نامق سلطان - طبيعيةٌ جداً.. شعر

لأنكِ طبيعيةٌ جداً
يمكن أن تكوني شجرةً
تلوذ بثيابكِ عصافيرُ هاربةٌ من المطر
ويحفرُ على جذعكِ عشّاقٌ صغارٌ أسماءهم
وقد تكونين قوس قزح يظهر فجأةً
ويختفي
دون أن يترك أثراً على حقول القمح
ولا على مصائرنا السائبة
سوى أننا نبقي نتذكركِ في مواسم الجفاف
وقد تكونين نسمةً تأتي بروائحَ بريّةٍ
من أماكنَ بعيدةٍ
ثم تنقلبين، فجأةً، ريحاً عاصفة
عندما تحاصركِ البذاءاتُ في الطريق
أو تشعرين بأن النحس يطاردكِ
وأنت تركضين من صيدليةٍ إلى أخرى
تبحثين عن مرهمٍ لعلاج حبِّ الشباب.
*
ولأنكِ طبيعيةٌ جداً
أكاد لا أميّزُ بينكِ وبين صخرةٍ
يحاولُ البحرُ أن يدفعها إلى الشاطئ
بينما هي لاهيةٌ عن رعونتهِ
تفلّي شَعرهُ بأصابعَ ناعمةٍ
كمن يروّضُ حصاناً جامحاَ
أو ينوّم طفلاً.
*
هكذا يمكنُ أن أفهمكِ
وأزيل الغموض الذي باعد ما بيننا
لكنّ الوقت تأخّر الآن
وعلىّ أن أغفو قليلاً
كي أحلمَ بكِ
وأنتِ تركضين نحوي
وتضحكين بصوتٍ عالٍ
وقد نسيتِ زرَّ قميصِكِ الأعلى
مفتوحاً
فأنتِ طبيعيةٌ جداً
حتى في الأحلام.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى