على شكل قبرٍ حزين!

هنا ما هنالك
ماءٌ تخثّر فيه الرهان على نفسه
ووحشة عمرٍ
وبعض بياض يؤثث بين السطور
قبورا
ويبذر بين القبور زهورا
ويترك للريح ذاكرةً غافلة.
هنا الله ينشر أعماله الخاملة.
وحيث تبقَّى من الليل تنهيدتان
وغصةُ كأسٍ
وخارطةٌ أكلتها البحار
زمانٌ ترسَّب في نفسه
مثل قبرٍ حزينٍ
تمرُّ به فكرةٌ جاهلةْ.
لقد صار كلُ الزمان هنا
يتكوّمُ تحت الحروفِ
ويحشرُ جثتَه في ثقوب الغياب الرديء
ويطمر وجه السماء بطين الصدى
ويدفن موعدنا المتأخر
بين عقارب ساعاتك العاطلة!
....
......
هنا الليل يسهرُ حتى الصباح
مخافة أن يكبر الحلم فيه على الكلمات
هنا صار َ كلُ الأنين أنا
وتلك " أنا" لا ضمير لها للتكلمِ عن حزنها
لا سياق تعيش له وحدها،
وحتى إذا رسمت صمتَها واقفاً
بدا الوقت كالخط أسود في اللوحة المائلة!
هنا الوقت مات حنينا إليكِ
وظلي يموت على حزنه واقفاً ،
وكان يحبُ ليحيا؛
وينسى ليحيا إلى بعض حين ،
وحيناً يخيط جراح الهواء بتنهيدةٍ ذاهلة!
هنا،
ليس في نيةِ الله
كشط طلاء السماء
ولا في تصوِّر وهمكِ
أنَّ الحياةَ تفكرُ حيناً فحينا بأنَّ حقيقتها
لعبةٌ سافلة .
..............
................
.....................
هنا
كل ليلٍ يموتُ غبياً ،
إذا لم تكوني له
وكل الأماني معطلةٌ في الخيال البعيد
وعين المسافات لاهثةٌ في الردى
هنا،
كل حزن تسلل بين السطور إلى حتفه
ليكسر ذاكرة الفاصلة.
هنا الليل ينصب خيمته للبكاء
"إذن"
لا تريد صديقاً لها يا "إذن! "
ولا تستتعيد النكات البذيئة
وهي ترتبُ فكرتها لاصطياد الرذاذ
ولا حيلةٌ لارتداد الصدى
حين يصطَّك نهداك بالقُبل القاتلة.
...
؛؛؛؛؛
هنا،
ليكن للمدى وهمه،
أو تكونُ السماءُ رماديةً
فلن سوف أحكي له عن مدىً لا يموت وراء الضلوع
وعن مدنٍ لا تموتُ من الليل كل مساء
ولا تسحب الخطو في وجهةٍ عاجلة!
هنا مات ليلٌ كثيرٌ
هنا
سوف أرسمُ صمتي على شكل قبرٍ حزينٍ
وأدفن فيه نفايات حبٍ عقيمٍ
وأتركُ لليل حرية المستحيل
وحزن المساء الذي يرشد القافلة!
سأنسى حدود دمي
وسأحكي لحبك عني
وعن أفقٍ لا يموت وحيدا،
وعن وترٍ في مخيلة الغيب
حيث الصدى يترنحُ حزناً على ما تردد منه،
وحيث الرؤى لا ترى شهقة العطر
في جثة الوردة الذابلة
...
؛؛؛؛؛؛
هنا
أو هنا!
عبثٌ واحدٌ يشبه الحبَّ حين يبررُ أسبابه للفراق
ويكتبُ بالدمع عذر الأسى؛
ليدين الوداع،
ويحشو الهواءَ ببعض التأملِ
في الزيف حيث يؤلف للمال رأساً
ويترك كل اقتصاد الأسى تركة العائلة!

يااااالهذا الشرود الإضافي!!!
لا توقظي حجر النرد من لومه
سامحي حظه،
ريثما يأخذ الحلم أنفاسه...
أو تقول السماء لنا قصةً
غير تلك التي قدستها الأساطيرُ
ثم رواها الردى ضمن أعماله الكاملة
......................................
.......................................
،،،،،
..............
هنا،
يا لقلبي هنا بين تنهيدتين يحبك جدا،
وفي السر من نفسه،
كم يظل غريبا يفكرُ في آهةٍ
تتسلق ساقيك
من دون أن تقلب الطاولة!

2007/3/22

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى