أمينة عبدالله - بنات للألم.. شعر

النساء
عندما يملكن المال لإصطحاب رجل
لا بد أن يصغرهن بسنين عدة
ليصبح قادرا
على إبدالهن سنوات جمع المال
بلحظات عشق
هكذا
أتت أشياء جميلة فى أوقات غير لائقة.

النساء الجميلات
صغيرات الست اللائي يملكن الحيوية
يدفعن ثمنا با هظا
_يختفى بريق أعينهن_
للفوز بثري ...
يلعنَ أيامه
بعد بكاء طويل .

النساء المحتميات بالحدة
كرداء لستر عورات قلوبهن،
ورقتهن المفرطة
يمتن خاليات الوفاض
مفتوحة أيديهن
وأعينهن فى إستقبال الذى لا يجىء ولو لمرة
يمتن وحيدات
إلا
من حسرة إنفلات الشبق دون النشوة .

النساء اللائى حرمن الأنوثة
غاضبات على الطبيعة
كارهات بشدة استدارة القمر فى أثدائهن
يحملنها –الطبيعة –آلامهن الشهرية \ الحمل \الولادة الرضاعة ..
أشياء تظلمنا فيها الطبيعة
بقسوة أرملة
تقوى أبناءها بالألم
لتظل مشدودة الظهر ، مرفوعة الرأس.

النساء المحبات للثرثرة، وكلهن كذلك
يفتحن حوارا داخليا لا ينتهى
يشكين فيه جفاف الزوج وصمته
تحول أحلامهن الكبيرة ،
وإختصارها فى أشخاصآخرين
قد لا تكون بالنسبة لهم أكثر منمرحلة إنتقالية ،
ماذا يمتلكن هؤلاء النسوة جميعا ،
غير مؤانسة أنفسهن بالثرثرة
والبكاء أحيانا .

نساء يدركن خيانة ازواجهن
من رائحتهم
يغسلن ملابسهم بدموعهن الجارية
علَها تغسل الرائحة .
كلما بكت إحداهن زادت لزوجة الرائحة
يظهر فيها عرق إمرأة ما .
عندما تسأل إحداهن عما ينقصها كإمرأة
تكره كل ما يسعد هذا الزوج
-حتى لوكان طفلا –
فالطفل يضع المرأة المغدور بها فى تساؤل مستمر ...
طفل الزوج الخائن
طفلها أم ابن شهوة أخرى ؟!

النساء المدركات لخيانة أزواجهن
لا يؤجرن أرحامهن
ولا يستودعن فيها
ما ليس منها أبدا

نساء يكرهن العادات التى تجعل منهن
مجرد رحم
يستمنى فيه الزوج شهوته
بإمرأة أخرى ،
ويستغربن من العادات التى تقف ندا طاغيا
لتعاليم الرب .

نساء يتقبلن الأمر الواقع فى النهاية !

حينما تقابلا
بعد علاقات مريرة
لم يعطِ كل منهما شيئاً للآخر
قد سحبت
التجارب المدفوعة الثمن
رصيدهما كاملا .

البغاء المقنن
هذا الذى فعله رجال الدين
وفعلته الأوراق الرسمية
المسمى زواجاً
سجناً بلا عفو مشروط
أو إفراج مؤقت
أو حتى تسامح متبادل
هذا المسمى زواجاً
يمسخ ملامحك الشخصية
وينسخها فى خزانة أناس آخرين
لا تعرفهم جيداً
وبحاجة لأن تأمنهم
هذا
ما أعطى للعشاق شرعية وجودهم كأحبة
وأحقيتهم فى قلبك
طواعية .

عادة
لا يقرؤنى إلا غرباء ومسافرين
كأننا فصيلة واحدة
يشم أحدنا الآخر .
يتحول الشم، والرائحة لقريبين بينهما
تاريخ عائلى من المودات
حتى لو كانت مودات أعين فقط
تصنع بها الذاكرة البصرية،
علاقات فى حياتى :
(1)
رجل
أراه كل يوم عائدا بفطور أسرى
مرتديا بيجامة كستور وشرز صوف
حزينا منتكرار نفس الفطور ، لاعنا ً عجزه المستمر..
(2)
أحتفظ برجل
أراه صباحا فى محطة الترام
أراقب عذابه لحب فتاة صغيرة من طالبات المدارس
وأسعد بخجلها الصباحى – كان نديا –
وجدتْ نعيه معلقا دون ذكر زوجة أو أولاد
كان حبه لها عائلة
وجدتُ صاحبة الخجل الندىَ
محجبة .

لا بد لى من الخروج
وعدم التواجد فى أماكن تجمع الغرباء
أو عودة المسافرين
لا بد لى من إخفائى
فأنا حنينهم الدائم
لن أترك شيئا فى ذاكرتهم من الآن .

نحن النساء
اللائى قهرن بالأسماء الذكورية
فى بطاقات الهوية
لا بد لنا من الإقتران برجل ما
أب
-لا يشترط أن يكون رحيماً –
زوج
-عادة لا يكون محباً-
الإقتران بهما ليس صدفةً،
ولزيارة الله
الذى خلقنى أنثى
لابد لى من رجل
حتى لو كان إبنا أو زوج بنت
الله
يخشى لقاء النساء الوحيدات الوحيدات .

لماذا
لا يفكر الدين فى إمرأة
غادرها زوجها
برفقة أم ليكون محرمها
ويحرم إمرأته
لماذا
يكون الدين عدوانياً على المرأة ؟

سلام ٌعلينا
طوبى لجروحنا
من ثقب الأذن
الختان
غشاء البكارة
الحمل
الولادة
الرضاعة ..
سلامٌ علينا بحجم النزيف .

لاأكره الحيض
بيد أنه ينقى دمى
ويجعلنى ملكة
كل شهر.

لماذا
لا يحنو الرجل إلا ليلا
ولا يتذكر كتف إمرأته
إلا قبيل المضاجعة

لماذا
يفعل الرجال الجنس
ولا يدركونه ؟

عندما
يصبح الجنس واجب يومى
يفقدنا الدهشة
لا نستطيع استخدام كاميرا الروح
تكون اللقطة هنا
لمصور محترف
غالبا
يكون عدوانياً

لماذا
لا نلتقى إلا فى الحزن
هو الشعور الوحيد الذى نستطيع جميعا
التعبير عنه بطلاقة
بتفاصيل مشتركة
حتى الحزن
عند الرجال عادة جنسية .

يشغلنى كثيراً
أن الله إمرأة محبة
فهى القادرة فقط
على خلق كل هذا الجمال من عدم
وهى القادرة
على فعل الولادة
كل ما هو باعث للحياة أنثوى
حتى ماء الرجال بصفته المائية
ولونه النسوى
أنثوى .
أنتم أيها الذكور
اللائى لا يعبدون المرأة
لكم من اللعنات ما يرسلكم
للوحدة بطائرة أسرع من الصوت .

مالنا نحن النساء
بتقبل كل هذى الهزائم
آلام الطبيعة،
خوف الله من الخيانات الصغيرة التى تهدد عرشه
وتسعد نسوة بقدرتهن على العطاء.

حين تموت النطف بداخلنا
علينا شكر الله
لتذكره الرحيم لنا
فهل يتذكرنا فى السراء
ويترك لنا نحن النساء قدرة الإنجاب
كل وقت ؟

لا توجد علاقات حقيقية
بين الأجنة والرجال
الرجل يودعها فقط
أما الأرحام الحاضنة
فهى العالم الحقيقى
هى ما تذكره "دالى" ويعيش فيه
الفن بدقة

أرحام الأمهات بهجة العالم .

النساء اللواتى على الفطرة
يمثلن الخطر الأكبر على الكذب اليومى
يعشقهم الرجال ويأمنوهم لأبعد الدرجات
بل ويقتنعون بأحقيتهن المطلقة فى الحرية
والتعبير عن أنفسهن بطلاقة
وعند الزواج
نفس الرجال يديرون أوجههم بمنتهى الحزم
للبحث عن سيدة خربة يدعون
على أنفسهم أنها
بلا تجربة
قد تكون النساء اللواتى على الفطرة
خاسرات هنا
ولكنها حكمة الأيام تودعهن الفطرة والأمومة
والذكاء الإجتماعى
وتسلبهن الإستقرار
حفاظا
على سمعة ذلك الاله
بالإكتمال .

النساء المطرزة أرواحهن
بالوشايات
وأعمال السحر الأسود
يستطعن إخفاء سوء الطوية
ويتزركشن بالألوان الزاهية
يستطعن الحصول على متطلباتهن
كما يبغين بالتحديد
هؤلاء النسوة
بالرغم من المكاسب الملموسة
يقضين ليلهن فى خواء
يبكين بكاء أشبه
بعواء جروح لا تلتئم .

النساء الفراشات
يتمتعن بخفة الأرواح، والذكاء الفطرى
وحدس يمثل خطرا كبيرا على رجال مقهورين
رجال ينامون فى حمى ذلك الجناح الرقيق
ويهابونه
ويدركون كل الحسابات المنطقية لخبرة النساء الفراشات
وعندالمحك
يفرون بقسوة الفرار من أسد لا من فراشات ملونات الأرواح، والأجنحة
هؤلاء النسوة الفراشات
يفزن بالإتساق الذاتى
والوحدة الأبدية .

النساءالأحلام
يطفن حكايات النوبيين عن "البراسى"*
يستجبن لنداءات سفلية للمحبة
لا يقدرها إلا
أولُوا العزم.
النساء الأحلام
يتحولن لطعم الألوان
وباكتمال البدر يمتلكن الأنوثة الشفافة
النساء الأحلام
هولاميات الملمس، عابثات القلوب
كسيرات النفوس
فى انتظار دائم
لعودة الراحلين إلى الشمال .

*البراسى هى ظاهرة طواف روح أحد التوامين متمثلة قطا غالبا يكون أسود.


المرأة اللغز
ممنوع الإقتراب أو التصوير
تكتب عنها وكلك حذر
فهى الأقرب
لإنفعالات الرجل الشرقى
المرأة اللغز
مخلوق غير متاح للأقربين
أيسر من تعقيدات البلاغة
وبناء الشعراء
وأحلام الموسيقيين الصغار،
هذى المرأة
تتحول إله للمودات التى
ينكرها الجميع

امرأة واحدة
فى كل عصر
تلك التى يراها الناس مدينة مترامية الأطراف
ومتسقة الأرواح.
امرأة واحدة
يتناثر منها عطر نساءأخريات
تحمل فيها سذاجة النساء وقدرتهن المفرطة
على الضعف
وتملك نفس المرأة شجاعة المستأسدة
هذه المرأة بلا شك
ظاهرة ملغزة

هذه المرأة .....
أنـــــــــا .
  • Like
التفاعلات: سلمى الزياني

تعليقات

كل التضامن مع الشاعرة أمينة عبدالله ضد ما نسب إليها من تهمة ازدراء الأديان، وضد ما تتعرض له من متابعة، وتضييق على حريتها الشخصية

بعد إقدام احدى المحاكم المصرية في سابقة غريبة من نوعها بفصل الدكتورة منى البرانس استاذة الادب الانجليزي من العمل بالجامعة المصرية، لنشرها فيديو تظهر فيه وهي ترقص على سطيحة بيتها، لأن الدولة لا تملك رقابنا فحسب، بل تملك حتى الروح والدم، ها هي الشاعرة أمينة عبدالله تمثل للتحقيق معها بتهمة ازدراء الأديان، عن هذه القصيدة التي نشرت سنة 2019.. وذلك على اثر بلاغ من احد الأصوليين الذي بدل ان يناقش القيمة الفنية والجمالية للنص يحشر خيشومه بين الكلمات، ليبرهن عن تفاهة وعقم الفكر السلفي. علما بأن النص لا أثر فيه للتعرض للأديان بقدر ما يتضمن من انتقادات للفكر الذكوري ووضع الأنثى في المجتمع الشرقي، على شكل بيان شعري ضد استغلال ظاهر الدين لامتهانها واستعبادها

ونقول للسادة القضاة والمحققين الموقرين، لأن من بينهم كتاب وشعراء جهابذة ومتنورين، ولنقاد الادب والشعراء والفقهاء المحترمين بكافة حساسياتهم، أين محل ازدراء الاديان في هذه القصيدة النسوية، بل اين الجنس ايضا؟!!
ام ان انتقاد رجال الدين والمتدينين الطلاميين وتحقيرهم وازدرائهم خط احمر لا يمكن الخوض فيه..
أم ان القضاء العادل، وحرمة العدالة تطمح لاستنساخ محاكم التفتيش القروسطية من جدبد إرضاء لهذه الشرذمة من الشيوخ المتزمتين والحاقدين؟؟!!
 
أعلى