بركات معبد - عطلة سنوية للحصار...

ما كان أبي امرأ سوء
وما كانت أمي تجري لمستقر لها
لتخبئ رائحة البرتقال المتسللة من صدرها
في عيون اللصوص الواقفين على أبواب المعابر
كانت تبلل أنفاسها
بدم المسافات المباحة من وريد الليل
تبحث عن هوية صالحة
للمرور عبر ثقوب المدينة
وعن وتر تشد عليه عطش الصغار
في مواسم الجفاف
قلبها ملأته الشعارات والنوم المحلي بالوعود
عرب هنا
عرب هناك
عرب تساف بطونهم وحل الحياة
من هنا مر المسيح حين سرى الظلام وليدا وئيدا
ومريم العذراء هزت أصابع الأرض فشقَّ الفضاءُ
ممرا من الغيب استقر صوتا يؤنس ركب المسيح
ليمد الفراش جناحه إلى مقلة البحر
ويدخل المدن القادمة من نافذة البسملة
وجه يوسف يطفو على الماء
كلما ألقيت دلو الحقيقة في بئر ذكري الطفولة
أو حين أولي وجهي هاربا من مناقير العشيرة
تحيطني وساوس الذئاب
وعلى فمها قطعة من قميصي المقدد
هنا أخ لأم
وآخر أخ لأب
وثالث شقيق المواجع في ليالي الغزو
يدفن أسراره في غابات المساءات الضريرة
ويمني نفسه بعطلة الحصار السنويةِ
قبل أن ينوء بحمله بين صخور التغرّب
وتنهش أظافر الخراب الزاحف ملامح الرجوع
أعمارنا تغادر مداراتها
والحياة تتخلص من دورتها الصغيرة
قبل أن تتراكم برودة الساعات على أجسادنا النحيلة
الصباحات التي تتفجر
لم تنزل عن صهوة الشمس الهاربة
ولم تحمل
هوية الأشجار الغارقة في منازل الضباب
فكيف لنا أن نرتويَ
من ثدي الأنهار الجافة كالحليب الفاسد
وكيف لمثلنا أن يلوك صمته مرة بعد أخرى
ويغمض عينيه عن ضجيج النعال فوق أعناقنا
أحزاننا غدت شابَّةً
مورقة كشجرة التوت
مفتولة كجزع النخيل
تحاصر أحلامنا من الخليج الكهل
إلى المحيط النائم تحت ألسنة الهويات الشواذ
لذا سأسند موتي إلى ظل شجرة عجوز
لأستريح قبل مواصلة التعبِ
على شواطئ تتنفس هياكل الظهيرة المحللة
وأتحرر من مظاهر العيش بين فلول العظام الناجية

بركات معبد
أعلى