نزار حسين راشد - عتاب..

ربما لن يقتلك الداء، ولكن ستقتلك الكبرياء، والكبرياء: تلك

القلعة السوداء، التي تغلق قلبك دون الدعاء، إلى هؤلاء أم إلى هؤلاء، إنها إذن محنة وابتلاء، على أي جنب ستلقاه، حين يسألك كشف الحساب؟

ولمن ستمدُّ حبل الوداد، لمن غداً ستلقاه، أم لمن سينساك فور انفضاض اللقاء؟

لا يهم على أي أرض ولدت،وليس يضير اختلاف الأسماء، فلسطيني، أردني، مصري عراقي، شيشاني، شركسي، سيذهب كل هذا هباء!

فحين تنعقد محكمة السماء، ستُبلى السرائر وتمحى من السجل الأسماء!

فهل سيصلي عليك الذي لم تحدثه نفسه أن يركع لله ركعةً واحدة، أن يسجد سجدة واحدة، أن يغيض الكلام و تفيض أنفاسه بلفظة واحدة: يا الله!

أولئك الذين علقوا لك الأوسمة، هم الذين صالحوا على دمك، وثبتوا مكان عينيك زجاجة معتمة، ولم يسألوا لك الله الغفران والمكرمة!

أولئك الذين زرعوا أزهار الشر في الأصص المطهمة، كيف لهم أن يسألوا لك الله عفواً، أو يحدثوا لأخراك ذكرا!

فما لهم لا يؤمنون، وإذا قريء عليهم القرآن لا يسجدون!

ألم يئن أن يخشع القلب، وأن نريق دموع الندم؟

فهل بعد كل هذا العناء سنحمل خطواتنا للعدم؟

لماذا إذن وقفنا مع الحق، وحملنا على الباطل كي يستقم؟

سرابٌ بقيعة، رمادٌ عصفت به الريح، ألهذا قطعنا ذلك الطريق الطويل؟ ألست ترى ذلك ضرباً من المستحيل؟

ألم تسر أنت تحت أكثر من سماء،ولكنها كما تعرف سماء واحدة ،هي السقف المحفوظ الذي رفعته يد الله،ولولاه لأحرقتنا الشهب، فعلى من سيكون العتب؟ العيون التي ابتليت بالعمى أم الأذن التي ابتليت بالصمم؟

أم على القلب الذي لا يرى؟

فيا لهذه الخشب المسندة، التي لم تر فيك إلا جسداً عدا عليه البلى!

هي أشياء لا تشترى، ذكروا فلسطين، ولم يسألوا لم هذي الدموع والزغاريد ، وإلى أين يذهب الشهداء،عجزوا عن السؤال، فمن أين سيأتون بالأجوبة؟

لعله سيحزّ قلبك قولي، وربما يعييك رد الخطاب، ولكني استغفر الله لك لعلك تستغفره أنت بدورك قبل انقضاء زمان العتاب!

نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى