محمد أديب السلاوي. - قراءة سريعة لنص مكثف.. تفاحة ادم... ذات لقاء ومسرحية للاديبة زهرة عز

اي ادم، واي تفاحة... ؟
هل تاتي عتبة هذا العنوان من القضية التي تحملها هذه القصة الموغلة في غياهب الرمز، المتقلة بمعاناة ادم... ؟ام تاتي من غياب حواء التي قبلت بتفاحة ادم، وبمصاحبته الى الارض في مغامرة سوداء، ولكنها عشقية... ؟

ادم داخل القصة وخارجها، يربط حياته بالتفاحة التي هي عشق حواء/هي وسوسة الشيطان، فكانت بدا ية معاناة الانسان الاول الذي خرج من التراب ليعود اليه في مشهد تراجيدي لا متيل له.

التفاحة هنا هي الاشكالية /هي الذاكرة، /هي الفاكهة التي جاءت بادم وعشقه الى الارض/وهي التي مازالت تتابع مسرحياته الهزلية والدرامية من وراء الستار.

تقدم هذه القصة لقارئها تجربة جديدة من الكتابة القصصية عند الاديبة د. زهرة عز، هي تورة ضد الاسلوب الكلاسيكي الذي اعتادت عليه كتاباتها القصصية، تقدم من خلال قص التفاحة ايحاءات وايماءات شعورية وفكرية بفنية البناء القصصي، عبر لقطات سريعة مكثفة/عبر مشاهد مضغوطة، وبالتالي عبر مواقف تحيل دائما على رمزية ادم وتفاحته.

انها قصة لا تقول الاشياء بصورة مباشرة واضحة، ولكنها تشير الى أشياء تحتاج احيانا الى التاويل، واحيانا الى الكشف عن اسرارها من عمق القص.

الرمز هنا يتكون من عنوان القصة، كما يتكون من الموضوع والفكرة/من حضور الموضوع وغيابه في نفس الان. الرمز هنا ليس من العقل، بل من قدرة العقل على استيعاب ما جاءت به تفاحة ادم في غياب حواء وفي حضورها الغائر في جذور القص/"الحلم/الحقيقة التي يحتدم على ساحتها صراع الافكار والعواطف والاحلام.

هي قصة موجهة بلا شك الى صفوة من القراء القادرين على الوصول الى الايحاءات التي تعبر عن الواقع من خارج الواقع، وتلك هي الامكانية الاسلوبية التي ابدعت بها كاتبتنا المبدعة في هذا النص المتفرد.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى