رضى كنزاوي - جولة في حي ( كيليميني).. قصيدة

أتشبت وراء حافلة
نقل خط ال01 ...
تلك التي أعب بخاخها
بالخبز الباريزي
حتى يتشبع لبابه بالسخام
وآكله......
لأحلق في سماء مطلق الميتافيزيقا
لتقودني إلى جنة الرخام
أدلح في جاداتها العملاقة
أجوس بين طاولات مقاهيها
المزينة بالأصص
ومصابيح النايون
أبحث خلسة من الندل عن بقشيش
أو علبة سجائر
على ريق كأس صودا أطفئ به ظمئي..
أشحن ذهني بفتيات "المريكان"
المهيونات على الرصيف
بأكعاب عالية تفقأ الرغبة
كبالون هواء ....
وثياب مقورة و (الميني جيب)
أحفظ أجسادهن
عن ظهر كبت وشبق
أنحتهن في نحاس الخيال
لأنتقيهن بعد في خلوتي و أقتلهن
واحدة تلو الأخرى.....
أشحذ درهما من عجوز نصرانية
بقصة شعر ولد...
تخرج من السوبرماركت
بأكياس مكدسة
أحملها عنها إلى سيارتها الحمراء
يركلني مخزني....
ابتعد يا ولد القحبة من هنا
أطفال البابا ماما يهبطون من باص المدرسة
البرتقالي
بوجنات مكتنزة
وأقمصة بولو مخططة
شعورهم طويلة وناعمة
أحيانا مجعدة لامعة و شهباء
تركت عمدا ، ليس للقمل مكان هناك
كما ليس لي مكان هنا
يباد القمل بالمستحضرات المستوردة
وأباد بالميز والتمييز والامتياز
الشمس على جبين أرض مصابة
بالحمى....
نحن هذيها الهيستيري
أتساءل ؟
هؤلاء الناس!
هل يبلل الصهد تباناتهم
هل يجلسون القرفصاء في المرحاض؟
هل يتبولون مثلنا...؟
وماذا يلفظون ؟
هل يعلق الأكل بين ضروسهم؟
كيف يأكلون؟
و هل دماؤهم حمراء
أم زرقاء ؟
ولماذا لم يسأل نيرودا الله عن هذا
في كتاب التساؤلات ؟
أليس الشاعر رسولا ؟
وهل سيحاسب على استهتار
وخيانة عظمى كهذه؟.....
قطط هزيلة ....
على حاويات قمامة
وأخرى مدجنة تطل من النوافذ
بفراء ناعمة
ميز طبقي حيواني.....
و على أسلاك الكهرباء
هناك حذاء شنق نفسه
لأن صاحبه ربح في مباراة
كرة قدم ولم يقتسم معه الفرح
لم يقبله عربون شكر..
من اليسر على البابا أن يشتري له آخر
ربما يمتلك دولاب أحذية
كنت حافيا ...
أمشي على أديم المدينة الكوزموبوليتية
المقدس...
وهناك أيضا تراصت عصابات دوري واهنة
التوت أعناقها
كصيصان مريضة
تلك الملونة
التي اشترتها لي أمي ذات يوم
في علبة كارتون
فماتت جميعا
دون أن ينجو منها أحد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى