محمد شنوف - على ذكرها.

كمْ بتُّ مِنها على نار تُؤجِّجُها
ريحُ الظنون إذا هبتْ بوجداني
○◇○
أتلُو عُهودَ الهوى وِرْدًا أقيمُ به
صُلبَ الجَوى مِنْ جُنُون باتَ يغشاني
○◇○
حَرَّمْتُ دَمْعِي مَدىَ الأيّام أسْفِكُهُ
إلاّ عَلىَ ذِكْرِهَا مَا لُمْتُ أجفاني
○◇○
و الجَفْنُ عَيَّتْ و ما عادَتْ تُطيقُ ضُحًى
حَتّى لأخْشى عَمًى مِنْ سُهْدِ أشجاني
○◇○
حَالَ الغَريق رَماني الليلُ مُنْجَزِرًا
هَلَكْتُ لوْلا حِبالُ الصُّبْح تلقاني
○◇○
مِثل الشّهيد بَدا لي الوجهُ مُبتسِما
و الروحُ في صَعَدٍ ناءتْ بأركاني
○◇○
مَهْما ابتعدْتُ أداري الشّوقَ في سَفَرٍ
يظل يُنشدُها خلدي بعِرفانِ
○◇○
مهما نأتْ في مرايا الروح أُبْصِرُها
شعري يُخلدُها سَفْكًا لشرياني
○◇○
أقتاتُ مِن وَجَعي حَرفا ألحِّنُه
فيطربُ الخلقُ مِنْ صَدْعٍ بوجداني
○◇○
أبْقى كعُصْفورِ دَوْحٍ تاهَ في قفرٍ
لِمَنْ أغنِّي بلا عُشٍّ و أغصَانِ
○◇○
أُغَازلُ الذِّكرَياتِ الهَارِبَاتِ كمَا
ليْثٌ تَخَيَّلَ جُوعًا سِرْبَ غِزْلانِ
○◇○
كأنّني مَلِكٌ أرْنُو إلى وَطنٍ
أبكيهِ في حَسَرٍ مِنْ خَلْفِ قُضْبَانِ
○◇○
عَجِبْتُ لِلقلبِ يَهْوَى مَنْ يُعَذّبُهُ
كالعَبْدِ يَذْكُرُ جَلاَّدًا بتَحْنانِ


محمد شنوف_
مكناس-المغرب.
○◇○
  • Like
التفاعلات: مصطفى معروفي

تعليقات

هذي "على ذكرها" باللحن قد عذبت**و طاب معنى لها في قلب هيمانِ
من أقرب البحور الشعرية إلى نفسي بحر البسيط، و يزداد قربا مني حينما تركبه سفينة أبيات أو قصيدة شعرية رائعة.
محبتي أستاذ شنوف.
 
أعلى