خيرة جليل - حين نصل لدرجة فنانين حقيقين..

خحين لا نتعامل مع القطعة الفنية " أصل العالم" على أساس أنها صورة برنوغرافية سنكون قد وصلنا لدرجة فن حقيقي...

أحدثت القطعة الفنية " اصل العالم" ( سنة 1871) التي يزيد عمرها عن 150 سنة جلبة وسط المجتمعات الأوربية و بين الأسر في هذه المجتمعات الراقية بعد فرض عرضها في المتحف كأي قطعة فنية أخرى، كما قام الفيس بوك بحضر حساب أحد الأساتذة الذي نشرها على حائطه كتحفة تؤرخ مرحلة تاريخية للفن بأوربا، مما جعل هذا الأخير يلجأ للقضاء الذي أنصفه لأن القضاء تعامل معها كعمل فني وليست كصورة بورنوغرافية.

السؤال المطروح : هذه المجتمعات الأوربية التي أحدثت هذه الزوبعة الإعلامية حول عرض هذه التحفة الفنية بمتحفها لماذا تسمح لمعاهد الرسم أن يحضروا مديل نسائي عاري ليجلس أمام الرسام أو النحات لينجز منشاء فنيا يتطابق مع الواقع؟ لماذا تصرح بالعاهرة كعاملة للجنس وتدفع الضرائب كمواطنة صالحة!!!! ، و لماذا تكتب مهنتها ببطاقة تعريفها إذا كانت تعتبر عرض هذا العمل شيئا محرجا لقيمهم ؟

وهنا نطرح السؤال كذلك:

- صاحب اللوحة كرسام عصره قال: إني أمرر في عملي وجهة نظر فلسفية معينة ، ولكم أنتم أن تكتشفوها

- ترى ما قيمة الرجل و درجة غروره وتنكره للمرأة إن كان أصله وهدفه وطموحه بين فخذيها؟

- ترى متى ننظر للعمل الفني كتحفة فنية وليس كصورة برنوغرافية؟

- متى نتجرد من الخلفية الجنسية عند الوقوف أمام الإبداع الإلهي في شكل إبداع بشري؟

ما عاد الله أن يهين المرأة بخلق جهازها التناسلي ، وإنما لكل شيء خلقه عبرة إلهية.

- لماذا يتعامل العالم مع عورة المرأة بتقزز ، وعورة الرجل على أنها الفحولة والرجولة؟

- أليست العورة عورة مهما اختلف التعامل معها ومن المفروض عرضها كعمل فني بشكل يحترم القيم الإنسانية والدينية والفكرية؟

ربما الرسام أراد أن يقول للعالم: أيها العالم الذكوري لا تتعالى ، ولا تسعى إلى التعسف على الأنثى ، إنك قدمت من هنا ، ومن أجل هذا تعمل وتتقاتل تحت أسماء قد تدعوها الحب أو العرض أو الشرف أو العشق أو الدين... أو سميها ما شئت.

- ما دامت القطعة ،نجزت واحتفظ بها لأزيد من 150 سنة ، لما لا نرتقي بمستوانا الفكري وننظر إلى جمال جانبها التقني والفني وثورتها الفنية والفكرية والفلسفية والدينية في وقت كان الكل يتعامل مع المراة في حد ذاتها كعورة؟

- لماذا لم يخربها السلطان العثماني خليل بك حين وصلت بين يديه وتعامل معها كموروث فني وقام بتغطيتها على الجدران بثوب أخضر؟

- لماذا هذه الزوبعة في فنجان حول قطعة فنية تمنى كل واحد منهم لو كان يمتلكها ببيته؟

أسئلة كثيرة تطرح نفسها، ومازال الفنان العربي ينظر إلى اللوحة بأعين جاحظة وغرائزه الجنسية تحرك مخيلته الخصبة وهو يتغامز مع أصدقائه، وأحيانا يتهامسون فيما بينهم بإرسلها لبعضهم البعض على الخاص بدون تعليق أو إرفاقها بأدنى توضيح نقدي فني للعمل ، ناشدين من ورائها متعة برنوغرافية وهمس جنسي غريزي أكثر منها متعة فنية أو نظرة فلسفية فكرية.......

خيرة جليل


* ملاحظة :

لقد أخفيت جزءا من اللوحة احتراما لمبدأ الحشمة كمسلمة الاعتقاد والعقيدة ، أما أنا ببن النقاد فلا أراها إلا لوحة كسائر اللوحات فلا تغزوا علبة رسائلي بها ايها القراء بالفيس من فضلكم.....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى