كمال عبد الحليم - قصيدة "شيوعي"

الشيوعي.. الذي قال.. إني شيوعي!!
أوقفوا التنقيب في رأسي . وتحطيم ضلوعي
أوقفوا الإمعان في الغدر.. وفي البطش الوضيع
ها أنا أعلن ما أعلنته.. بين الجموع
أنا في السجن.. وفي النور.. وفي القبر.. شيوعي

لقمة الفلاح ما زالت تنّدى بالدموع
لم يزل في كهفه الأسود.. خلاق الربيع
يشتري الأرض.. وقد أوجدها قبل المبيع
يشبع الجوع إلى الأرض.. بحرمان وجوع
والملايين.. بلا أرض.. بلا حلم بديع
يفلحون الأرض للملاك في صمت وديع
غير أن الصمت قد يسبق زلزال الجموع
شمعة الإصلاح لا تجدي.. مع الليل المريع
لا ولا تجدي مع الحلكة آلاف الشموع
وعصا الإصلاح.. ما زالت.. عصا راعي القطيع
أرجعوا الأرض إليه.. حرة حين الرجوع
إنما الأقساط ناف.. فوق فلاح صريع
إنما الأرض لمن يفلحها.. دون بيوع
إنما الثورة أن تصبح.. أرضا للجميع !!

ها أنا أعلن ما أعلنته.. بين الجموع
عرق العامل.. لا يكفي إداما للكفاف
يده تشمر للغير.. ويذوي في جفاف
يكدح الساعات والأيام في غير اختلاف
يشرب الأيام والأعوام كالسم الزعاف
يقطع العمر مع الآلة.. ظهرا تحت ناف
ليست الثورة تصنيعا بعمال عجاف!!
ومشاريع عن الساعات.. والأجر الإضافي
وقوانين عن الإضراب.. سنت للخراف
عرق العامل.. لا يكفي إداما للكفاف
لم يزل يسرقه المالك.. لكن في التفاف
الملايين التي تشقى.. وتنسى في القطاف
قامت الثورة من أجل ملايين الضعاف
يبدأ البركان من ضعف.. ومن فرط ارتجاف
بينما يحجب في الأحشاء جمرا.. غير خافي

ها أنا أعلن ما أعلنته.. بين الجموع
قبضة السجان لن ترهب.. أبطال الكفاح
وظلام السجن لن يوقف.. أضواء الصباح
وشعاع الرأي لا يطفئه.. ومض سلاح
نحن لا نبخل بالروح.. ونقوى بالجراح
كان للطغيان تاج.. ضاع في عصف الرياح
كان للمحتل جيش.. ثم ولى للرواح
نحن عشنا نصنع الثورة.. موثوقي السراح
ما تزل تحصرنا الأسوار في أضيق ساح
جاءت الثورة لم تطلق لنا أرض الكفاح
وخصوم الشعب يمشون على الأرض البراح
ينهبون الشعب باسم الشعب بالقدر المتاح
مثل سوس ينخر الثورة من كل النواحي
ويغنون أغاني الشعب.. لكن كالنباح
يرفعون الصوت كي يطمس أصوات النواح
ويسيرون مع الرايات في كل البطاح
هذه الرايات لا تهتز عن حب صراح
وغدا يبدون ما يخفون فيها من رماح
وهموا.. إذا حسبوا الثورة.. كالحصن المباح

الشيوعي الذي مات ولم يترك صغارا
أو بريقا أو نضارا.. أو ضجيجا.. أو عقارا
الذي آثر أن يمضي.. ولا يترك عارا !!
ترك العمر لمن يكمله.. نبلا.. وثارا
ترك الحب لمن يحمله.. نورا.. ونارا
كان في ظلمة جلاديه عملاقا منارا
يلفظ الأنفاس تحتج.. وتمتد شرارا
وتمادت قبضة البطش.. عذابا وحصارا
ورأوه يرفع الروح.. وقد فاضت شعارا!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى