سعد جاسم - سيرتُهُ في المرايا - شعر

– الى عباس بيضون - كولاج لحياة فرانكنشتاين –


لأنَّ مراياهُ عاريةٌ
وتُغري بالفرجةِ والإكتشاف
هاأنا اتفرسُ فيها عميقاً
لأقرأَ ماتيسَّرَ من أسرارهِ
وسيرتهِ الغامضةِ كجريمةٍ
والداميةِ كأرضٍ ملعونة :
كانَ برياً في لياقاتهِ
ولكنّهُ مفرطٌ في استقامتهِ
وكانَ مُسرفاً في تفاصيلهِ
ولكنّهُ محظوظٌ في نجاتهِ
من الفجائعِ والفضائحِ والندم .

إنّهُ غالباً مايجرحُ واقعَهُ
ويبدو نافراً
وأحياناً ناشزاً
لأنّهُ يخرجُ عن الإيقاعِ
بخطايا ميتافيزيقية .

هو لايعرفُ أن يمشي مع الآخرين
لأنَّهُ يعرفُ كيفَ يمشي وحدهُ .

كانَ دائماً يتأخرُ في الحلمِ
ويتأخرُ في الحبِّ
والكتابةِ والحياة
ولكنَّهُ وبقليلٍ من الصبرِ والعناد
يعبرُ بحرَ فوضاهُ
ويصلُ الى فردوسهِ الصغير .

إنّهُ جاهزٌ بإستمرار
للوقوعِ في الغرامِ
حتى لو كان ذلكَ
في زنزانةٍ
أو في مستشفى
أو في حربٍ أهلية .

هوَ يفكّرُ دائماً

- ولم يكنْ تفكيرهُ أسئلةً فقط ؛
بَلْ كانَ قصصاً وسيناريوهات -
يُفكّرُ في الموتِ والحبِّ والتدخينِ والحنينِ واللغاتِ
والطيرانِ والأرقِ والخوفِ
والاصدقاءِ القتلى
ويُفكّرُ بالجنونِ أيضاً .

كانَ يعيشُ كمَنْ يلعبُ
ومثل كلِّ القلقينَ يسرقُ متعتهُ
يسرقُها من ضوءِ الفكرةِ
ومن غابةِ الانثى
وأنهارِ الكروم
ومن الفيروزياتِ واللوحاتِ والرحلاتِ
ودعابات الجنون واللاجدوى
يسرقُها في كلِّ الاوقاتِ والاحوالِ
لأنها سببُ بقائهِ
وخلاصهِ المُمكن .

إنَّهُ دائماً
هائجُ الجسدِ
وهائجُ الخيالِ
في مراياه
وفي جنونهِ المُحْتَمَل
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى