محسن ريري - التاريخ المقارن

توطئـــة:

تعددت الدراسات والاتجاهات الفكرية التي تناولت مفهوم التاريخ في بعده الأبستمولوجي، مشكلة تجاذبات مهيكلة ومحددة لتداخل علمي يلامس حقولا معرفية عدة، فاتسعت مجالات البحت التاريخي وتمازجت موضوعاته لاسيما مع ظهور تطورات متسارعة وفي بعض الأحيان مفصلية، شملت حياة البشر كأفراد ومجتمعات وكان لها الأثر الواضح في صيرورة الحضارات وتعاقبها.
وبما أن الظاهرة التاريخية تنشأ، وتتطور، وتنكص، معيدة نفسها بمفاهيم جديدة مؤطرة بنسبية جدلية، ترمي في منحى ثالوث تلازمي: الزمن، المجال، والإنسان، باعتبار هذا الأخير خيطا ناظما محركا للمسألة التاريخية.
نستعرض في بحتنا هذا، إشكالية "المقارنتية في التاريخ أو التاريخ المقارن"” Le Comparatisme en histoire ou l’histoire comparée”، لقد اصطدمنا بحواجز فكرية ربما تكون عرضية أو متعمدة، تتجلى في ندرة المادة المصدرية العربية التي تناولت الموضوع بشكل صريح ومستفيض، اللهم بعض الإشارات والشذرات التي لا تشفي الغليل المعرفي للاستفزاز الفكري الجدلي الذي تطرحه الإشكالية، فاعتمادنا على البيبليوغرافيا العربية أكثر من الأجنبية لا يعدو أن يكون سوى نظرة انطباعية مغلوطة، لا تعكس الواقع في شيء، من حيث تراكمية الكتابات العربية المخصصة للموضوع، لأن تلك المراجع لم تنفض الغبار عن الإشكالية أو تخضعها لتشريح علمي في مختبرات العلوم الإجتماعية والإنسانية، بل تناولتها اضطرارا أو بغير قصد في معرض دراستها لاهتمامات فكرية أخرى، بخلاف الباحثين الأجانب الذين أثروا الحقل المعرفي بإسهامات قيمة بتطرقهم لها و بإسهاب.
استنادا لما ورد، نجد أنفسنا مطوقين بعدة مستويات تساؤلية، محاولة الإجابة عنها تعد قيمة مضافة في حد ذاتها لهذا العرض، إذن فمن المنطقي طرح مجموعة من الأسئلة الإشكالية من قبيل:
- ماذا نعني بالتاريخ المقارن أو المقارنتية في التاريخ؟.
- هل التاريخ المقارن مفهوم جديد، جاد به البحث التاريخي؟ أم له جذور ضاربة في القدم؟.
- ما هو المعيار الموضوعي لسلك هذا المنهج؟
- هل استخدامه يحترم ويراعي التوازنات والمعطيات؟ أم مقارنة ما لا يقارنcomparer l’incomparable?
- هل هذا المنهج المتبع في الحقل التاريخي نزيه أم مشبوه؟ بمعنى آخر هل هناك أيادي خفية تنسج خيوطه وتؤثر في مخرجاته؟
" من المفيد جدا أن نطرح تساؤلات، لكن من الخطورة بما كان إيجاد إجابات عنها" ،فالتساؤل متعلق بموضوع مفتوح أو بقضية غير منتهية أو بتبادل مشكلة جزئية أو كلية بحاجة لمزيد من البحث والدراسة والحوار، والإجابة عنه تأتي بفعل تراكمية مترامية الجوانب ليست بالأمر الهين.
اتجه الباحثون في حقل التاريخ، إلى دراسة العوامل المحركة للبناء الحضاري أو الدافعة لانهياره، باهتمامهم إجراء دراسات فاحصة على أكبر عدد من الحضارات للتعرف على أسباب نهوضها أو جمودها أو تدهورها، فيخرج الباحث بملاحظاته التي يصوغها في قالب نظري، كما فعل "أوسفالد شبينغلر/Oswald Spengler " و "أرنولد توينبي/Arnold Toynbee"، فهذا الأخير هو صاحب الفضل في أشمل دراسة من هذا النوع، فقد تخير إحدى وعشرين حضارة ودرسها دراسة شاملة ومقارنة، فخلص إلى أن حركة التاريخ لا تعود إلى البنية الجغرافية ولا تعتمد على الأجناس، وإنما هي نتيجة موقف الجماعة مما يقابلها من تحديات ونوع ردها عليها واستجابتها لها، فسماها "نظرية التحدي والاستجابة/la théorie des défis et réponses"،نجد هذا المعطى يطابق ما جاء به ابن خلدون في تناوله لمسألة العمران والتجمعات البشرية، والتي سنأتي على ذكرها لاحقا.
"فالباحث في التاريخ لا يحاول تأكيد الحوادث الفردية ولا يهدف إلى تصوير الأحداث والشخصيات الماضية بصورة تبعث فيها الحياة من جديد، إنما يحاول تحديد الظروف التي أحاطت بجماعة من الجماعات، وبظاهرة من الظواهر منذ نشأتها لمعرفة طبيعتها وما تخضع له من قوانين" .

المحــــــــــــور الأول
ماهية التاريخ المقارن، أو ماذا نعني بالتاريخ المقارن؟
تعريف التاريخ المقارن
"قبل الشروع في إيضاح طبيعة المقارنات لا بد من فهم منهج التاريخ المقارن" ،من المعروف أن المقارنة تسمح بتحديد الشبه والاختلاف بين الأشياء والمواضيع وهي مقدمة رئيسية للتعميم، فالمنهج المقارن عموما يعتمد على بحث وتفسير الظواهر الثقافية والاجتماعية والمعرفية انطلاقا من إبراز الأصول المشتركة أو القرابة التكوينية بين الظواهر.
" طبق المنهج المقارن بصفة خاصة "أوجست كونت" في علم الاجتماع من خلال ("دروس في الفلسفة الوضعية"/1830-1846)؛ومن أقدم من نبه للمنهج المقارن في مجال التاريخ الفيلسوف ومحلل اللغة الألماني )"هومبولت/Humboldt" 1767-1835) خاصة في مؤلفه "حول مهمة المؤرخ"، لكنه ظل أسير نظرية كانط الفلسفية رغم أنه يميل للمثالية الموضوعية في تحليله للتاريخ الاجتماعي؛ حيث ظل يعتقد بأن تاريخ البشرية لا يمكن أن يفهم من وجهة نظر علمية، بل يمكن استبداله بعلم الجمال" ،على ضوء ما تقدم، فالأسلوب المقارن يتقاطع مع علوم معرفية وينفتح عليها ولايجب حصره فيما هو كلاسيكي بل وجب تحليه بدينامية التجديد.
الإشكاليات المرتبطة بالمفهوم
لقد"سبق "لدوركايم/Durkheim" أن نبه إلى أن التاريخ لا يمكن أن يكون علما إلا عبر التفسير، ولا يمكنه أن يفسر إلا عبر المقارنة" ،فتلازم صفة العلم مع مبدأي التفسير والمقارنة أمر حتمي لا مناص منه، ففي سنة 1907 كتب كلوتزGLOTZبأن المنهج المقارن أتاح للعلوم المختلفة إمكانية تحقيق تقدم شبيه بالمعجزة، فلماذا لا يشمل التقدم مجال التاريخ أيضا؟
بعد ذلك (في المؤتمر العلمي "بأوسلوOSLO" في عشرينات القرن الماضي)، تأسف "مارك بلوخ/M.BLOCH" على جل المؤرخين لأنهم لم يتنبهوا بعد لفائدة المقارنة في مجال التاريخ، ولأنهم بذلك يستهترون بمستقبل هذا العلم، ففي سنة 1933 قدم الباحث شارل سينيوبوس محاولته عن التاريخ المقارن بين الشعوب الأوروبية، لكن الطابع الذي
غلب عليها كان وصفيا، مما جعلها دون الطموح الذي ينشده التاريخ المقارن، بعد ذلك تعالت موجة المنادين بضرورة إيجاد مكان تحت الشمس للتاريخ المقارن، إلا أن أشد المكافحين لهذا النوع من الكتابة التاريخية، يظل وبامتياز، " مارك بلوكM. Bloch /"، من خلال عمله سنة 1963م،"les rois thaumaturges"، ومن خلال رسالة كتبها في السنة نفسها لصديقه "بيرH. Berr"، حيث ذكر بأن ميوله كلها تنجح نحو التاريخ المقارن، ثم أكد ذلك عندما نشر نصين سنة (1968-1930) لمعالجة مفهوم هذا النوع من التاريخ أعاد فيها صياغة متطورة مما كان "دوركايم" قد قرره منذ مدة طويلة، حيث ذكر (بلوك) بأن ممارسة التاريخ المقارن تعني البحث من أجل التفسير عبر مقارنة معطيات لمجموعات اجتماعية متباينة(استخراج نقط الاتفاق ونقط الاختلاف) .نرصد هنا، و نخص بالذكر الادب المقارن، بانه منهج الاختراقات بامتياز: المرور من بلد لأخر، من لغة لأخرى، و من شكل للتعبير لأخر، هذه الحركية الضرورية تحول دون انتاج أبحاث مقارنة محكومة بتكامل مستحيل" .
من المقارنة الى النظرية
للحديث عن التاريخ المقارن لا بد إذن من توافر شرطين أساسين:
-أولا: وجود نوع من التماثل والمشابهة بين الظواهر الملاحظة.
- ثانيا: تحقق نوع من التباين والاختلاف بين المجتمعات التي أنتجتها.
هـــــذا المنهج يمكن أن يطبق حسب "مارك بلوك" بطريقتين:
• المقارنة بين مجتمعات متباعدة في الزمان والمكان، بحيث يتعذر تفسير التماثل بوحدة الأصل أو بالتأثير المتبادل.
• المقارنة، عبر الدراسة المتوازية، مجتمعات متجاورة ومتزامنة، لتقصي ولو جزئيا الأصل المشترك. .
إن النتائج التي يمكن الحصول عليها عبر هذا المنهج لا يمكن أن تكون إلا ثرية. إذ فضلا عن الوظيفة الكشفيةheuristique، التي تسمح باكتشاف ظواهر لم تكن لتخطر على البال، ولو تمت محاصرة الظاهرة المدروسة في وسط بعينه، يقدم المنهج قابلية المساعدة على تأويل وتفسير الظواهر التاريخية، ومن تم الحكم عليها، بكيفية مؤسسة على واقع من أزمنة وأمكنة متباينة.

المحــــور الثانــــي
التاريخ المقارن في الاسطغرافيا الغربية
• خلال الفترة القديمة
لكل ظاهرة تاريخية جذور أصيلة قدم التاريخ نفسه، فنجد أن التاريخ الغربي القديم هو تاريخ مزدوج، ذو وجهان: وجه إغريقي، ووجه روماني، تقدم بلاد الإغريق تعبيرا أسطوريا كثير الثراء، وهو تفسير للمجتمع وطقوسه، وذلك ضمن تاريخ يعتبر ميلاد المدينة وتنظيماتها وثقافتها وانتشارها في شكل مستعمرات. " كانت التدوينات التاريخية الباكرة عبارة عن تواريخ حكومات الآلهة أو أشباه الآلهة" ، فتصور الملك/الإله كانت متفشية بين كثير من حضارات العالم القديم وألقى ذلك بظلاله في محتوى الأساطير ذات المضمون التاريخي (الإلياذة والاوديسةL’Iliade et l’odyssée كمثال).
يتحدث هيرودوت Hérodoteعن المقارنة بين بعض العادات الإغريقية والليبية، فيقول: "يبدو أن ثوب أثينا ودرعها وتماثيلها، نقلها الإغريق عن النساء الليبيات، غير أن نساء الليبيات جلدي، وأن عذبات دروعهن المصنوعة من جلد الماعز ليست ثعابين، بل هي مصنوعة من سيور جلد الحيوان." ،فهاته المقاربة المقارنة لهيرودوت ملفوفة بغطاء تاريخي/أنثروبولوجي محض، تجسد تشبع الفكر الإغريقي بالمقارنتية بغض النظر عن الحقل الذي أسهمت فيه، إن لم نقل أنها تتقاطع مع مجالات معرفية أخرى.
عندما نحاول أن نلقي أضواء كاشفة حول نماذج من حياة الإمبراطورية الرومانية، وعلى وجه الخصوص بعض التجليات في الميدان العسكري، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي ومقارنتها بنظيراتها لدى قوى متزامنة، بل الأكثر من ذلك الخروج عن الإطار الزمكاني وإيجاد تماثلات، نجد ذلك عند مونتسكيو في كتابه "تأملات في تاريخ الرومان":
"إن الرومان حاربوا أمة الغال التي لم تكن أقل منهم تطلعا إلى المجد، استخفافا بالموت وحرصا على النصر، لكن سلاح الغال كان أوهن، يحاربون بذراع صغير وسيف رديء الصنع، لذا حصل لهم على وجه العموم ما حصل لسكان المكسيك لما غزاهم الإسبان، ما يدعو إلى الاستغراب هو أن هذه الأقوام المختلفة التي سقطت فريسة الرومان تقريبا في كل مكان وزمان، أمهلتهم ووفرت لهم دائما الفرصة لسحقها الواحد بعد الآخر من دون أن يحاول أي قوم معرفة أسباب المصائب التي تلم به أو الاحتراس منها. سبقت قرطاج روما إلى الرفاهية، وبالتالي إلى الميوعة والانحلال. في روما، كانت المناصب آنذاك لا تسند إلا لمن يستحقها، فلا يجني منها سوى الذكر الجميل ويروي تعطشه للمتاعب، أما قرطاج فكانت (المناصب) تباع وتشرى، لا يخدم الفرد للعموم، إلا مقابل مكافأة من الدولة. في روما، بسبب استمرار الأخلاق التقليدية والتعود الطويل على حياة التقشف، كانت حظوظ الناس متساوية، في قرطاج كان بعض الأفراد أثرياء مثل الملوك. في روما، متى نشبت الحرب توحدت مصالح الجميع، في قرطاج، كانت الحرب تزيد السكان فرقة ونفرة" .
• في الفترة الوسيطية
ارتبطت هذه العصور بتدهور الحضارة الغربية، وارتداد الفكر إلى حقبة مظلمة من جهة، ومن جهة أخرى، وقعت بين عهدين هما: نهاية ازدهار الفلسفات الأوروبية القديمة (اليونانية والرومانية) وبداية عصر النهضة الأوروبية (عصر التنوير)والانطلاق إلى مجالات جديدة من استكشاف للعوالم الأخرى وإحياء التراث الفكري القديم، وإبداعات في الفنون والآداب المختلفة، في الوقت الذي كانت فيه الحضارة العربية الإسلامية تزدهر، وتتسع لتشمل مجالات العلوم المختلفة.
يذكر المؤرخون، أنه " في هذه العصور (المظلمة) تدهور التفكير العقلاني، وأدينت أية أفكار تخالف التعاليم المسيحية أو ما تقدمه الكنسية من تفسيرات للكون والحياة الإنسانية، سواء من منشئها أو مآلها، ولكن إلى جانب ذلك، كانت مراكز أخرى وجهت منطلقات المعرفة، وحددت طبيعة الحضارة الغربية في تلك العصور، كبلاط الملوك مثلا، الذي كان يضم في العادة، فئات من المثقفين كرجال الإدارة والسياسة والشعراء" .
يضاف إلى ذلك، التوسع في دراسة القانون (جامعة بولونيا)، ودراسة الفلسفة واللاهوت (جامعة باريس)، مما كانت له آثار واضحة في الحياة الأوروبية العامة (السياسية، الاجتماعية، الثقافية والدينية)، ومهد بالتالي للنهضة التي شهدتها أوروبا بعد هذه العصور.
ظهرت في هذه المرحلة محاولات عدة للكتابة عن بعض الشعوب، إلا أنها اتسمت غالبا بالوصف التخيلي، بعيدة عن المشاهدة المباشرة على أرض الواقع مثال على ذلك:" ما قام به الأسقف "إسيدور/Isidore" الذي عاش ما بين 560-636 م، حيث أعد في القرن السابع الميلادي موسوعة عن المعرفة، أشار فيها إلى بعض تقاليد الشعوب المجاورة وعاداتهم، ولكن بطريقة وصفية عفوية، تتسم بالسطحية والتحيز، ومما ذكره، أن قرب الشعوب من أوروبا أو بعدها عنها يحدد درجة تقدمها، فكلما كانت المسافة بعيدة ، كان الانحطاط والتدهور الحضاري مؤكدا لتلك الشعوب" .
اتجه المفكرون الأوروبيون خلال هذه الفترة إلى تقديم تفسيرات قائمة على الانحياز العنصري والديني، "وساد ما يشار إليه بنظرية (الارتداد أو الانتكاس الحضاري/la régression culturelle)" .،وتشير هذه النظرية إلى أن الشعوب غير الغربية قد تدهورت من الحالة المثلى التي خلق الله الإنسان عليها إلى حالة أو مستوى حضاري أدنى أو أحط بكثير من مجتمعات غرب أوروبا ، وذلك بسبب ما يمارسونه من طقوس ومعتقدات شاذة، أما الشعوب المعتنقة للمسيحية وامتثلت لتعاليم الكنيسة، فكانت تمثل بموجب تلك النظرية، أرقى أنواع الحضارة الإنسانية وأكثرها تقدما.
تجدر الإشارة هنا، أنه بينما كانت أوروبا تعيش في رحاب العصور الوسطى، ازدهرت حضارتان وازنتان خارج أوروبا، وهما " الحضارة البيزنطية/la civilisation byzantine" و " الحضارة الإسلامية/ la civilisation islamique"، ورغم أن الحضارة البيزنطية في أساسها هي مسيحية غربية، إلا أن انتقالها من غرب أوروبا إلى الشرق أكسبها الكثير من خصائص الحضارات القديمة والتراث الشرقي. فالمنهج المقارن اذن هو سلاح فكري للعلم والتركيب، وواق ضد التيار القومي (القوميين). فأول المنظرين له، المدافعين عنه، قدموه كأسلوب يكمل نواقص الاسطغرافيا .
• خلال الفترة الحديثة
طفت على السطح في هذه الفترة، تدوينات أدبية وتاريخية زخرت بمعلومات غنية عن حياة الشعوب غير الأوروبية، وقد ساعد اكتشاف الطباعة في ألمانيا، وإصدار أول كتاب مطبوع عام 1457م، على رواج تلك المؤلفات وشيوع ما بها من إشارات ومعلومات التي جعلت عقول الأوروبيين تنفتح على العالم الخارجي، كما مثلت أمامهم حقيقة التنوع الهائل للجنس البشري سواء في أوصافه أو نتاجه الحضاري ، دون إغفال امتدادات عصر النهضة وترسباته في الفترة الحديثة بأوروبا، حيث " أسهم في الدفع نحو مزيد من رحلات الاستكشاف، الأمر الذي جعل البعض يتجه شرقا عبر آسيا، بينما بحر البعض الآخر عبر المحيط الأطلسي" .
ورغم طرافة تاريخ رحلات الاستكشاف البحري الأوروبي وأهمية نتائجه، إلا أن كتابات "كولومبوس" تتصف بالميل نحو الموضوعية إلى حد ما، في محاولته تقصي الأسباب وراء ما شاهد أو سمع من تقاليد أو طقوس أو ممارسات يومية، حيث " يصف مثلا أهالي جزر الكاريبان بالمحيط الأطلسي وذلك على النحو التالي: إن أهل تلك الجزيرة (وكل الجزر الأخرى التي اكتشفتها او التي وصلتني معلومات عنها)عراة، سواء أكانوا رجالا أم نساء، تماما كما ولدتهم أمهاتهم، وهناك مع ذلك بعض النساء يغطي عورته بورقة شجر، أو قطعة من نسيج الألياف يصنعها لهذا الغرض، ومع العلم أنهم ليس لديهم دين (بالمعنى الغربي)، لكنهم ليسوا وثنيين، فهم يؤمنون أن القوة والخير توجدان في السماء" ، فهذه شهادة غاية في الأهمية بأبعاد تأمليه، تحاور ميدان الأنثروبولوجيا الثقافية في تلاقحه مع التاريخ، في إطار مقاربة مقارناتية بين أوروبيين جاءوا من أجل اكتشاف عالم مجهول، و قبائل متقوقعة ثقافيا، مغلوب على أمرها، تنتظر من يفعل فعلته بها، لنسج المسار الحضاري لتلك البقعة المجالية.
إن الفكر الإنساني ليم يبدأ في القرن السابع عشر، بل كان قد بدأ قبل ذلك بفترة طويلة، إذ نراه في توصل الأوروبيين إلى تطور بعيد المدى تبلور في الإصلاح الديني، والانفتاح على العلوم الاجتماعية والإنسانية، واهتمامهم بحركة الاختراعات كان له دور بارز في التقدم الصناعي (الآلات اليدوية، المحرك البخاري، تطور الصناعات التعدينية، بناء الشبكة الطرقية للمواصلات.....)، وكل الفنون اليدوية، وصولا إلى إنشاء المباني الساحقة، وصناعة البنادق واستخدام البارود...،ويمكن القول أن الاستكشافات الجغرافية، جنبا إلى جنب مع الاتجاه العلمي، علاوة على سيادة المذهب الإنسي، قد أثروا جميعهم بلا شك، ولو بدرجات متباينة في تشكيل منطلقات العلوم الإنسانية والاجتماعية بأوروبا وغيرها، انبثقت عنها ميكانيزمات جديدة، أسست فيما بعد رؤى ولدت فكرا إمبرياليا بامتياز.

المحـــــــور الثالـــــــث
التاريخ المقارن في الاسطغرافيا الشرقية
• خلال الفترة القديمة
قال بعض الفلاسفة " إن التاريخ هو سياسة الماضي"، وعلى هذا القول يكون الحاضر جزءا من اختصاص المؤرخ لأنه نتيجة ثمرة للسياسات الماضية، فالمؤرخ صار على ذلك وكأنه ضمير الإنسانية الواعي يرقب كل شيء، ويدرس كل ما يهم الناس، ولعل هذا كان حاضرا عند "شمس الدين السخاوي" حين قال في كتابه "الاعلام بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ": "وأما موضوعه فالإنسان والزمان، ومسائل أحوالهما المفصلة للجزئيات".
تكونت في الشرق القديم مساحة شاسعة، تبدأ من مصر حتى الصين، يضم بلدان هذا الشرق شرط طبيعي فريد، هو تتالي الوديان الخصبة، حيث خلقت مجتمعات الشرق حضارات غابرة مارست تأثيرا على ارتقاء بلدان أوروبا القديمة، " كانت الحضارات الأكثر نفوذا هي حضارات مصر، ما بين النهرين، وبلدان وسيطة بين فلسطين وسوريا، أقامت هذه البلدان الواقعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، علاقات تجارية وثقافية مع جيرانها، بما فيها مناطق الشاطئ الأوروبي التي أخذت قبائلها وشعوبها من مصر، ما بين النهرين، فلسطين، سوريا، والهند الكثير من عناصر ثقافتها، انتقلت هذه المكتسبات إلى شعوب أوروبا الحديثة وصارت وقفا على الحضارة الأوروبية" ،فالتفاعل والاحتكاك بين الحضارات يعد مكسبا كبيرا، إذ أنه لا تنشأ أي حضارة من تلقاء نفسها بمعزل عن الحضارات الأخرى أو أنها لم تتفاعل مع غيرها، وهذا التلاقح لا يلغي خصوصية أية واحدة منها، من هنا تأتي أوجه التشابه والاختلاف.
لقد انقسمت مصادر تاريخ الشرق القديم إلى ثلاث مجموعات " نصوص يونانية ولاتينية، وبقايا آثار ونصوص بلغات الشعوب الشرقية، لقد زار بعض مؤرخي و جغرافيي العصور القديمة مصر، سوريا، وما بين النهرين، بينما بنى البعض الآخر على معلومات متداولة أو فسروا كتبا اختفت الآن، ومن بين هؤلاء الباحثين يعين مكان "لهيرودوت"، الذي ارتحل كثيرا، لاحظ وتحدث عن أعراف وعادات البلدان التي زارها، ويذكر خرافات كثيرة حول ماضي مصر ودول أخرى...لكن كتابات هيرودوت جاءت بأخطاء جسيمة انعكست على أعمال بداية القرن التاسع عشر، لقد عاش هيرودوت في نهاية التاريخ القديم للشرق: كان معاصرا لملوك فارس، لكن 2500 عام تفصله عن المراحل الأولى لتاريخ مصر و ما بين النهرين، فضلا عن أنه لم يكن يعرف اللغات الشرقية، وينطبق هذا أكثر على باحثين أحدث منه( سترابون، ديودور، بلوتارك) الذين لا يقدمون سوى معلومات متفرقة غير مترابطة حول هذه المسألة أو تلك" .
من هذا المنطلق، نحيل أنفسنا على ما جاء في مقدمة كتاب "الحياة الاجتماعية في مصر القديمة" للباحثين محمد جوهر وعبد المنعم عبد الحليم ، حيث أشارا إلى ما مفاده" أن حياة الشعب المصري تعرضت لكثير من التشويه والتزييف على يد المؤرخين الأجانب، وأولهم الرحالة اليوناني هيرودوت، الذي زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد، إبان محنة من أشد المحن ألا وهي الاحتلال الفارسي، الذي أثر سلبا في أخلاق المصريين آنذاك... وكتب عنهم ما حط من شأن حضارتهم حتى خيل لمن قرأوا ما كتب عنهم، أنهم قوم بدائيون يعبدون التماسيح والعجول والقطط".
هنا نطرح بعض التساؤلات:
- هل هناك ذاتية مبيتة عند الباحثين اليونانيين في دقة اختيارهم الزمن والمكان للقيام برحلاتهم؟
- لماذا معظم كتابتهم تكتسي قالبا مقارنتيا يقيم الغرب والشرق؟ مميلين الكفة غالبا ومنظرين لرقي الحضارة الغربية؟
- أين الكتابات التي خلفها معاصرو ومحليو حضارات الشرق القديم للدفع بجني ثمار تاريخ مقارن موضوعي؟ هل ننتظر من يأتي ليكتب عن الحضارات الشرقية القديمة وأهلها أدرى بجزئياتها؟
- هل السياسة تحرك الأدوات والآليات في إجراء المقارنات التاريخية؟

• الفترة الوسيطية
اقتضت الأوضاع الجديدة التي أحدثتها الفتوحات العربية الإسلامية، الاهتمام بدراسة أحوال الناس في البلاد المفتوحة وسبل إدارتها، حيث أصبح ذلك من ضرورات التنظيم والحكم ولذلك برز العرب في وضع المعاجم الجغرافية، كمعجم " البلدان "لياقوت الحموي، وكذلك إعداد الموسوعات الكبيرة التي بلغت ذروتها في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر ميلادي)،"كما كانت لرحلات ابن بطوطة وكتاباته خصائص ذات طابع تاريخي/أنثروبولوجي، برزت في اهتمامه بالناس ووصف حياتهم اليومية، وطابع شخصيتهم وأنماط سلوكياتهم وقيمهم وتقاليدهم" .
وتعتبر مقدمة ابن خلدون عملا أصيلا لتفسير كل ما رآه من أنظمة اجتماعية مختلفة، ومن أهم الموضوعات التي تناولها ابن خلدون في مقدمته، هي تلك العلاقة بين البيئة الجغرافية والظواهر الاجتماعية، فقد رد بن خلدون استنادا لتلك الدعامة –"اختلاف البشر في ألوانهم وأمزجتهم النفسية وصفاتهم الجسمية والخلقية- إلى بيئته الجغرافية التي اعتبرها أيضا عاملا هاما في تحديد المستوى الحضاري للمجتمعات الإنسانية" ،لقد أرسى ابن خلدون الأسس المنهجية لدراسة المجتمعات البشرية، ودورة الحضارات التي تمر بها، فكان بذلك أسبق مفكري أوروبا، ولذلك " يرى بعض الكتاب والمؤرخين أن ابن خلدون، يعتبر المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع، بينما يرى البعض الآخر ولاسيما الغربيون - كــجون هونجمان-أن ابن خلدون تناول بعض الأفكار ذات الصلة بنظرية مارفيس هاريس عن المادية الثقافية /le matérialisme culturel ،ونجد أن هاريس ذاته، يذكر أن ابن خلدون ومن قبله الإدريسي، قدما أفكارا ومواد ساعدت في بلورة نظرية الحتمية الجغرافية، التي سادت إبان القرن الثامن عشر" .
• الفترة الحديثة
لا يحبذ إلقاء لمحة تاريخية على العصور الحديثة بالشرق، وما شهدته من أحداث متغيرة ،دون الكشف عن حدث إعادة الأتراك العثمانيين للوحدة الإسلامية، بضمهم بلاد الشرق الإسلامي إلى لواء الخلافة من جديد، فوجدت الشعوب الإسلامية قوة تحميها وترد عنها الغزوات المفاجئة والغارات الطارئة التي ظلت تروعها قرونا طويلة، فقد " اتخذت الشعوب الإسلامية هيأة قطعان من الماشية، ترعى في كنف السلطان العثماني، وتطمئن في حماية الإنكشارية والمماليك ، وأصبح حالها أشبه بالضفادع التي عجزت عن أن ترد الأعداء عن أرضها، فأقامت على نفسها بجعا حاكما، فكان يأكل من الرعية أكثر مما يأكل من الأعداء، بهذا نفهم كيف كانت سيادة العثمانيين شرا على العالم الإسلامي" .
" تبدو الحضارات في آمادها الطويلة كناية عن واقعات تاريخية منغرسة بصلابة في حدودها الجغرافية، لكنها في مدى تاريخي قصير نسبيا تعيش صراعات عنيفة بعضها ضد البعض الآخر... نجد أن الإسلام المتمثل بالإمبراطورية العثمانية سيطر على بلاد البلقان المسيحية الأرثودوكسية. وإسبانيا الملوك الكاثوليك اجتاحت غرناطة، آخر معاقل للإسلام في اسبانيا، ... وفي الشرق ظلت السيطرة التركية- خارجية- على نحو سيطرة الإنجليز على الهند في الأمد القريب، وفي اسبانيا أيضا قام المسيحيون بسحق المسلمين من دون رحمة، هذان السلوكان يخضعان على نحو أساسي للشروط الديمغرافية: الكثافة السكانية في البلاد المسيحية والفقر الديمغرافي في الإمبراطورية العثمانية" ،فالمسألة الديمغرافية حاضرة وبقوة حسب رأي بروديل، في قلب موازين القوى المتصارعة، ولعل ربطه الكثافة السكانية بالرأسمال البشري، يأتي كعنصر محدد ومؤثر في خلق الفوارق مما يحكم على الظاهرة التاريخية بالخضوع طوعا أو كرها لمنهج المقارنة.
وفي إطار وضع سجال فكري، غير متصل بالزمكان، بين ماورد سابقا، ندرج مقولة "جاك لوغوف" حول إشكالية التغيرات وتقييمها، حيث يقول" إن التاريخ يكون أفضل في البحث عن التغيرات وقياسها وذلك في تقدير مسار الأحداث بعيدا عما يمكن أن تؤول إليه، كيف يمكن أن نفصل هذا المسار عن نهايته بصورة جيدة وندققه ونرجع له انفتاحه، إذا لم نبق منفتحين أمام كل الفرضيات؟ " ،فنزاهة المؤرخ مطروحة هنا وبإلحاح، سواء في انتقاءه للمادة المصدرية الموثوق في مضامينها، أو في تمتعه بجهاز مفاهيمي سليم، يغطي روح العصر الذي يمثله، كي يمكنه من مقارنة الظواهر من زاويا متعددة في قالب انسيابي متجدد.
نستحضر في هذا الصدد كتابي: " المجتمع الفيودالي" لمارك بلوك، و "المتوسط والعالم المتوسطي" لفرناند بروديل، لتبيان الاختراق الجريء للحدود الوطنية، الشيء الذي يسمح بإماطة اللثام عن إشكاليات جديدة" .

المحــــور الرابــــع
• التاريخ المقارن في القرن 19 ميلادي

إن الفكر المقارن لا يأتي عبثا، بل يتولد بفعل ضرورات وغايات تفرضها سياقات عامة، تغوص مع تخصصات متنوعة من مشارب المعرفة، فالتاريخ بتفرعاته يموج مع هذا التيار، سواء بتراكميته العمودية أو انفتاحه الأفقي، ليحيك لنا نسيجا تاريخيا مشبعا بروح المقارنة، وقابل للتنزيل على أرض الواقع وإعادة البعث من جديد في صيغته المتجذرة وتحدياته الممتدة.

لمحة مقارنة بين المغرب واليابان من خلال البعثات التعليمية بين البلدين

لقد مثلث المقارنة مع النموذج الياباني كمثال، ما يشبه التقليد في الفكر العربي المعاصر، حيث عقدت معه مقارنات تهدف للإجابة عن أسباب نجاح النهضة اليابانية وإخفاق العربية رغم أنهما بدآ في نفس الفترة (منتصف القرن التاسع عشر)، حيث انحصرت معظم المساهمات في إضاءة الجوانب السياسية والاجتماعية والثقافية لفهم هذا التباين في المسارات.
" يقدم الباحث المغربي يحيى بولحية، زاوية نظر جديدة في كتابه " البعثات التعليمية في اليابان والمغرب" الصادر عن " المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، عمل يعقد مقارنة بين سياسات الهجرة التعليمية في المغرب، يحصرها في الفترة بين 1844 و1912 ونظيرتها اليابانية والتي تمتد من 1835 إلى 1945.
ومن خلال التطرق إلى الوضع السياسي والاجتماعي، يرصد بولحية ظاهرة الهجرة للتعلم، حيث أنها كانت في البلدين حاجة ملحة أمام الضغوط التوسعية للأمم الغربية، والتي سرعان ما تجسدت بعد عقود قليلة بالنسبة إلى المغرب، فيما لم يحدث ذلك في اليابان، التي حققت نقلة عميقة في بناها السياسية والاقتصادية، مكنتها من أن تدخل مرحلة التصنيع ومن ثم تتحول إلى دولة لا يمكن التحرش بها.
في الفصل الثالث من الكتاب، يدرس المؤلف النظرة المغربية لليابان بعد أن تحولت إلى معجزة بين الدول غير الغربية (أوروبا وأمريكا)، وهي نافذة يطل من خلالها على الإخفاقات النهضوية في المغرب، مع انهيار روح الوحدة الوطنية وكاريزماتية السلطة، وهو ما انعكس على التعليم ومخرجاته.
يختم بولحية عمله بفصل خصصه لعرض النتائج المتباينة للبعثات التعليمية المغربية واليابانية في الفترات التي حددها، ضمن أربع مقارنات:
• شمولية ميادين التعليم الياباني وهواجس التعليم العسكري بالمغرب.

خاتمــــــــــــــــــــــــــة
يمكن أن نخلص إلى عدة استنتاجات وتساؤلات، تدعونا إلى بذل مزيد من الجهد لرصد موضوع التاريخ المقارن، فالواقع أنه مازال يفتقر لمنهجية حقيقة تحدد بدقة أهدافه وصلابته العلمية للدفع به إلى أبعد الحدود، ونأمل أن يكون هذا العرض خطوة في هذا الاتجاه، ونختم بطرح تساؤلات تفرض نفسها من قبيل: هل التاريخ المقارن جاء لينهي الآلام المترتبة عن التاريخ الوطني المكرس للمنحى الإثني؟، وكيف يمكن للمؤرخ أن يتخذ وجهة نظر عالمية تتجاهل الحدود بتبنيه للدراسات المقارنة؟، وما علاقة النخب الفكرية و أرستقراطيي العلوم الاجتماعية بالتاريخ المقارن؟

البـــيـــبـــلــــيـــــــوغــــــــرافـــــــــيــــــــــــــــــا:

• باللغـــــة العربيــــــة:
•علبي عاطف، "المنهج المقارن مع دراسات تطبيقية"، الطبعة الأولى2006، ص.22
• أسامة عدنان يحيى، السحر والطب في الحضارات القديمة، ص12.
•عبد العزيز غوردو، افتراس اللحوم الآدمية، زيارة إلى التاريخ المقارن،2013، ص.11
•عمرو عبد العزيز منير، الأسطورة .... تاريخ التاريخ، مقال نشر في 18 أبريل 2014، في موقع جريدة الحياة الإلكترونية: http//.alhayat.com/article 548954.
•الدكتور علي فهمي مصطفى خ شيم، نصوص ليبية، الجزء الثاني، دار مكتبة الفكر، ص.87.
•مونتسكيو، تأملات في تاريخ الرومان، ترجمة عبد الله العروي، الطبعة الأولى 2011، ص.42 و43.
•اسماعيل احمد عمايرة، المستشرقون، الطبعة الثانية1992، ص.29.
•فهيم حسين، قصة الأنثروبولوجيا- فصول في تاريخ الإنسان 1978، سلسلة عالم المعرفة، ص 43.
•ف. دياكوف/ س. كوفاليف، الحضارات القديمة، الجزء الأول، ترجمة نسيم واكيم اليازجي، منشورات دار علاء الدين، الطبعة الأولى 2000، ص.68.
•عيسى الشماس، مدخل إلى علم الإنسان (الأنثروبولوجيا)، منشورات اتحاد كتاب العرب، ص30.
•عبد الرحمن بن خلدون، المقدمة، الجزء الأول 1966، تحقيق عبد الواحد علي، ص.291.
•حسين مؤنس، الشرق الإسلامي في العصر الحديث 1938، ص.33.
•فرناند بروديل، المتوسط والعالم المتوسطي، ترجمة مروان أبي سمرا1993، ص.138.
•جاك لوغوف، التاريخ الجديد، ترجمة محمد الطاهر المنصوري، ص.383.
•مقال صحفي معنون بـ" بين اليابان والمغرب، مقارنات الاندماج والتهميش"، منشور بتاريخ 25 يونيو 2016، على موقع "العربي الجديد"، الرابط الإلكتروني: http:// http://www.alaraby.co.uk/culture/2016/06/25بين-اليابان-والمغرب-مقارنات-الاندماج-والتهميش
•مقال منشور بموقع جريدة "المساء بتاريخ:20/04/2012 تحت عنوان: كتاب مغربي يعيد طرح سؤال نجاح اليابانيين وفشل العرب في التقدم، "، بوشعيب حمراوي، الرابط الإلكتروني: http:// مغرس : كتاب مغربي يعيد طرح سؤال نجاح اليابانيين وفشل العرب في التقدم

• باللغــــــة الأجنبيـــــــة:
• BLOCH) M (,"Apologie pour l’histoire ou métier d’historien",3e édition, paris ,1959,p.XVI.
•Green Nancy, «l’histoire comparative et le champ des études migratoires in: Annales.economies,societes,civilisations,45ème année, N.6 ,1990,p1336.
•Shottler Peter, «le comparatisme en histoire et ses enjeux: l’exemple franco-allemand.in: Genèses, 17, 1994.les objets et les choses.p.102.
•Claude Edmonde Magny, «la littérature comparée» , article publié sur: 404 - Encyclopædia Universalis.



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى