عمار نعمه جابر - مسرحية شاورما - عمار نعمه جابر

شاورمه أو كص : أكلة عراقية تتكون من اللحم المشوي ، تقطع بسكين طويل تسمى ( قامه ) . والقامه استخدمت كسلاح للقتل في العراق .
المكان / بغداد .. !

الزمان / عام 2006 للميلاد ..

المنظر / الأمير ومساعديه الأول والثاني .. يرتدون قميص حتى الركبتين ، وسروال طويل .. وعمه ملفوفة بشكل غير منتظم .. المساعدين الأول والثاني يمسكون ببنادق ( كلاشنكوف ) ..أما الأمير فيمسك قامه – بمعنى أوضح – سكين شاورمه ( كص ) ..

الحالة / الأمير ( لقب لمن يذبح مائة شخص) .. ومساعديه الأول والثاني ( لم يبلغا نصاب المائة بعد ! ) .. الثلاثة ينفذون حكم الذبح بمجموعة من الناس . .

.. يقف صف طويل من الناس بأعمار مختلفة ..

مساعد أول : في الصف يا سفلة .. بلا تدافع .. الجميع سيلاقي نصيبه من ( قامة ) الأمير .

مساعد ثاني : أية حركة من أحدكم سأفرغ هذا الرصاص في رأسه .

مساعد أول : ( يهمس في أذن مساعد ثاني ) متى سيتلو الأمير الحكم ؟ .. فقد نرى ( الهمرات ) الأمريكية تنزل كالقضاء في أية لحظة ..

مساعد ثاني : لن يتأخر .. لقد شحذ الأمير ( القامة ) جيدا .. و نص الحكم سيتلوه بطريقته الخاصة .. وكما ترى ، هاهي غنيمة اليوم أكثر من ثلاثين شخصاً ..

مساعد أول : ( بانفعال ) أتساءل يا ترى هل سيكون لنا نصيب في ذبح هؤلاء ؟ .. أريد أن اذبح مع الأمير .. أريد أن أكمل نصاب المائة مذبوح حتى أغدو أميرا .. وأكون من يصدر الأوامر . . احتاج إلى عشرة رؤوس ،… ماذا لو قسّم الأمير العدد على ثلاثة .. سأقترب أكثر نحو بلوغ نصاب المائة.. وسأكون ككل أبطال معارك الفتح .. سأكون مميزا .. أميرا .



مساعد ثاني : أما أنا فلازال أمامي عددا كبيرا .. ولكنني أيضا أعد أسلافي الأماجد بأنني سأجدّ دائما.. حتى أصل للنصاب .

الأمير : ( ينادي بصوت عالي ) محكمة .. بالنزول على قوانين الشرع المقدس . وتطبيقا للشريعة الضائعة وسط هؤلاء الرعاع أبناء السفلة .. وبعد ثبوت كفر وتعاون هؤلاء مع المحتل .. من خلال معاينة أشكالهم ومكان سكناهم .. ولهجة كلماتهم .. حكمنا نحن أمير منطقة الكرخ على هؤلاء ، وكلهم وبلا أي استثناء يذكر .. حكمنا بالنحر من القفا .. كأي دابة .. هيا يا سفلة أريد أن أراكم بالصف .. وكل من يصل له الدور يمد قفاه القذر .. هكذا .. ( يمد قفاه ليريهم وضعية الذبح )

مذبوح 1 : ( يتقدم نحو الأمير وهو ينادي ) أنا .. أنا في الدور الأول .. يا سيدي .. أنا الأول ..

الأمير : كأنك فرح جدا بما ستلقى يا … اقترب إلى هنا .. ( يقترب مذبوح1 ) .. هيا مد قفاك ، سأطيح برأسك العفن أولاً .. تقدم ..

مذبوح 1 : تفضل يا مولاي الأمير .. هذا رأسي كله لك .. ( ينحني ) ..

الأمير : قل لي أولا .. ما هو عملك ؟

مذبوح 1 : أنا يا سيدي الأمير . لست مجرد مذبوح بسيط .. أنا أستاذ جامعة ، وحائز على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون .. فرأسي.. ربما ليس كما تقول .. ويملك قدرا كافيا من الجمل النافعة والمفيدة .

الأمير : دكتوراه وأستاذ في الجامعة ! .. غنيمة ممتازة ( ينادي مساعد أول ) أسمع .. عندما اقطع رأسه احتفظ به في مكان متميز .. سيكون لي مبلغ إضافي لهذا الرأس .. رأس أستاذ جامعي .. رائع ..

مذبوح 1 : ( بفرح ) شيء رائع .. ( يتحرك )

الأمير ومساعديه يشهرون أسلحتهما باتجاه مذبوح 1 .

الأمير : قف .. لا تتحرك .. ما الذي يفرحك .. ويجعلك مرحا هكذا ؟ .. قف مكانك وإلا قتلناك بالرصاص .. تكلم ..



مذبوح 1 : مرحى سيدي الأمير .. سيكون مكان رأسي مميزا .. هذا شيء يميز بيني وبين ابن الشارع الذي يقف هناك في الدور السادس عشر .. وبيني وبين بنت الليل هناك في الترتيب التاسع عشر .. ( بتفلسف وترفع ) لقد كان اشد ما يزعجني هو أن اذبح وادفن مع هذه النظائر .. ( بتملق ) شكرا لك سيدي الأمير .. إنكم فعلا تحفظون لكلّ مقامه . .

الأمير : عندما افصل رأسك يا دكتور ، لن يكون هناك فرق .. بين أن يكون رأسك في قصر الرئيس . . أو في مزبلة أطراف بغداد ..

مذبوح1 : اعذرني يا سيدي الأمير .. أقسم لك بشرفي ، أن الأمر يشكل عندي فرقا شاسعا .. وإحساسا فكريا مدويا … و …

مساعد أول : اصمت ..اصمت .. لا تتفلسف لنا .. يا حمار .. ولا تنهق بهذه المفردات ، التي لا نفهم منها شيء ..

مذبوح1 : ( منفعل جدا ) حمار ! .. أرجوك .. لا اسمح لك أن تنعتني بهذه الصفات .. أنا حائز على درجة الدكتوراه وأستاذ جامعي .. أما أنت لست سوى ..

الأمير : اصمت .. لا تتكلم مع مساعدي بهذا الشكل أيها الحمار .. أفهمت ..

مذبوح1 : ( بتملق ) الله .. الله . سيدي الأمير .. الشتيمة من فمك التي تقطر عسلا وطيبا .. وسام كبير على صدري .. حمارك سيدي الأمير .. غير حماره .. بالمرة .. الله . الله .. هل تشعر سيدي الأمير بهذا الفرق .. هذا فرق المقامات .. وهذا ما أتحدث عنه ..

الأمير : أية مقامات أيها الـ .. قل لي ما اسمك.. ؟

مذبوح1 : نعم هكذا .. نعم .. دعنا نتعرف على بعض … نتجاذب أطراف الحديث .. ( يجلس وضعا قدما على قدم )..

الأمير : قم واقفا .. لا تجلس ..

مذبوح23 : نحن ننتظر في الدور .. لماذا تطيلون في عملكم .. هيا انهوا الأمر .. لقد هلكنا من الانتظار ..



مساعد ثاني : اصمت .. وإلا هشمت فكك .. اصمت .. سيدك الأمير يتحدث . . اصمت ..

مذبوح 23 : سيدي أنا اكره الانتظار ..

مساعد ثاني : لا تقلق هذه آخر مرة ستنتظر في حياتك ..

مذبوح 23 : ( يتكلم مع مساعد ثاني ) هل تدري .. أنني في يوم من الأيام ، في معركة ( الخفاجية ) على الحدود مع إيران ، قال لنا الضابط ، أننا بحاجة إلى انتظار العدو حتى يقترب من قطعاتنا إلى اقرب نقطة ، فننقض عليه بالأسلحة الخفيفة ، فنقضي عليه . ولكنني لم احتمل الانتظار حتى يقترب كما طلب الضابط ، فخرجت ومعي فصيلي لنواجه العدو .. ولكن فصيلي أبيد عن آخره ، ورجعت أنا وحدي فارا بجلدي …

مساعد ثاني : وأخذت نوط شجاعة لذلك .. أ ليس كذلك ؟

مذبوح23 : لا أخذت محاكمة عسكرية ، وسجنت ستة أشهر .. وأخرجني أقاربي من السجن بعفو خاص ، ضابط كبير في وزارة الدفاع ..

مذبوح 1 : سيدي الأمير .. اسمي أستاذ عادل ..دكتور عادل .. أستاذ أقدم في جامعة بغداد ..

الأمير : عادل .. اسمك لا يدل أبدا على ديانتك ولا على مذهبك ..عادل يركب مع الجميع .. ربما اسم أبيك يدل على ذلك . ما اسم أبيك ؟

مذبوح1 : أحمد سيدي الأمير ..

الأمير : اهااا .. الآن عرفنا أنت على أي ديانة .

مذبوح1 : على العكس سيدي الأمير .. على العكس ..

الأمير : وكيف ذلك ؟ هل تقصد أن الديانات الأخرى تسمي أحمد .. !!



مذبوح1 : في بغداد .. نعم مولاي الأمير … الأمر للبغداديين لا يشكل أية أهمية .. ولا ذا بال ..

الأمير : طيب .. طيب .. سنعرف بلا شك من اسم جدك ..

مذبوح1 : جدي اسمه .. لا .. لا .. لن أخبرك سيدي الأمير .. ستضحك على اسم جدي .. وهذا سيجعلني.. لا لن أخبرك . أبدا ..

الأمير : ( يرفع قامته على رأس مذبوح1 .. يهدده ) تكلم باسم جدك وإلا شطرتك نصفين .. تكلم ..

مذبوح1 : ولكن عدني بان لا تضحك منه .. فهو يمثل لي قيمة عليا ..

مساعد أول : تتكلم وإلا سوف أشطرك نصفين .. تكلم ..

مذبوح1 : اسمه .. اسمه ..

مذبوح13 : ما ذا تنتظر . هل تخجل من اسم جدك ؟ لو كان الأمير قد سألني أنا لأجبته بسرعة ، ذاكرا له حتى جدي الثامن عشر .. تكلم مع الأمير بسرعة .. سيدي الأمير هل ينفع أن اخبرك أنا ؟

الأمير : هل تعرف أسم جده ؟

مذبوح13 : لا ولكني اعرف اسم جدي أنا ..

مذبوح23 : نحن ننتظر منذ مدة كي يتكلم الأستاذ عن جده المبجل .. والآن جئت أنت كي تفتح لنا صفحة العائلة الكريمة … خلصونا هل سنبقى حتى الصباح هنا ..

الأمير : قفوا في دوركم . اغربوا من هنا ..

مذبوح13 : هذا جزاء من يريد أن يسهل الأمر .. على راحتكم .. ( يعود إلى الصف )

الأمير : دكتور عادل .. لم تقل لي ما هو اسم جدك ؟



مذبوح1 : سيدي إن .. إن اسم جدي .. مطنش ..

( الجميع يضحك بصوت عال جدا .. )

الأمير : ( يضحك ) مطنش ..

مذبوح1 : نعم سيدي الأمير .. مطنش .. لكن في واقعه الفكري والعقلي كان شعلة .. نعم .. شعلة متقدة من العلم والفكر ..

مذبوح23 : هذا جدك مطنش وهكذا قد فعلت بنا .. فماذا لو كان ( ما مطنش ) .. ( يضحكون )

الأمير : وما عمل القبطان الكابتن مطنش ( بلا زحمه ) .. ؟

مذبوح1 : عمله لم يكن يدل على شخصيته أبدا .. مثل اسمه تماما .. ولكنه كان رائعا .. مبدعا .. متألقا .. لقد كان يعمل .. يعمل في تلميع الأواني المعدنية .. واقسم بكل المقدسات أن يديه كانت اخف من .. أمهر صاحب صنعة في سوق الصفافير ..

( الجميع يستمر في الضحك .. )

الأمير : والمتألق مطنش .. على أي ديانة .. وعلى أي مذهب ..

مذبوح1 : جدي المبدع مطنش .. لا يعرف ..

الأمير : ( متعجبا ) لا يعرف !

مذبوح1 : صدقني سيدي الأمير .. مطنش لا يدري عن الديانة ولا عن المذهب أي شيء .. كان يعرف المعدن الأصفر .. معتبرا إياه الذهب الذي ينير حياته ..

مساعد أول : مطنش فيلسوف كبير في سوق الصفافير ..

مذبوح23 : ولا يغلبه في الطرق على المنطق أي علاّمه ..



( يضحك الجميع .. مذبوح 1 ينهض غاضبا )

مذبوح1 : ليس الفتى من قال كان مطنشٌ .. إن الفتى من قال ها أنذا .. وها أنذا .يااااا .. ( يقوم بحركات بهلوانية.. يحرك يديه .. يبحلق بعينيه .. حتى يتلقى ضربة مفاجأة من أخمص بندقية المساعد الأول .. فيسقط أرضا …) آه .. آه ..

مساعد أول : هاك هذه يا خليفة مطنش ..

مذبوح1 : ( وهو ساقط على الأرض ) هذا الخلف المتميز المتألق من ذاك السلف .. المبدع الرائع .. ( ينهض من الأرض ) سيدي الأمير .. أن يكون لك تاريخا عظيما .. وتكون لك سلالات عظيمة .. طاعنة في القدم .. يجعلك تفتخر .. ترقص زهوا .. كأي طاووس ملون الريش .. مبهج في مشيته .. ( يقلد مشية الطاووس ) .

مساعد أول : ( يهرول خلف مذبوح1 ) يكفي .. مطنش ابن مطنش .. ليس هذا وقت طواويس .. هذا وقت الذبح .. قفاك مده بين يدي الأمير .. لقد أطلت كثيرا .. ( يمسك بمذبوح 1 من رأسه ويركعه أمام الأمير ) هيا سيدي الأمير اقطع رأسه العفن .. اقطعه سيدي ..

مذبوح1 : ( وهو مطأطأ الرأس بين يدي الأمير ) قلت لك أن رأسي ليس عفنا .. ليس عفنا .. أنا أستاذ جامعي .. وحائز على درجة الدكتوراه.. من جامعة كامبرج ..

الأمير : توقف .. ولكنك قلت أنك حزت على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون ! .. كيف صار أنك أخذتها من جامعة كامبرج … !!

مساعد أول : قلت لك سيدي الأمير اقطع رأسه .. أقطع رأسه كأي رأس عفن ( يضغط على رأس مذبوح 1 بين يدي الأمير )

مذبوح1 : ( وهو راكع .. يصرخ ) قلت لكم أن رأسي ليس عفنا .. أنا أستاذ في جامعة بغداد .. وحائز ..

الأمير : أنت شخص محتال .. كاذب .. منافق .. سأقطع رأسك .. ( يرفع القامه إلى الأعلى ).



مذبوح1 : انتظر .. انتظر .. ليس الأمر كما تضن سيدي .. انتظر ..

الأمير : وكيف هو الأمر إذن ..

مذبوح1 : أنا حائز على درجة الدكتوراه مرتين .. صدقني .. فعندما أخذت الدكتوراه من السوربون .. قال لي ابن خالتي في وزارة التعليم العالي ، أنهم في الوزارة لا يعترفون بأي شهادة تصدر من السوربون .. بسبب سوء العلاقات مع فرنسا آنذاك .. ولكن علاقات البلد مع ألمانيا ممتازة ، لذلك أخذت أقرب طائرة ، وذهبت إلى جامعة كامبرج ، وهناك أخذت أفضل درجة دكتوراه عندهم .. وبأسرع ما يكون ..

مساعد أول : سيدي الأمير .. هذا شخص كاذب مخادع .. اقطع رأسه .. أو اتركني أنا أقطع رأسه ..

مذبوح15 : اقطعوا رأسه بسرعة .. لا نريد أن نسمع كلامه .. لماذا نوجع رؤوسنا بكلام أستاذ غبي .. اشترى له شهادة بمبلغ ما .. وجاء يتسيد بها علينا ..

مذبوح 3 : نعم أنت محق تماما .. هذه الأشكال هي التي دمرت الأجيال .. أنا اعرف مثله أستاذ ذهب إلى بلغاريا . ومن هناك جاء له بدكتوراه بطول المعطف الذي يرتديه .. مع إنني عرفت انه قضى فترة الدراسة بين الملاهي والبارات .. وهو أغبى من جاري أبو ميثم البقال ، الذي لا يعرف إلى اليوم كيف يحسب الباقي حين يشتري منه احد الناس . ( يرجع إلى مكانه )

مذبوح 15 : تجد أباه باع أرضه الزراعية … ودفع هذا الإتكالي الطفيلي ( يشير إلى مذبوح1 ) كذا ألف دولار للجامعة ، وجاء يضحك علينا بشهادته المزعومة .

مذبوح1 : ( يهجم على مذبوح 15 ويمسك عنقه ) أنا اشتريت شهادتي بمبلغ ارض ابي .. ثم إن أبي لا يملك ارض زراعية .. سأدق عنقك .. ( يفك بينهما مساعد أول .. ) لن أتركك حيا .. أنا اشتريت شهادتي .. من قال لك ذلك !!

مساعد أول : أفلته .. لا تقتله .. لم يكن يقصد أن يسيء لك .. اتركه ..

مذبوح1 : أنا ألأستاذ الأقدم . المبدع .. الرائع .. الذي شهدت لي أجيال من الطلبة .. والذين قادوا ويقودون هذا المجتمع .. يقول عني هذا النكرة .. الوضيع .. سأقتله بدلا عن الأمير ..



الأمير : توقف عن ذلك .. أنا أصدقك .. لا تقلق .. تعال .. ( ينهض مذبوح1 ويهرول نحو الأمير .. ) أنت أستاذ كبير أنا اصدق كلامك ..

مذبوح1 : نعم سيدي الأمير . كنت ولا زلت أقول .. انك تضع كلّ في مقامه وقدره .. شكرا لثقتك بي .. هاك قفاي .. واقطع رأسي .. أنا أحب أن يكون أنت من يقطع رأسي ..

الأمير : ارفع رأسك .. تعال اجلس هنا بقربي .. سأسألك سؤالا ..

مذبوح4 : لقد طفح الكيل إلى متى سنبقى هنا .. ( يركض مذبوح1 ويلطم مذبوح 4 على وجهه ويطرحه أرضا )

مذبوح1 : ( ابن الكلب ) تبقون دائما لا تعرفون مقامات الناس .. اخرس .. ( يهرول إلى الأمير مسرعا .. ) تفضل يا سيدي الأمير سل ما بدا لك ..

مساعد أول : الهمرات .. الهمرات ( الامريكية ) ..

مذبوحة 19 : سيدي الأمير .. اسمح لي من فضلك ..

مذبوح1 : ماذا تريدين .لم يتبق سوى بنات الليل ، كي تقول عن شهادتي مزورة ، وعني كاذب ومخادع .

مذبوحة 19 : ليس لكلامي أية علاقة بك ولا بشهادتك .. أنا أريد أن أتحدث مع الأمير ، في أمر شخصي ..

الأمير : تكلمي . ماذا تريدين ؟

مذبوحة 19 : أنت تعرف أنني لا علاقة لي بالسياسة ولا بالثقافة ولا بالحرب الأهلية بين المذاهب والأديان ..أنا أعمل في الملاهي الليلية .. وأنا متوقفة عن العمل منذ عام الفين وثلاثة ، لم تعد الناس في بغداد ترقص لان الملاهي أغلقت ، ولم تعد تغني ولا تشرب الخمر ، بسبب المنع ، ولا تبحث عن نساء للحفلات ، بسبب الموت والانفجارات والحرب الأهلية ..



مذبوح 24 : ( بتغنج أنثوي ، وبصوت رقيق ) نعم سيدي الأمير .. لقد توقف حالنا تماما ..

مساعد ثاني : اسكت أيها المخنث ..

مذبوح 24 : حلال عليها أن تطالب بحقوقها .. وحرام علينا أن نطالب بحقوقنا .. أين العدالة ؟

الأمير : وماذا تريدون .. أنتِ وأنت ؟

مذبوحة 19 : انتم لا تريدوننا في بغداد .. لذلك قررنا أن نهاجر خارج العراق .. ونعدكم أن لا نعود لها أبدا .

الأمير : وأين ستذهبون ؟ بالتأكيد إلى دولة مجاورة كي تعيثوا الفساد فيها … نحن نريد أن نخلص كل العالم من أمثالكم .. لنطهر الأرض من رجس الفاجرات والمثليين..

مذبوحة19 : إذن أين نعيش ؟ أين نهرب .. ؟ حسنا .. سنترك الكرة الأرضية لكم .. ونتصل بوكالة ناسا الفضائية لترتب لنا رحلة للقمر أو للمريخ ، صحيح أن الكائنات قد لا تستمتع بطور الغناء المحمداوي الذي أجيده ، ولكن قد يستمتعون بعروض أخرى من زملائي وزميلاتي في المهنة .

الأمير : اغربي عن وجهي هذه الساعة ( ترجع مذبوحة 19 ومذبوح 24الى مكانهما ) .. دكتور عادل ؟

مذبوح1 : نعم سيدي الأمير ..

الأمير : هل تريد أن أبقيك حيا ؟

مذبوح1 : ( متعجبا ) ماذا تقول سيدي الأمير ؟

الأمير : هل تريد أن تبقى حيا ؟ .. هل أتركك تذهب إلى زوجتك وأطفالك حيا ؟



مذبوح1 : سيدي ماتت زوجتي منذ مدة طويلة .. واختفى ولدي الوحيد منذ ثلاثة أشهر … في وسط بغداد .. مسكين . . ترك خطيبته المسكينة وحيدة ..

مساعد أول : لا تحزن عزيزي . ستلحق به إلى جهنم بعد دقيقة أو دقيقتين ؟

مذبوح1 : نعم سيدي الأمير ( يمد رأسه ) اقطع رأسي الآن …

الأمير : قد يكون ابنك حيا . قد يكون لازال حيا .. ولكنه خارج بغداد ؟

مذبوح1 : ابني مات سيدي الأمير … في بغداد كل من لا يعود ليلا ، يكون مستلقيا في ثلاجة الموتى في الطب العدلي ، بعد أن ترفعه البلدية من احد المزابل .

( يتقدم مساعد أول إلى الأمير )

مساعد أول : سيدي الأمير ( الهمرات ) الأمريكية قد تدخل المكان في أية لحظة . يجب أن نذبحهم بسرعة ونغادر المكان ..

الأمير : لم نعرف بعد الأستاذ عادل على أية ديانة .. وأية مذهب . هذا مهم جدا .. فالقيادات العليا لا تقبل رأس مقطوع لأشخاص من الديانة الخطأ والمذهب الخطأ ..

مساعد أول : حاول أن تنتهي من هذا الموضوع بسرعة ..

الأمير : دكتور عادل غير معقول انك لا تعرف على أية ديانة ومذهب .. جدك أو أبيك .. الم تسألهم .. ألم تحاول أن تعرف .. ؟

مذبوح 1 : سيدي الأمير .. أنا إنسان لا يقيس الأمور بهذا الشكل .. حب كل العظماء والفلاسفة والخالدين هو ديني ومذهبي .. هذا هو الدين الذي اعتنقه ..

مساعد ثان : هذا الكلام لا يصدق .. تكلم ما هي ديانتك .. هيا تكلم ..

مذبوح 1 : أنا على دين الجميع .. ومع كل المذاهب ..



مساعد أول : سيدي يمكنك أن تقتله بسبب المنطقة التي يسكنها … ( مع مذبوح 1 ) أية منطقة تسكن في بغداد .. تكلم ؟

مساعد ثان : نعم .. من أية منطقة في بغداد أنت ؟

مذبوح 1 : سكنت كل مناطق بغداد تقريبا .. الكرادة والاعظمية والكاظمية والدورة .. كل المناطق ..

مساعد أول : هذا الرجل لا يطاق .. سيدي الأمير اقتله وكفى ..

الأمير : يجب أن يكون هناك سبب لكي اقتله أيها الغبي ..

مساعد ثان : ولكن هناك الكثير من المجموعات تقتل بلا سبب ..

الأمير : لا أريد أن أكون واحدا منهم .. يجب أن اقتله لأحد الأسباب … الديانة أو المذهب .. أو المدينة . أو الهوية . وكل هذه الأشياء لا تدل على شيء ..

مساعد أول : اتركه يذهب .. واقتل البقية .. واجعل الموضوع يمر .. أرجوك سيدي .. ( الهمرات ) قادمة .. ( الهمرات ) الامريكية قادمة …

الأمير : نحن لا نقبض على أستاذ جامعي بدرجة الدكتوراه يوميا ..

مساعد ثان : سيدي قلنا لك اقتله قلت لا .. قلنا لك أطلق سراحه قلت لا … لقد حيرتنا ..

مذبوح 13 : انه كاذب لقد رأيته يدخل المسجد في احد أيام الجمعة في الاعظمية .. انه مسلم ومذهبه واضح مثل نور الشمس ..

الأمير : هل أنت متأكد من ذلك ؟

مذبوح 13 : نعم سيدي الأمير … اقسم لك بشرف دكتور عادل . ( يرجع الى مكانه )

الأمير : أستاذ عادل .. هل هذا الكلام صحيح .. ؟



مذبوح1 : نعم سيدي الأمير .. صحيح ..

الأمير : ( غاضبا ) ولكنك قلت أن دينك القيم ومذهبك حب العظماء .. هل تريدني أن أجن ..

مذبوح1 : نعم وهذا صحيح أيضا …

الأمير : أنت ترتاد مسجد يعتنق دينا ومذهبا واضحين .. هل أنت على ديانتهم ….؟

مذبوح1 : أبدا .. أنا لست على دينهم .. ولا على مذهبهم .. أنا ادخل في مسجدهم وأتلو صلواتهم .. هذا ما احتاجه لأبرهن لهم إنني فرد منهم .. ومحب لهم .. لذلك كنت اذهب إلى مسجدهم …

الأمير : تذهب لتبرهن لهم محبتك لهم ! إذن أفهم من ذلك دكتور ، أنك تذهب ليلة الجمعة لتزور الكاظم .. وتتلو صلوات الأحد في كنيسة مريم العذراء .. وتعمد نفسك على دين يحيى في مندي الصابئة .. ؟

مذبوح1 : نعم .. أنت على حق … وأنا أفعل كل ذلك أيضا ..

الأمير : هل تريدني أن اجن !

مذبوح 1 : خذ الأمور هكذا ، ببساطة سيدي الأمير … أنا على دين الجميع ، لذلك أنا بحاجة إلى أن أمارس عباداتهم … صحيح إنني غير ملزم بالمواعيد .. ولكنني من وقت لآخر اذهب لأحد دور العبادة لمذهب أو دين معين .. تماما مثل كوني أحاول أن اسكن مناطق مختلفة في بغداد ..

الأمير : أنت تتكلم بشكل لا يعقله أي شخص .. أقنعني .. أقنعني بذلك ، وسوف أطلق سراحك ..

مذبوح 1 : سيدي الأمير .. أن تكون على دين ما .. أو مذهب ما . فأنت ضد الآخر ، في حدود التفكير الضيق .. ولكن أن تكون في دين ما أو مذهب ما ، فأنت تحترم رأي الآخر ، وتتواصل معه بكل محبة وسلام . في حدود الرأي الحضاري والتنويري والمعتدل .. ولكن في كل الأحوال الآخر ينظر إليك من خلال تفكيره فقط .. والضيق في الأعم الأغلب .. فيكرهك .. ويقتلك في الحروب الأهلية … ولكن أن تكون على دين الجميع .. وتمارس طقوس الجميع .. سيظنك العامة بأنك معهم في كل مره يرونك بينهم … هذا هو المنطق الذي أمارسه سيدي الأمير ..



مساعد أول : هل أنت تصدق هذا المخادع سيدي الأمير .. انه كاذب ..

مذبوح 1 : ( غاضبا ) قلت لك أنني لست كاذبا ولا مخادعا .. فعندما حزت على درجة الدكتوراه بامتياز من جامعة القاهرة .. رأيت …

الأمير : ( يقاطعه ) ولكنك قلت انك حزت على درجة الدكتوراه من السوربون ومن كامبرج ..

مذبوح 1 : نعم سيدي هذا صحيح ..عندما ….

مساعد أول : ( يقاطعه غاضبا للغاية ) عندما ساءت علاقات العراق مع فرنسا وألمانيا .. اتصل بك ابن خالتك .. الذي يعمل ( قوادا ) في وزارة التعليم العالي .. فأخذت اقرب طائرة إلى القاهرة للحصول على الدكتوراه بأسرع ما يمكن …

( يتحرك بسرعة فيمسك برأس مذبوح 1 ويشد عليه )

مذبوح 1 : ( تحت يد مساعد أول ) إنني اختنق سيدي الأمير .. ( مع مساعد أول ) نعم أنت على حق .. كيف عرفت ذلك ؟

مساعد اول : سيدي الأمير لقد مللنا من هذه الحكاية السخيفة .. أرجوك اقتل هذا المحتال ..

الأمير : اتركه . قلت لك اتركه . سأقتله بعد أن اعرف ما لذي رآه في القاهرة .. ؟

( مذبوح1 يهرب من يد مساعد أول ، ويتجه ليقف قرب الأمير )

مذبوح 1 : سيدي الأمير .. رأيت كيف يمارس الأزهر نتاج تجاربه ، وما تعلمه من الحروب والتناحرات ، فاخذ يقرأ القران بسبع قراءات ، ويعتنق تسع مذاهب إسلاميه معا .. وبهذه الطريقة خرج بعيدا عن احتمالات التناحر .. لان الجميع يعتنق كل المذاهب ..

الأمير : دكتور عادل .. تعال يا دكتور مد رقبتك أمامي .. سأذبحك ..



مذبوح 1 : ( يتحرك باتجاه الأمير ليقف بين يديه) نعم سيدي الأمير أنا تحت أمرك .. ( يمد رقبته أمام الأمير )

الأمير : ( يرفع القامة على رأس مذبوح 1 .. برهة .. ثم يرجع لينزل القامة .. ويتحرك بعيدا ) دكتور عادل قل لي .. ما هو رأيك بنا ؟ .وبما نفعله ؟

مذبوح 1 : ماذا تقصد ؟ . .. عن أي عمل تتحدث سيدي الأمير ؟

الأمير : هذا الذي نفعله بكم ؟

مذبوح 1 : تقصد الذبح .. سيدي الأمير ؟

الأمير : الذبح وكل ما يقوم به الأمراء في هذا العصر .. ما هو رأيك بنا بصراحة ؟

مذبوح 1 : سيدي الأمير .. بصراحة .. انتم مجموعة من القتلة .. بلا دين وبلا مذهب ..

الأمير : (باستغراب لصراحة الأستاذ ) ماذا تقول ؟ ( يضحك بصوت عال )

مذبوح 1 : نعم سيدي الأمير ..القتل والذبح ليست ديانة ولا مذهب .. هو قتل وذبح فقط ..

مساعد أول : ( غاضبا ) سيدي هذا الرجل يشتمنا … يقول إننا كفره .. هذا سبب كافي كي يقتل ..

مذبوح 1 : سيدي الأمير .. أنت من أراد رأيي بصراحة .. وهذا هو رأيي بكم ..

مساعد أول : سيدي انه يهاجم أفكارنا المقدسة … هذا الرجل …

الأمير : ( يقاطعه ) اسكت .. أنا اعرف ما يقول ..

مساعد أول : ولكن ( الهمرات ) سيدي ..



الأمير : قلت لك اسكت .. ( مع مذبوح 1 ) دكتور عادل أنت تقول انك على دين الجميع .. وتصلي في كل المساجد والكنائس والأديرة ..

مذبوح 1 : أنا على دين الجميع .. هذا ما أقوله دائما .

الأمير : ( ينادي مساعد ثاني ) تعال إلى هنا .. ( يتقدم مساعد ثاني إلى الأمير ) ..

مساعد ثاني : نعم سيدي الأمير ..

الأمير : اذهب واحضر لي ذلك الرجل ..

مساعد ثاني : أي رجل تقصد ..

الأمير : ذلك الرجل الذي يقف في الدور .. هناك ( يشير على احدهم )

مساعد ثاني : نعم سيدي الأمير حالا .. ( يذهب ويخرج مذبوح 5 من الدور ويأتي به)

مذبوح5 : ولكن الدور ليس لي . أنا ترتيبي الخامس .. هذه مخالفة للدور .. مخالفة القانون ..

مساعد ثاني : اخرس . أغلق فمك ..

مذبوح5 : ولكنني محامي واعرف بالقانون .. هذه مخالفة قانونية ..

مساعد ثاني : لسنا في محكمة هنا ..

مذبوح5 : الم يصدر الأمير الحكم . . إذن هذه محكمة ويجب أن تتبع قوانين المحاكم فيها ..

مساعد ثاني : الأمير هو من يضع القوانين بنفسه ، وهو من له الحق باختراقها .

مذبوح5 : ولكن يحق لكل من يحاكم أن يكون له محامي دفاع ..



مساعد ثاني : وأنت تريد أن تكون محامي دفاع … ؟

مذبوح 5 : نعم إذا سمحتم .. أريد أن أكون محامي دفاع ..

مساعد ثاني : ولكن المحاكمة فيها تسعة وعشرون مذنبا حضرة المحامي .. فمن ستكون له محامي الدفاع ؟

مذبوح 5 : سأدافع عن المذنب رقم ثلاثون ..

مساعد ثاني : من تقصد ؟

مذبوح5 : أقصد نفسي .. سأدافع عن نفسي ..

مساعد ثاني : وماذا عن ألآخرين ؟

مذبوح5 : فليذهبوا إلى الجحيم .. أريد أن أنقذ نفسي .. أنا ومن بعدي الطوفان ..

مساعد ثاني : اغرب من هنا .. سأقتلك أنا بنفسي ..

( يذهب مساعد ثاني ويخرج مذبوح 11 من الدور ويأتي به إلى الأمير )

الأمير : ضعه هنا ..

مساعد ثاني : نعم سيدي الأمير ..

الأمير : دكتور عادل تعال إلى هنا …

مذبوح 1 : نعم سيدي الأمير تحت أمرك … هاك اقطع رأسي … ( يمد رأسه ) ..

الأمير : ارفع رأسك .. هاك خذ هذه القامة .. خذ …

مذبوح 1 : ( يأخذ القامة ) لقد ذكرتني هذه القامة بمطعم الأكلات السريعة الذي أحبه في الكرادة . كان يصنع ساندويج شاورمه لا يقاوم .. كانت له أزكى رائحة .. وطعم لا يوصف .. ( يتفحص القامه ) ولكن هذه ليست حادة جدا .. لن تقطعنا إربا بها بسهوله .. ستتعب أنت من جراء ذلك سيدي وأنا أخاف عليك من التعب مع أجساد ورؤوس هؤلاء الرعاع .. أنت لا تعرف كيف تبدو أجسادهم .. إنها يابسة ومتصلبة .. اختر لك قامه حادة كي تكون مرتاحا .. ( يتفحص القامه ) حسنا .. وماذا افعل بها سيدي الأمير ؟



الأمير : اذبح هذا الرجل ..

مذبوح 1 : أي رجل تقصد ؟

الامير : هذا الذي يسجد أمامك ..

مذبوح1 : هذا الرجل ؟ .. ولكنني لا اعرفه .. !

الأمير : وأنا أيضا لا اعرفه ..

مذبوح 1 : وليس بيني وبينه أية ضغينة … انه يبدو لي شخصا مسالما ..

الأمير : وأنا كذلك .. أرى أنه شخص برئ ، لم يقترف حتى مخالفة مرورية ..

مذبوح 1 : إذن لماذا تريد أن تقتله ؟ .. لماذا تريدني أنا أن اقتله سيدي الأمير .. ؟

الأمير : أنت قلت أنك على مذهب الجميع ..صحيح .. وقلت أنك مارست كل الصلوات .. صحيح .. فلم لا تمارس عبادتنا وتذبحه …

مذبوح 1 : وهل القتل والذبح هو عبادتكم !

الأمير : هذا ما نتقرب به لله …

مذبوح 1 : اسمح لي أسألك شيئا .. هل أنت على قناعة بما تقول .. سيدي الأمير .

الأمير : وهل تظنني أبله .. هذا هو القصاص العادل ..

مذبوح 1 : ولكنك كنت تقول انك لا تعرف هذا الرجل .. وترى أنه مسالم لم يرتكب حتى مخالفة مرورية .. إذن كيف تقرأ العدالة سيدي الأمير ؟

الأمير : دينه أو مذهبه أو منطقة سكناه .. أو حتى مكان عمله .. كلها أسباب تكفيني لتصفيته بدم بارد … هذه هي عبادتي التي أتقرب بها لله .. وأجاهد من اجلها .. .



مذبوح 1 : وماذا لو كان هذا الرجل .. هو الرجل الخطأ ؟

الأمير : سيموت مظلوما .. وسيكون في الجنة ..

مذبوح 1 : وأين ستكون أنت .. في النار مع الشياطين .. أم في الجنة مع الملائكة ؟

الأمير : سيقع لي أجرين إن أصبت .. وأجر واحد إن أخطأت ..

مساعد أول : ( الهمرات ) سيدي الأمير .. يكفي هذا اترك الجميع يرحلوا .. ودعنا نغادر المكان .. ( الهمرات ) قادمة ..

مذبوح1 : سيدي الأمير هو على حق .. خذ القامة مني .. وهاك رقبتي . أطح بها .. لا أستطيع أن أكون على دين الجميع .. ومع الجميع .. وفي معابد الجميع . .. اقطع رأسي .. خذ القامة .. انهي هذا الأمر بسرعة ..

الأمير : ليت هذا الأمر .. ينتهي بهذه السهولة ..

مذبوح1 : على الأقل سينتهي بالنسبة لي ..

الأمير : ماذا تعني ؟

مذبوح 1 : تضربني …. قامة .. فتتغير كل الأمور .. بالنسبة لرأسي ..

( صوت طلق ناري )

مساعد أول : ( ينادي ) ( الهمرات ) سيدي( الهمرات ) الأمريكية قادمة ..

( صوت طلق ناري )

مذبوح23 : الحمد لله .. وصل المحررون .. أين الورد ؟ أين باقات الورد كي ننثرها عليهم ؟



( صوت طلق ناري )

مذبوح13 : قاتلوهم سيدي الأمير .. أقتلوا المحتل .. لا تستسلموا لهم ..

مساعد ثاني : هيا بنا نهرب ( يسقط ميتا بعد أن يصاب بطلق ناري )

( صوت طلق ناري )

مذبوحة 19: سيكون عندنا شغل هذا اليوم .. سنحصل على مبلغ بالعملة الصعبة ..

مذبوح 24 : لقد سمعت أن حقوق المثليين مصانة في الدستور الامريكي .

( صوت طلق ناري )

مساعد أول : ( يختبئ خلف جدار ) سيدي القناص الأمريكي يقتلنا ..

( يسقط ميتا بعد أن يصاب بطلق ناري )

مذبوح5 : الحمد لله .. لقد جاء أهل حقوق الإنسان .. وحقوق الحيوان .. ورعاة البيئة ..

( صوت طلق ناري )

الأمير : عادل القي بالقامة بعيدا .. سيقتلوك إذا رأوها في يدك ..

(مذبوح 1 يلقي القامة بعيدا .. ولكن يبقى واقفا .. يصيبه طلق ناري فيسقط صريعا )

( الأمير يزحف فيولي هاربا ..)

ستار

الناصرية



2/4/2010

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى