محمد علي الرباوي - نَــحْــــنُ بـــخــــيــر.. شعر

نَحْنُ بِخَيْرْ
مَا زَالَتْ أَعْيُنُنَا كَالْأَمْسِ مُعَلَّقَةً كَالْخِرْفَانِ الْمَسْلُوخَةِ قُدَّامَ الْمَتْجَرِ هَذَا أَوْ ذَاكْ.
مَازِلْنَا نَتَزَاحَمُ كَالنَّمْلِ عَلَى أَرْصِفَةِ الْمَقْهَى وَأَمَامَ شَبَابِيكِ الْمَسْرَحِ حَيْثُ تُقَدَّمُ أَطْبَاقٌ مِنْ أَفْلَامِ الْجِنْسِ ٱلقَارِسْ
............................................
نَحْنُ بِخَيْرْ
فَشَوَارِعُنَا تَسْتَقْبِلُ كُلَّ مَسَاءٍ أَحْدَثَ أَنْوَاعِ الدَّرَّاجَاتِ وَأَحْدَثَ أَنْوَاعِ السَّيَّارَاتِ وَأَحْدَثَ أَنْوَاعِ الْأَزْيَاءِ نُدخِّنُ أَحْدَثَ أَنْوَاعِ التِّبْغِ وَمِنْ سَبْتَةَ نَسْتَوْردُ أَحْدَثَ أَنْوَاعِ الْخَمْرْ
نَحْنُ بِخَيْرْ
نَحْنُ بِخَيْرْ
فَٱلْمُوسِيقَى الصَّاخِبَةُ الْإِيقَاعِ تَفَجَّرُ مِنْ كُــلِّ الْأَصْقَاعِ وَتَمْلَأُ آذَانَ الْإنْسَانِ العَرَبِيِّ فَتَأْخُــذُهُ النَّشْوَةُ نَحْوَ عَوَالِـمَ لَا تُدْرِكُهَا الْأَبْصَارُ وَيُدْرِكُهَا العَرَبِيُّ الْمَجْنُونْ
نَحْنُ بِخَيْرْ
.........................................
نَحْنُ بِخَيْرْ
فَوَكَالَاتُ الْأَنْبَاءِ بِصَوْتٍ عَالٍ تَخْتَرِقُ السَّاعَةَ كُلَّ ٱلْأَجْوَاءِ الْمَمْنُوعَهْ
تَتَسَلَّلُ دَاخِلَ أَعْيُنِنَا الْمَقْمُوعَهْ
ثُمَّ تُرَدِّدُ: إِنَّ الْأَقْصَى
تَرْقُصُ فِي سَاحَتِهِ أَلْسِنَةُ النَّارْ
هَذَا النَّبَأُ الْمَسْنُونُ
ﭐلنَّبَأُ القَتَّالُ
ﭐلنَّبَأُ الْجَبَّارْ
زَرَعَ الدَّهْشَةَ فِينَا حَتَّى كِدْنا نَغْضَبْ
فَلِمَاذَا تَرْتَجُّ شَوَارِعُنَا مَادَامَ الْمُجْرِمُ لَيْسَ يَهودِيَّا؟! فَٱقْرَعْ كَأْسَكَ هَذِي بِكُؤُوسِ الْأَصْحَابِ وَتَابِعْ سَهْرَتَكَ ٱلْحَمْرَاءَ فَنَفْطُ الصَّحْرَاءِ سَيَغْسِلُ وَجْهَ الْأقْصَى وَيُعِيدُ بِنَاءَ ٱلْأَقْصَى وَيُبَدِّدُ كُلَّ الْأَحْزَانْ
فَلِمَاذَا نَغْضَبْ؟!
نَحْنُ بِخَيْرْ
..........................................
نَحْنُ بِخَيْرْ
مَا دُمْنَا نَتَنَازَلُ عَنْ كُلِّ
أَقَالِيمِ تَوَارِخِنَا الْمُورِقَةِ الْأَشْجَارْ
مَادُمْنَا نَفْتَحُ للْفَاتِحِ بَابَ الدَّارْ
وَأَمَامَ صَهِيلِ عَسَاكِرِهِ قَامَتُنَا تَنْهَارْ
نَحْنُ بِخَيْرْ
نَحْنُ بِخَيْرْ
مَادَامَ دَمِي وَدَمُكْ
نَهْراً لَا يَعْرِفُ أَبْعَاداً
نَهْراً يَتَدَفَّقُ فِي كُلِّ جِهَاتِ العَالَمِ
نَهْراً صُدِّرَ فِي أَكْيَاسِ الفُوسْفَاطِ
تَحَوَّلَ آبَارَ مِدَادٍ تُطْبَعُ أَوْرَاقُ الدُّولَارِ بِهِ
لِتَلَأْلَأَ فِي الشَّرْقِ الضَّائِعِ
أَوْ فِي الغَرْبِ الشَّاسِعِ
وَاجِهَةُ الْمَتْجَرِ هَذَا
أَوْ ذَاكْ
نَحْنُ بِخَيْرْ
نَحْنُ بِخَيْرْ..نَحْنُ بِخَيْرْ..نَحْنُ بِخَيْـ......
هَذِي جَمَرَاتٌ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ جَوْفِ الشَّعْبِ الغَاضِبِ لَمْ تَخْرُجْ إِلَّا مِنْ أَدْغَالِ عَوَاصِمِنَا الْمُتَعَدِّدَةِ الْأَلْوَانِ ٱلْوَيْلُ لِهَذِي الْأَدْغَالِ مِنَ الشَّعْبِ الْجَائِعِ مِنْ هَذَا الرَّاقِدِ كَالنَّهْرِ ٱلْمُتَجَمِّدِ منْ هَذَا الْمَارِدِ هَذَا الْمَكْبُوتِ إِذا وَهَجُ الْإيـمَانِ تَأَجَّجَ فِي كُلِّ خَلَايَاهُ فَـﭑجْهَرْ يَا شَعْبِي الْمُسْتَضْعَفَ بالْحَقِّ ٱلقَاتِلِ وَﭐعْتَجِنِ الْأَغْلاَلاَ
كُنْ إعْصَاراً يَقْلَعُ هَذِي الْأَدْغَالاَ
وَإِذَا قَالُوا نَحْنُ بِخَيْرٍ قُلْ: لَا. لَا

وجدة: 11/11/1982

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى