عبد القادر وساط - من أحلام أنطونان آرطو Antonin ARTAUD

● في الفندق
---------------------------------------------------------------
رأى أنطونان آرطو، فيما يرى النائم، أنه وحيد في غرفته بفندق بيرثيي بباريس، وأنه عاجز تماما عن الحركة، لأن أعضاءه كانت منفصلة عن بعضها ومشتتة بكيفية غريبة: كانت ساقاه تحت السرير، وذراعاه في خزانة الملابس، ورأسه على طاولة الكتابة، وجذعه خلف باب الغرفة، وأعضاؤه التناسلية في سلة المهملات!
كان يعرف جيدا أن العجوز أديلايد، التي تقيم بالغرفة المجاورة لغرفته، هي المسؤولة عما يحدث له، بسبب السحر الذي تمارسه عليه عن بُعد.
كانت تلك العجوز الشريرة قد لقيت مصرعها في حادثة قطار، قبل سنوات عديدة، لكنها استطاعت أن تعود إلى الحياة من جديد، بمباركة الكهنة البوذيين، المقيمين في أعالي جبال الهملايا.
-
●زفاف الجنرال
----‐----------------------------------------------------------
رأى أنطونان آرطو، فيما يرى النائم، أنه يمشي في أحد شوارع دبلن، ممسكا في يده اليمنى عصا كونفوشيوس.
كان يرتدي لباسَ مصارعي الثيران، رغم حصوله في الفترة الأخيرة على رتبة جنرال في الجيش الإرلندي.
كان عشرة من ضباط الجيش يمشون خلفه صامتين، وهم يدخنون في غلايينهم سموما عتيقة. وكانت تتبعهم عشرة خيول قميئة، في حجم القطط.
كان الجنرال أنطونان آرطو على موعد مع خطيبته المظلية، التي ستقفز بعد نصف ساعة من إحدى الطائرات العسكرية، كي تنزل بمظلتها في ملعب لانسداون، حيث سيقام حفل الزفاف.
كانت الهياكل العظمية لأصدقاء آرطو الموتى مدعوة هي أيضا لذلك الحفل.
حين جاءت خطيبة الجنرال آرطو للقائه، اكتشفتْ أنه حلق نصف رأسه وترك النصف الآخر مكسوا بالشعر.
حدقتْ فيه باستغراب، فقال لها، مشيرا إلى نصف رأسه الحليق:
- هذا نصفي الخائن.
ثم أشار إلى النصف الآخر وقال:
- وهذا نصفي الوفي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى