سمر لاشين - بالأبيضِ والأسود.. شعر

كنتُ على وشك أن أُقبلَ حبيبي بعد أعوامٍ من الخجلِ،
لولا أنهم أوقفوه بتهمة ..
" المطالبة بالجلوسِ بأريحيّة على مقعدِ الوطن ".
أنا آسفة ..
بعد أن أبصقَ على مقعد الوطن، وأعضَ على شفتي لأسحق براعم القبلات التي نبتت عليها
سأمضي غير مبالية بالنشيد الوطني لألحق بالباص.

الرجل الذي يفترش الرصيف بلا مظلةٍ
الرصيف الذي أكل طبقات من جلده وحفر شوارع في يده
يبيع أشياء لا يشتريها أحد
في عصرِ الفُوشيا والخرنوبي، من يكترث لرجلٍ من زمن الأبيض والأسود.

المواطنون في بلادي
لا يرون الضرائب الملونة، فواتير الكهرباء الملونة، أنابيب الغاز الملونة،
واللافتات الملونة:
" عزيزي الموطن، من فضلك كف عن ازعاجنا، وأذهب لأقرب مقبرة؛ وأدفن نفسك بها "
مواطنون نعم بالأبيض والأسود
لكنهم يصفقون بحرارة للخطابات الملونة
التي يلقيها الرئيس.

آسفة لإزعاجكم
لكنه حقاً لم يعد ممكناً
أن ينفصل الحطاب عن فأسه، رغم صراخ الغابة.
ولم تُجدِ نفعًا كل الابتهالات
التي قدمها المواطنون للشيطان؛
حتى يمنع تعفن الجثث، أو التوقف عن نشر أخبار سياسيّة تفيد أن:
" عام ٢٠٥٠ عامٌ بلا عهرٍ"
مما يعني أن ينام الناس بلا صلاة حتى هذا الوقت.

______________________

سمر لاشين

* خارج النص :
أنا آسفة أعاني من قصائد مفرطة في السمنة تأكل كل مافي مطبخي من أفكار وتتقرع في وجه القارئ؛
فشلت كل محاولاتي في عمل رجيم لها.
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى