علاء الدين حسو - الكبش الإغريقي

علاء الدين حسو.jpg

ستيقظ عتريس على خبر جلل، فغضب.
حين يغضب عتريس، تهتزّ جُدر كهف القرية قبل ارتجاج بيوتها وحظائرها. عتريس غضب في شبابه، فبقر بطن الكبش الذي منعه مس محظيته، ثم شنقه بحبل أمعائه الغليظة التي تدلت بفعل البقر . وأصبح السيد. السيد الذي يتفقد غنمه وكباشه وخرفانه. فينتقي التي سينكحها، والتي سيرسلها للحلب أو الذبح. وحين تهلُّ المناسبات، يصطفي من كباشه وخرفانه ونعاجه من يقوم بالتضحية على خير وجه.
تقدم عتريس الغاضب من الكبش الذي تحدى ومس محظيته وقال مستحقراً :
- من أنت؟
نظر المتحدي إلى المحظية، ثم التفت إلى عتريس وقال ساخراً:
- قالها غيرك .
تذكر عتريس شبابه، كان بمثل عمر المتحدي، حين بقر وتسيّد. نظر حوله فرأى القطيع يميل إليه، رفع جسده، نظر إلى السماء فخُيّل إليه أبلولو يلّوح بقيثارته، فتشجع، ومد رأسه نحو الأمام، برز القرنان كسبطانتي مدفع أو كصاروخي طائرة،و صرخ بالمتحدي:
- حلّ عليك غضبي.
تشابكا بالقرون.. فاختلفت ضربتان.. ضربة عتريس التي خلت، وضربة المتحدي التي كسرت أحد قرني عتريس.
قال له المتحدي:
- غادر ، لا أريد بقرك .
نظر عتريس إلى قرنه المكسور ثم التفت إلى قطيعه فوجد قسم منهم قد مال نحو المتحدي، وأولهم محظيته، فثار جنونه، فزفر وعفر، وقال:
- سيفرح الراعي بلحمك.
واختلفت ضربتان ، ضربة عتريس الخالية وضربة المتحدي التي كسرت القرن الأخر.
همست محظية قديمة :
- بات بلا قرون ، فقد جاذبيته .
اجتمع الرعاة يراقبون، يشاهدون، ويتراهنون. وكعسيس الدخان بدأ الهمز واللمز يصل إلى أذني عتريس:
- فقد هيبته..
- انتهى ..
- سيكون الوليمة..
- خدمنا كثيرًا..
- عذبنا كثيرًا..
- المتحدي أقوى وأجمل.
استعر العسيس لما دخل جوف عتريس. فثار، وهجم بلا قرون ، وبين الخطوات المتصارعة تذكر أيامه.. كيف كسر قرني الكبش؟. كيف عزف له أبولو؟. كيف بقر بطن غريمه وأخرج الأمعاء؟ ..كيف لفّها حول رقبة الغريم؟.. وكيف كانت المحظية تجتر الحشائش وهي تتفرج على سلخ الراعي للكبش المنهزم؟
ساعتئذٍ حنّ إلى اللحظة التي حضن فيها محظيته، وسمع صوت الناي ينزل من السماء ولمح مارسياس ، فأغمض عينيه حين رأى المحظية تجتر الحشائش، منتظرة، تحضير الراعي عمود السلخ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى