أيمن مارديني - بأي آلاء الموت تصدقون.. شعر

وصيتي لكم:
آن يزورني الموت
أن يمسح فمي بورق الريحان
حتى تخرج روحي عَطِره.

‏قال لي الموت سرا:
من يموت أولاً ، يُبعث أولاً.

الموت،
ورقة تسقط عن شجرة
ولا تصل إلى الأرض أبداً .

الموت الذي يصل متأخرا
أكثر حضورا

ترى الموت
يعاني من
الأرق مثلي!

عندما كان الموت يمر سريعا
من هنا،
تعثر بحجر في طريق
وسقط وحيدا

ترك الموت عطره
في سهرة الهواء.
وعند الصباح
مات الهواء.

عندما قرأ الموت
رواية ميشيما " القناع "
أعلن اضرابه عن قبض
أرواح المنتحرين.

المنتحرون هم
السكان الأصليون للجنة.

ترى رائحة الموت
هي خياله،
أم سراب العابرين
نحوه؟

يتجعد وجه الموت
بمرور الوقت أيضا
ولكنه لايموت أبدا.
هي اللعنة

بعدما داهم الموت
مقبرة المدينة
خرج متأبطا
عنق وحدته.

هي الطلقة أنا
بريء منها الى يوم النفير.
هذا خليل حاوي
لم أقابله يوما.
هو اختار طريقا
آخر لا علم لي به.

هو الانتحار فلسفة الناجين
من الحياة عنوة.

ترى، عندما يذهب الموت الى
المذبحة، يسأل نفسه يقبض
روح من أولا؟

واذ دقت الساعة؛
سقط الموت في الحسرة:
هي البطالة لامحالة.

الموت نبي
بلا معجزات

في غرفة الانعاش
الموت يعاني أيضا
من ملل الانتظار.

وكان أن شاهد وجهه
في مرآة الحائط
قال له:
هل أنا هنا لأقبض روحك
أم أنت من أوكلك الله لي؟

عندما غادر السماء
في مهمته الأولى
ترك عند كل باب قطعة
من عتمة النور
حتى يعرف طريق العودة.

في كل يوم وعند
انتهاء ساعات عمله
يغسل يديه بنور القمر
هو القمر شاحب اللون دائما
في سماء الحياة.

في أرض ما هنا،
كل يوم يحتفل الموت
بعيد ميلاده.

عندما شاهد شارة سوداء
على جانب صورة داليدا
سقط في العجز
أمام الحياة في
صوتها.

أيمن مارديني
12/2018

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى