاعب جمة.

ويعتبر "نصار عبد الله" واحداً من طليعة هذا الجيل، داخل العديد من المجالات، والتي أهمها المجال الأدبي، والمجال الفلسفي، ومجال النقد السياسي، وكان ذلك مرتبطاً بما حققه من نجاح داخل مجمل هذه المجالات التي انشغل بها.

تلميذ يراقب شخصية أستاذه:

غالباً ما تكون شخصيات المبدعين والمجددين على درجة عالية من التركيب، بحيث تتداخل فيها أبعاد مختلفة، منها بعد الطلاقة أي القدرة على إنتاج أكبر قدر من الأفكار الإبداعية، وسيولة الأفكار وسهولة توليدها،وبعد المرونة أي القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير الموقف، وبعد الأصالة أي عدم تكرار أفكار المحيطين، والخروج بها عن التقليدي والشائع، وكل ما سبق من سمات وأبعاد يتمتع بها "نصار عبد الله".

ويستطيع أي إنسان أن يستكشف كل ذلك إذا ما لاحظ عن قرب "نصار عبد الله"، فبمجرد أن تراه تلمح كم الهدوء المنتشر على صفحة وجهه، وعندما تخاطبه يلاطفك بفيض من الصفاء غامراً قلبك وعقلك به، وإذا ما جالسته يمنحك الشعور بالثقة والأمل.

وتتأكد لك الشخصية المبدعة التي يمتلكها "نصار عبد الله" إذا راقبته كيف يحاضر طلابه، وكيف يمارس عمله الإداري، وكيف يعامل طلابه الذين يشرف على رسائلهم العلمية، أو حتى الذين يطرقون بابه من أجل استشارة أو مساعدة علمية أو نصيحة حياتية. فهو يحاضر طلابه بجد واجتهاد، ملتزماً بضميره العلمي والأخلاقي، والذي يشاهده يمارس عمله الإداري يجده واقفاً على قدميه متحفزاً معظم الوقت، يحاور هذا ويناقش هذا، ويجتمع مع هذا، ويتعامل مع أكثر من موضوع، بدرجة عالية من الكفاءة يشهد بها الجميع، لا يعرف المجاملة، أو الكذب، أو المتاجرة والاسترزاق، لكنه موضوعي وحيادي، قراراته بعيدة تماماً عن الأهواء والميول، خاضعة للموضوعية وقواعد القانون، الذي لا يستثني من تطبيقه أحد مهما كان.

وعندما تقترب منه أكثر فأكثر، يتجسد لك التواضع بمنتهاه، تراه يجلس وسط شباب الباحثين، يناقشهم، يستثير عقولهم، يدفعهم إلى التفكير، ويحرص على أن يتعلم منهم مقدار حرصه على أن يعلمهم، يسألهم عن الأشياء التي لا يعرفها دون خجل أو مكابرة، ويسعد بنجاح أحدهم وتميزه، ويفيض عليه بكلمات التشجيع والثناء، دون مبالغة أو رياء.

نجح "نصار عبد الله" في أن يحرر ذاته من كل القيود، وتجاوز كل الصعوبات الحياتية التي اعترضت طريقه، وانتصر على كل صور العزلة التي فرضت عليه، واستطاع أن يخلق من نفسه شخصية كاريزمية ومبدعة، رغم سنوات عمره التي قضاها في سوهاج، تلك المحافظة النائية، التي هاجر منها كل باحث عن مستقبل أفضل، لما تتميز به سوهاج من فقر.

حرر نفسه من كل القيود، فجاء سلوكه يتوافق مع ما يؤمن به من أفكار، وما يخاطب به القراء من قيم وأخلاق سامية، اتخذ من الأخلاق مرجعية في زمن ردئ، ورغم ذلك مازال صامداً، ومازال على عهده مع ما أمن به، تحولت لديه الأخلاق السامية إلي سلوك يومي في مجمل تفاعلاته الاجتماعية مع الآخر، له من المبادئ ما يؤمن به، ويصدق فعله على درجة إيمانه، فها هو يرفض ترشيحه لجائزة من جوائز الدولة، احتجاجاً منه على عدم منح الجائزة لأستاذه "شوقي ضيف"، رغم جدارته بها في ذات العام.

قالوا عن "نصار عبد الله":

قال الكاتب الكبير الأستاذ "بهاء طاهر" عن "نصار عبد الله":

"نصار عبد الله حالة فريدة في أدبنا العربي، ويعد من أعذب الأصوات الشعرية بين أبناء جيله، ويتميز بمقدرة فريدة هي الوصول المباشر إلى قلب القارئ، فهو الإنسان الذي لا يماثل أحد غيره، ولا يماثله غيره، وفقرة من أعماله تبين لك سمة الصدق التي لا تغيب عنه مفكراً وإنساناً، هو موسوعي المعرفة، ويمتلك القدرة على التواصل مع الآخرين، ومشتبك دائماً مع الحياة اليومية، ولم يهرب في أي مرحله من مراحل حياته من أداء مهمته كناقد ومثقف موسوعي"
الأستاذ الدكتور/ محمد حسن عبد الله:

"يمتلك نصار عبد الله عمود يومي يتسم بالصدق والجدية والشجاعة"
"نصار عبد الله ابن الحياة، المحب لبلده، المحب للواقع، الشجاع الذي لا يسيء أبداً لأحد"
"نصار عبد الله، ابن الصعيد الذي استطاع أن يكون موجوداً في شرايين مصر، وضميرها العام من خلال صدق كتاباته"

الأستاذ الدكتور/ مصطفي الضبع:

" شعر نصار عبد الله، يكمن في مرجعيته المتميزة بتعدد المشارب الفكرية والعلمية"
"تظل رؤية نصار عبد الله للواقع أكثر نضجاً من رؤى غيره من المثقفين"

الأستاذ/ أحمد خيري:

"نصار عبد الله، هو أرسطو حياتي، ولكنني لست اسكندره"


مؤلفات "نصار عبد الله":

من الأعمال الأدبية:
- الهجرة من الجهات الأربع (شعر)
- قلبي طفل ضال
- أحزان الأزمنة الأولى
- ما زلت أقول
- قصائد للصغار والكبار
- الجفاف (مسرحية)
من أعمال الترجمة:
-عظماء وأحلام مزعجة
-أعلام الفلسفة السياسية المعاصرة
-من فلاسفة السياسة في القرن العشرين
من أعمال الدراسات الفلسفية:
-فلسفة برتراند راسل
-فلسفة العدل الاجتماعي
-مدخل إلى نظرية الحرب العادلة

الختام:

مع "نصار عبد الله" لن يكون هناك ختام، لأننا معه دوماً نكون في حالة انتظار، حتى يطل علينا، بمقالة، أو قصيدة، أو دراسة فلسفية، بارك لنا الله فيه قيمة جميلة وسامية في زمن سيطر عليه السفهاء، وأمد الله لنا في عمره قلماً يكتب عن أوجاعنا، وأوجاع وطنناً، بهدف الكشف عن مسالب الواقع، والبحث عن غداً أفضل، وأبقاه الله لنا إنساناً نلقي عليه ما لا تحمله قلوبنا وصدورنا، ونستفهم منه عن ما عجزت عقولنا عن فهمه. وخير ما ننهي به المقال هو ما قاله "نصار عبد الله":

أنا أرى .. إذن أنا..
أرى أحلاما طيبة
إذن أنا نائم!
أرى أحلاما وردية
إذن أنا غائب عن الوعي!!
أرى كوابيس مفزعة وجثثا مكدسة في كل مكان
إذن أنا يقظان!!
أرى وطني وقد انتفض بأكمله ضد الاستبداد والفساد
وأرى أمتي بأكملها وقد وحدت صفوفها أمام جحافل الغزاة
إذن أنا غارق في الوهم!
أرى الحق منتصرا في النهاية على القوة
إذن أنا بالغ السذاجة
أرى الغد القريب ـ رغم كل شيء ـ أفضل من اليوم
إذن أنا مخبول !
أرى نفسي أنفجر كقنبلة في وجه اللصوص والقراصنة ،
وأرى شظايا جسدي وهى تتناثر وتنغرس في الأرض
إذن.. وأنا في قمة اليأس مازلت أبذر بذور الأمل.!!





خالد كاظم أبو دوح

الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 12:09

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى