سعد جاسم - هذيانات سيدوري الجريحة - شعر

لوكنتِ ( سيدوري* ) النبيذ
لإستحوذتِ على الدنانِ كلّها
حيثُ تجلسينَ في مساءاتكِ الليلكية
تشربينَ الكؤوسَ مترعةً وريّانةً
وتغنينَ بصوتكِ الماسي الحزين
أغاني الرعاةِ
والمتصوفةِ العشاقِ
وتهذينَ :
عن النسيانِ
والحياةِ التي لاتحبينها كثيراً
ولهذا تحصرينَها بين قوسينِ
أو بين نهرين
أحدهما كقلبٍ خائفٍ
والآخرُ ذابلٌ كغصنٍ يتيم
وتحكينَ نازفةً :
عن أبٍ ساخطٍ
وأصدقاءٍ طاعنينَ في الألمِ والغياب
وعن أمٍّ أنتِ أمُّها
وأنتِ خيبتُها الجميلة
وعن (جيفارا) فتاكِ الحُلمي المهدور
و(المعرّي) شيخكِ العدمي الحكيم
وعن (كافكا) وكآبتهِ الفادحةِ
و(لوركا) وحبيبتهِ الخضراء
ودمهِ المضيء في شقائقِ السهول
وعن الصمتِ والضجرِ والأرضِ
والحبِّ والشعرِ واللاجدوى
والخلاخيلِ والأساورِ والموسيقى
وثوراتِ الربيعِ الأسود
والموتِ والحروبِ العبثية
التي لامزاج عندكِ لها الآن
*
لو كنتِ سيدوري
لجلستِ كلَّ مساءٍ
انتِ وندمانكِ الطيبون :
النجومُ المطرزةُ على قميصك السماوي
المجانينَ الجميلون
صعاليكُ الفوضى اللذيذة
بوماتُ الحكمةِ
والعاشقات الحزينات
*
لو كنتِ سيدوري
لإستحوذتِ على النبيذِ كلِّهِ
وتركتنا عطاشى
نبكي من الصحو الثقيل
***
(هامش في المتن)
*سيدوري
هلْ أنتِ صاحبةُ الحانةِ
في اوروكِ جلجامش؟
أَمْ أنتِ العاشقةُ الجريحةُ
في هذا الخراب ؟

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى