رضا أحمد - اوركسترا مجانية في مواسم الجفاف.. شعر

ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ.
تاركة ﻧﺼﻒ ﻗﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ النافذة،
كعادتي؛
ﺟﻠﺴﺖُ أترقب شفتيك
وأنا ﺃعيد قراءة نبضك بشيء من التردد
في حضرة النوم.

الخوف يدهس قلبي
كلما أمسكت بنا أطراف الليل،
ابتسامتك لا تطمئنني؛
الموت ينهض مبكرا
يريح ظهره على أول أشعة الشمس
ويسير معها خطوة بخطوة.
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺑﺪﺃ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ،
ﺃﻗﺴﻢ أنني ﺭﺃﻳﺖ ﻟﻠﻤﻮﺗﻰ
كتابًا ﺃﻳﻀﺎ،
ﺗﻔﺮغتْ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻟﻘﺮﺍﺀﺗﻪ
ﻋﻠﻰ ﺣﺸﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ ﺍﻟﺸﺮﻫﺔ
ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ﻟﻔﺌﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ.

ﺍﻟﺘﻘﻴﻨﺎ،
صوتي رطب
منتشي بأغاني الحصاد
وﺃﺫنك ظلتْ ﻣﺼﻤﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﺧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ،
ﻟﻢ ﺗﺠﻤﻌﻨﺎ حياة،
ﻟﻢ أﺗﺬﻭقك ﻓﻲ قُبلة،
لكنك ﻃﻔﺖ ﺣﻮلي ﻛﺤﺎﺭﺱ جبانات.
رأيت قلبك ﻣﻌﺒﺪًا
ﻳﺘﻮﺩﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻃﻮﺍﺑﻴﺮ،
ﻭﺭﺃﻳﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﺭﺷﻴﻒ ﻣﺸﺮﺣﺔ،
ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ زوجي ﺍﻟﻀﺎئع
ﻓﻲ ذاكرة ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ.

"ﺗﻌﺎﻟﻲ..." كانت نهاية النشوة
ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ الأﻣﺴﻴﺔ
أيادٍ ﺿﺎﻟﺔٌ،
ﻟﻢ ﺗﻌﺜﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ صفصافة
ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺩﻳﻞ
ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ النداهة ﻟﻠﻐﻮﺍﻳﺔ.

ﻟﺴﺖ متحفظًا
ﺳﺮﻳﺮك ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ
لنسوة عاريات
ﻭﻏﺰﺍﻟﺔ ﻣﺤﻨﻄﺔ
ﺍﺭﺗﺸﻔﺖ ﻣﻦ ﻇﻬﺮك ﻋﺼﻴﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ.

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺸﺐ ﺍﻟﻄﺮﻱ ﺃﻳﻀﺎ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪ ﻟﻠﺬﺑﺎﺋﺢ،
ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺣﺔ ﺟﺴﺪي اﻟﻠﺪﻥ
ﻭﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺻﺨﺐ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ؛
ﻧﻤﺖ ﺑﻼ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﻐﺒﻲ،
ﻭﺗﺮﻛﺖ لِكَماني المحطّم ﺑﻴﻦ ﻗﺪميك
تنهيدةً
ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻣﻮتك ﺑﻼ ﺇنذﺍﺭ.

‏رضا أحمد‏


من ديوان: قبلات مستعارة



...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى