سمية عسقلاني - ضجيج البئر.. شعر

وحده الصبح يقدر على المواجهة
يوزع الساعات على آلامنا
لنسقط في سواقي المساء
مترعين بالحزن
مولعين بفكرة الصلب فوق الزمن
رسائل تأتي إلينا
مخباةً في جوف نسمةٍ
أو في أنين طيرٍ
هي ترانيم محشوةٌ بالوجع
تُصيرنا نحن المعذبين باعتلاء المشانق
قابلين للدهشة
كل التواريخ قابلةٌ للإعادة
لو اسقطنا الدقة!
واعتبرنا الذكريات كومةً من ورق
سيكون الحساب على قدر التسامح
عندما نوقف ساعاتنا عند لحظةٍ منتقاةٍ
" نحن" يالكلمة نحن من وقع
يلفنا في رداءٍ وحيد
تصبح الضمائر كلها نحن
يا له من صمود!
كان تفتت الضمائر محيراً
واجتماعها مربكا –ليس لي-
بل للألم
قولوا لي إذن
ما الذي يحدث في المساء
لماذا تصير أرواحنا هشةً ، مكبلةً بالحروف
يدق الظلام على أبوابنا
ويدخل مزهواً في سطوته
فنسقط في الفراغ
نحن المساكين
لم نقرب النهر
ولم تمطر علينا السماء
نحن المنسيون في البئر
لا يعبأ بنا الكون ولا يلتقطنا
فلا سوق لنا!
ربما وحده النص يمنحنا الخلاص المؤقت
فيكون لنا الصدى
ويكون الضجيج على الهوامش


د. سمية عسقلاني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى