د. رمضان الصباغ - التقويم الأخلاقي والديني للشكل في الفن..

لم يكن الاهتمام بالدور الأخلاقي والتربوي للفن ينصب على المضمون فحسب , بل كان الشكل , سواء في التصوير أو الموسيقي بصفة خاصة وسائر الفنون بصفة عامة , ذات أهمية بالغة .
وقد اهتم الفلاسفة ورجال الدين بتقنين الشكل على أساس تأثيره الأخلاقي , والديني وحاولوا وضع ضوابط محددة تحد من التجديد أو التطوير في الشكل .

وفي فقرة تتصل بالدين والأخلاق رأى كونفشيوس أن موسيقي تشنج change منحلة وشهوانية وموسيقي سونج sung ناعمة تبعث في النفس الطراوة والميوعة وموسيقي واى weiسهلة متكررة وموسيقي تشي i ch خشنة تفسد أخلاق الشعب , لذا فليس من اللائق استخدامها في القرابين والتضحيات (1) .

وقد عمد المصريون القدماء في فترات طويلة إلي استقرار القيم الجمالية في الفن خشية تاثير التجديد والتغيير تأثيراً سلبيا على الحياة الروحية . فقد رأى "فيثاغورس" أن كبار كهنة فرعون كانوا يحتجون بشدة على تجديدات أساطين العزف . وكان من رأيهم أن التعبير الفني مصطنع وأنه بالتالي خطر على الحياة الروحية والعادية للأمة (2) .

ونجد أيضاً أن "الاسبرطيين" قد حظروا الخروج على الشكل الموسيقي المتبع وكانت توقع عقوبات رادعة على من يخرج على التقاليد الموسيقية المرعية , حتى أن مجلس القضاء الأعلى Ephori أوقع عقوبة شديدة علي ترباندر Terpander فحرمه من صنجه عارضا الصنج على الجماهير لتصب عليه جام غضبها لأنه قد أضاف علي الآلة الموسيقية وترا واحدا بهدف تنويع الصوت وجعله أكثر متعة (3) .

وقد اهتم "الفيثاعوريون" بالموسيقي ، ورأوا أن العناصر المكونة للموسيقي هي الأعداد على أساس أنها الماهيات المكونة للطبيعة , وجعلوا للأعداد صبغة أخلاقية وبالتالي ربطوا بين الشكل الموسيقي وبين التأثير الأخلاقي (4) .
أما "سقراط" فقد عزا إلي الموسيقي القدرة على تشكيل نفوس الصغار وإعدادهم للحياة , وأنها – أي الموسيقي – تستطيع ضبط أوتار النفس بحيث تنسجم مع نفس النموذج المتغلغل في سلوك الأجرام السماوية وفاعليتها (5) .

وقد ربط "أفلاطون بين التوافق والانسجام في الفن , وبين الانسجام في النفس الإنسانية وتوافقها . فلقد تساءل عما إذا كان هناك تالف بين الانسجام الفني الأخلاقي , وأجاب بأن الفنان يركب كل شيء في نظام وأن الانسجام يسود هذا النظام حتى يكون متسقا , ثم تساءل :

هل نموذج الخير هو ما يجب أن نجد فيه التشوه وعدم النظام مسيطرا , أم أنه ذلك الذي نجد فيه الانسجام والنظام ؟

وأجاب أفلاطون بأن الحياة الأفضل لديها البناء الشكلي المشابه للعمل الحسن التزيين في الفن وفي كلمات يعزوها إلي "بروتاغوراس" protaguras يقول : حياة الإنسان في كل جزء منها تحتاج إلي الانسجام والإيقاع The Life of man in every part has need of harmony and rythm وقد وصل هذا الاعتقاد خطواته عبر القرون التالية حتى عصرنا الحاضر (6) .

وقد رأى أيضاً أن جمال الأسلوب والانسجام harmony والرشاقة والإيقاع الجيد إنما تتوقف جميعا على بساطة النفس التي تتصف بها روح تجمع الخير والجمالGood and Beauty لا تلك البساطة التي تعبر عن الحمق والبلاهة (7) .

وهكذا نجد أفلاطون قد انطلق من فكرة فلسفية هي "بساطة النفس" ثم أسس عليها هذا اللقاء بين الشكل والمغزى الأخلاقي للفن . وقد أكد أيضاً أن الألحان تخضع لمعايير محددة حتى تكون معبرة عما هو خير 0 فوضع المعايير التي يجب أن تتبعها الألحان في التعبير عن رجل شجاع خاض معركة , أو رجل منهمك في سلام وحرية بعيداً عن الناس مبتهلا إلي الله بالصلاة ويتصرف في كل أموره بحكمة واعتدال (8) .

كما يؤكد "أفلاطون" على طغيان المضمون علي الشكل , فما الشكل إلا تعبيراً عن أفكار أو مفاهيم أخلاقية , فالألحان والإيقاعات مجرد قوالب تكيفت للكلمات التي تعبر عن الاعتدال والشجاعة في الحياة (9) .

وقد ربط "أفلاطون بين "الخير والجمال" علي أساس أن النظام والتناسب والانسجام هي الأسباب الأولي لجمال الأشياء , وفي نفس الوقت , هي مبعث الخير في الأفعال الخيرة , فالالتقاء بين الجمال الأقصى والخير الأقصى يكون عن طريق الاتحاد , لأنه رأى استحالة ألا نبلغ الخير عندما نبصر الجمال (10) .

وقد ربط "أفلاطون" بين المقامات الموسيقية وبين المفاهيم الأخلاقية , فنجده في فقرة من الكتاب الثالث في الجمهورية يدعو إلي استبعاد المقامين الايوني ionian والليدى Lydian من الدولة لأن فيهما ميوعة وتخنثا يبعث على الانحلال في الأخلاق 0 أما المقامان الدوري Dorian والفريجى phrygian اللذان يتميزان بروح عسكرية فمن الواجب استبقاؤهما 0 وهكذا بدأ أفلاطون في تشييد مذهبه في الفلسفة الجمالية للموسيقي بأن عزا إلي المقامات الموسيقية Modes اليونانية صفات أخلاقية , وانتهي في محاورة "القوانين" إلي نتيجة مشابهة لتلك التي رأيناها عند "كونفوشيوس" (11) , فقال : أن الإيقاعات والموسيقي هي – بوجه عام محاكاة للخلال الطيبة أو السيئة في الناس (12).

وقد نسب أفلاطون إلي آلة الناي flutes أنها ذات قدرة خاصة على الغواية وأن الآلات المتعددة الأوتار تبعث الاضطراب في نفوس السامعين , وكان يعتقد أن الليرا lyra التقليدي والصنبح ومزمار الرعاة هي الآلات المأمونة أخلاقيا خاصة في تعليم الصغار (13) .

أما "ارسطو" فقد رأى أن الموسيقي "الدورية" أكثر الأنواع جدية ورجولة وذلك لأنها تتناسب مع القول بالوسط العدل , وأن "الناي" يقتضي مهارة فائقة , ولا يعبر عن الصفات الأخلاقية , بل هو مثير أكثر مما ينبغي , كما أن حيلولة الناي دون استخدام الصوت البشري يقلل من قيمته التعليمية (14).

وقد تابع اللاّحقون "لأرسطو" وأفلاطون آراءهما في الفن عموما , والموسيقي , لاسيما ما يتعلق بتأثير المقامات والإيقاعات الأخلاقي 0 فنجد أن "ارسطو كسينوس" " تلميذ ارسطو" لم يكن شديد الحماسة للتجديدات الموسيقية في عصره . فقد شكا من أن أكثر الأعمال الموسيقية الجديدة قد فقدت جديتها وبساطتها , وإن كان قد حاول تجنب التفسيرات الأخلاقية والرياضية الخالصة للموسيقي .

أما "الرواقيون" فقد يذكرون – على حد قول "هويسمان" – كما لو كانوا افلاطونيين شديدي الطاعة , فقد أكدوا على الفائدة الأخلاقية للشعر , لبراءته وأنه قد يكون الفلسفة الحقيقية , وأكدوا على العلاقة بين الإيقاع الشعري , والأسلوب وبين المفاهيم الأخلاقية (15) .

وقد اتفق كونتليانQuintilian (35م.ق) مع معاصره "سنيكا" في الإعراب عن قلق المثقف الروماني على موسيقي عصره , فقد قال بأن الموسيقي التي أود أن أراها تعلم ليست موسيقانا الحديثة , التي أفسدتها الألحان الحسية التي تشيع في مسرحنا المخنث , والتي قامت بدور غير قليل في القضاء علي البقية الباقية من خشونتنا وصلابتنا (16) .

وقد ترددت هذه الأفكار في العصور الوسطي , وامتدت حتى عصر النهضة وإن كانت قد أخذت صبغة دينية , فنجد ترديدا لرأى "أفلاطون" عن المقامات الموسيقية لدي كاسيودورس Casiodorus (485 – 580 ) الذي يقول بأن المقام الدوري Dorian يؤثر على العفة والحياء , واتفق مع "أفلاطون" على أن المقام الفريجى يستفز الرغبة في النضال ويثير الغضب , أما المقام الأليوني Aeolian فأنه يهدئ عواصف النفس وينزل الكري في أجفان النفس الهادئة , أما المقام الرابع وهو الاياستي Lastic فأنه يجعل البصيرة الخاملة حادّة , ويجعل الذهن الدنس يتطلع إلي الأمور السماوية , أما المقام الأخير وهو "الليدي" فقد رأى فيه أسلوبا موسيقيا ذا قيمة علاجية (17) .

وقد رأى "القديس اوغسطين" تشابها بين النظام الموجود في الموسيقي والنظام الأخلاقي , وأيد النظرة الأفلاطونية للموسيقي القائلة بأن الأنغام الموسيقية تعبر عن الانسجام النفسي , مؤكدا وظيفتها الأخلاقية , كما وضع آباء الكنيسة معايير أخلاقية تحدد الشكل الموسيقي , وإن كانوا قد ارتكزوا على التراث اليوناني , والعبراني مع ربطه بالعقيدة المسيحية 0

وقد كان اعتراض الكنيسة على الموسيقي "البوليفونية" في القرن السادس عشر لتأكيدها على الجانب الدنيوي , ولتجاهلها للكلمات .

وإذا كانت الموسيقي قد حظيت بالدور الأكبر في أوروبا من حيث محاولة إخضاعها للتقنين الأخلاقي , فإن ذلك يرجع إلي انتشار الموسيقي بشكل واسع بين الشعوب الأوروبية , ودورها الهام سواء في المرحلة اليونانية والرومانية , أو في الفترة التي انتشرت فيها المسيحية .

أما بالنسبة للبلاد الإسلامية فإننا نجد محاولة التقنين قد انصبت على التصوير وذلك للأهمية الدينية , أما الشاعر فقد كان الطريق المرسوم له هو الانسجام مع الدور الأخلاقي والتربوي ولكنه كان كثيرا ما يخرج عن هذا الدور سواء لأدوار أخرى موازية له أو متعارضة معه , ولم تكن الجزيرة العربية قبل الإسلام موئلا للفن التشكيلي , فقد كانت التماثيل التي تصنع , إنما تصنع من أجل العبادة , ولم يكن يقصد أن تكون ذات طبيعة فنية , كما كان شأنها في مصر القديمة أو اليونان . وقد كان لهذا الأمر تأثيره عندما جاء الإسلام وخشي على المسلمين أن تؤثر عليهم هذه التماثيل أو الصور أو تذكرهم بالجاهلية .

فلم يعالج الفنانون المسلمون نحت التماثيل على النحو الذي كان عليه الفن اليوناني والروماني وغيرهما من الفنون التي عنيت بعمل التماثيل وأغلب ما رأيناه لهؤلاء الفنانين المسلمين هو عبارة عن نقوش بارزة إلي جانب قلة قليلة من تماثيل الجصّ جاءت أدني كثيراً من التماثيل اليونانية والرومانية , كما أن المسلمين الأوائل لم يقدّموا لفناني البلاد التي فتحوها تقاليد أو أساليب فنية يمكن أن يسيروا على نهجها في البداية ولكن ما لبث أن تشكل أسلوب متميز خلال العصر العباسي علي غرار ما ظهر على جدران سامراء (18) .

وقد وقف المسلمون ضد نحت التماثيل , خاصة ما يمثل الشخوص الإنسانية , وكان ذلك على أساس تفسير ديني للشكل الذي تتخذه التماثيل مما أدي إلي الاتجاه إلي الزخرفة الخطية والهندسية والتوريقية , وقد كان ذلك وليد فكرة محددة عن العالم والحياة , عن الإنسان والله . وتستند هذه الفكرة إلي أن الله هو كنه الوجود , منه بدأ وإليه ينتهي , هو الأول والآخر , والظاهر والباطن ز ولذا فإنّ المسلم ينظر إلي أعماق الآدمي أكثر من النظر إلي مظهره الخارجي وطبيعته المادية , وهو يستهين بالعالم المادي ويجعله عرضا زائلا , ومتعة فانية . وبناء على هذا كان فن "الأرابيسك" أكثر الفنون ازدهارا لدي المسلمين وهو الفن الذي تجتمع فيه الزخرفة العربية بالإضافة إلي فن الكتابة الخطية , والتحوير والتلوين (19).

وقد كان الاتجاه إلي اشتقاق الفن من النبات , سواء كان من ساقه أو ورقته بالإضافة إلي ما يقوم بها الخيال الهندسي والإحساس بالتناسب الزخرفي للأشكال إنما نتيجته لتجنب تصوير الإنسان – ومحاولة لتجريد المفاهيم الدينية , والخلقية .
كما أن بعض الصور التي أنتجها الفنانون المسلمون قد اتجهت إلي الجانب الوعظي . وتتمثل في العظة الهادية والعبرة المرشدة والنصيحة الموجهة .. وكذلك الجانب الذي يمس الجنة ترغيبا والنار تهديدا ووعيدا (20) .

وقد لعب الشكل دورا خطيرا في ذلك ، وكان تحديد الفقهاء للشكل ذا أهمية كبيرة بالنسبة للفن الإسلامي , فقد انصب التحريم على الشخوص الإنسانية , وذلك سواء في النحت أو التصوير , لأن هذا كان يرتبط بالأصنام التي كان يعبدها المشركون , كما كان التحريم يحظر تصوير الجسد الإنساني في صور مخلة بالآداب , أو تتضمن الإثارة الجنسية ولذلك نجد أن هناك افتقارا شديدا إلي تصوير المرأة , على عكس ما كان لدي عصر النهضة الأوروبية , حيث كان تصوير الجسم الإنساني بعريه وتجرده تعبيرا عن الانطلاق والتحرر من أسر الكنيسة , والتأكيد على إنسانية الإنسان .

ولكن يجب أن نشير إلي أنه رغم الأهمية التي أولاها المسلمون , بصفة عامة , للشكل في حذرهم للتصوير , إلا أن هذا لم يمنع من اقتحام بعض الفنانين مجال التصوير فيما يتصل بالرسول , وحياته على الرغم من المشادات الكثيرة التي جرتْ حول الإباحة والتحريم (21) .

لقد كان الاهتمام بالمغزى الأخلاقي للشكل , لدي المسلمين , ينصب علي أن هناك علاقة وثيقة بين المظهر الخارجي للصورة , أو التمثال تنبئ عن مضمون أخلاقي وديني محدد , ولذا كان الاهتمام بتجنب الأشكال الإنسانية – بشكل عام – تصويرا ونحتا في معظم الأحوال , وسائر الأشكال التي قد تشير إلي مشاركة الإنسان للخالق في صفة الخلق 0 وقد كان ذلك ذو اثر كبير على مستوي الفن لدي المسلمين . وإن كانت قبضة التحريم تشتد حينا , وتتراخى حينا أخر ز كما أنها كانت تختلف من مكان لآخر .

وهكذا نجد أن الشكل قد فسر (سواء في الموسيقي أو التصوير) لدي الفلاسفة (اليونانيين وفي العصر اليوناني والروماني) , ولدي المسيحيين والمسلمين من وجهة نظر أخلاقية – صرفة – كما هو الحال عند أفلاطون – أو أخلاقية مرتبطة بالدين كما حدث لدي المسيحيين في العصور الوسطي والمسلمين .
والجدير بالذكر أن هذا التفسير الذي يقتحم أخص ما في العمل الفني – وهو الشكل , ممثلا في الإيقاعات , أو الانسجام , والوحدة , سواء في الموسيقي أو ما شابه ذلك في الفنون الأخرى – يعتبر منافيا للموقف الجمالي الذي يتعامل مع العمل الفني بعيداً عما هو عملي 0 كما انه أدي إلي تأثيرات ضارة جداً بالفن , حتى أن كل ثورة كانت تحدث في الفن كانت بمثابة ثورة علي التقويم الأخلاقي والديني للشكل , مثلما حدث في عصر النهضة , حيث انتشرت الموسيقي البولوفينية , وأصبحت الكلمات المصاحبة للموسيقي أقل , وأحيانا تتلاشى , كما بدا تصوير الإنسان عاريا والاهتمام بالجسد الإنساني وتفاصيله , والكشف عن جمالياته . وكما حدث في العصر الحديث من اهتمام اغلب المدارس بالتجديد التكتيكي اكثر من الاهتمام بالمضمون الأخلاقي , بل وأحيانا التعارض والتضاد مع المفهوم الأخلاقي 0

ونحن نرى أن فرض قيود محددة علي التجديد في الشكل يعتبر عائقا أمام الفن والشاهد علي ذلك ما أوردناه من آراء "أفلاطون" والموقف من التجديد في إسبرطة "ومصر الفرعونية" فتقدم الفن رهين بالحرية وعدم وضع رقابة صارمة على الفنانين خاصة في مجال الشكل الفني


الهوامش

1- عن بورتنوى , ج : الفيلسوف وفن الموسيقي ترجمة فؤاد زكريا – مراجعة حسين فوزي – الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة – 1974 , ص ص 37 , 36
2- المصدر السابق : ص40
3- نفس المصدر : ص ص 43 , 42
4- نفس المصدر : ص ص 28 , 23
5- نفس المصدر : ص ص 33-35
6) Rader, M.&. Jessup, B. :Art and Human Values, Prentice – Hall,
New York, 1976, P. 225
7) Plato : The Republic and other work, tr. By. B. Joweth, Books
Archor Press, N. Y. 1973, P. 89
8) Ibid : p87
9) p. 88
10- هويسمان ، دنيس : علم الجمال (الاستاطيقا) ترجمة أميرة مطر – مراجعة أحمد فؤاد الاهواني دار أحياء الكتب العربية – القاهرة – 1959 – ص 18
11- راجع رسالتنا للدكتوراه (الأحكام التقويمية في الجمال والأخلاق – دراسة تحليلية مقارنة) كلية الاداب – جامعة الاسكندرية 1985م . ص 246 .
12- بورتنوى ، ج : مصدر سابق – ص 37 .
13- المصدر السابق : ص 41
14- أرسطو : السياسة – الفصل السابع من الكتاب الخامس – فقرات 1341 ب , 1342ب عن:
المصدر السابق ص ص 49 , 50
15) Beardsley, M.C. : History of Aesthetics, in Enc. Of
Philosophy, Vol. I, Free Pressm N. Y. P . 21
16- بورتنوى : مصدر سابق : ص 66
17- نفس المصدر : ص 92
18- عكاشة , ثروت : التصوير بين الحظر والإباحة – المختار من عالم الفكر : (1) دراسات إسلامية , بإشراف محمد يوسف الرومي , أحمد أبو زيد – وزارة الإعلام – الكويت 1984 – ص 273
19- المصدر السابق – ص ص 275 , 279
20- نفس المصدر – ص 288
21- نفس المصدر – ص 287

الصور التي تبدو فيها ملامح النبي واضحة مكتملة غاية في الندرة وترجع إلي فترة مبكرة , مثال ذلك الصورة الواردة بجامع التواريخ , في مستهل القرن الرابع عشر 0 وابتداء من القرن الرابع عشر , وربما قبل ذلك بقليل تميزت صور الرسول بهالة من النور وكأنها شعلة نورانية ، ثم بعد ذلك ، في أواخر القرن السادس عشر جري العرف علي رسم خمار على وجه الرسول لحجب ملامحه وربما لإرضاء أصحاب الرأي المتشدد مثل لوحة "الرسول وأبي بكر وعلي" من مخطوطة سير النبي , ومثل منمنه إسراء الرسول بمخطوطة "يوسف وزليخا للشاعر جامي , وبمخطوطة" خمسة للشاعر نظامي ويبدو فيهما الرسول فوق ظهر البراق والسماء صافية في زرقة أخاذة (راجع المصدر السابق – ص 286 0 والهوامش بنفس الصفحة)

د. رمضان الصباغ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى