مزمل الباقر - المتضررون وحدهم يملكون حق الاختيار

- في مجزرة القيادة العامة بتاريخ 29 رمضان 1440هجرية ( 3 يونيو 2019م ) إستغل أولئك الذين إستباحوا أرض الاعتصام ( بعض من مليشيات الجنجويد وكتائب الظل وبقية الأجهزة الأمنية والشرطية ) إستغلوا وقوع الثائرات والثوار السلميين أسرى بين أيديهم بعد أن لجأوا إلى استراتيجية القوة العارية فعمدوا إلى الإنتهاكات الجسدية من قتل واغتصاب وحرق وإغراق في النيل ( لا فرق إن كان الواصلون للنيل أحياءاً أو موتى فالكتلة الصخرية التي قيدت بها اجسادهم المقيدة تضمن عدم النجاة من الغرق ). هذا غير الضرب بالعصي أو الجلد بسياط ( العنج ) في حالة إفلاتهم مما سبق سوف يتلقفهم إنتهاك من نوع آخر هو الإنتهاك اللفظي ( إذا جاز لي التعبير ) من احتقار وإهانة لثائرات وثوار ثورة ديسمبر المجيدة المتواجدون ( الصابنها ) في إعتصام القيادة العامة بوصفهم بألفاظ نابئة بذيئة أو بالتندر على ما جاء على ألسنتهم من هتافات وعبارات ثورية داخل أرض الاعتصام ( سقطت ما سقطت .. صابنها ) وغيرها.

- مع العلم أن الانتهاكات التي حدثت في مجزرة القيادة العامة، وما تلتها من أحداث، هي جزء من إنتهاكات ممنهجة أخرى حدثت بالتزامن في مدن وقرى أخرى منذ أن تطور حراكنا الشعبي من هبة فإنتفاضة ثم ثورة سودانية ثالثة أراد الله سبحانه وتعالى أن تشتعل شرارتها في شهر ديسمبر 2019م..( على سبيل المثال إنتهاكات بعض من مليشيات الجندويد وكتائب الظل وبقية الاجهزة الأمنية لمنطقة دليج الواقعة في محلية وادي صالح بولاية وسط دارفور).

- على ضوء ما سبق، في اعتقادي لا يحق لنا نحن كبقية الشعب السوداني الذي هب في مدينة نيالا في أوائل شهر ديسمبر للعام المنصرم، وقبل منتصف نفس الشهر بمدينة الدمازين. لا يحق لنا نحن السودانيون الذين انتفضنا في مدينة عطبرة بتاريخ 19 ديسمبر 2019م أو الذين ثرنا في أزقة وشوارع بقية القرى والمدن السودانية بعد ذلك التاريخ وحتى لحظة كتابة هذه السطور. لا يحق لنا نحن هذا الجزء الحي من الشعب السوداني الذي ثار ( بالإضافة لبقيتنا الثائرة في المهاجر وبلاد الغربة ) لا يحق لنا بصورة قطعية أن نطالب المتضررين (من أهل الدم أو ممن نجوا
من الموت في أرض اعتصام القيادة العامة أو في أي بقعة سودانية أخرى بعد مجرزة القيادة العامة ) لا يحق لنا نصح أولئك المتضررين بالقبول بالنموذج الرواندي .. لا يحق لنا ذلك بتاتاً .

- أهل الضرر وحدهم من يملكون خيار الصفح، مثلما يملكون بكل تأكيد خيار القصاص. غير ذلك نضم صوتنا ( فقط نحن الجزء الذي ثار من الشعب السوداني على آليات النظام القمعي للمخلوع عمر البشير أو انتهاكات بعض القوات النظامية وغير النظامية التي تتبع بصورة أو بأخرى لأفراد اللجنة الأمنية التي كونها المخلوع نفسه في آخر أيامه بالقصر الجمهوري ) نضم صوتنا لصوتهم أن أرادوا القصاص بأن ( لن ننسى ولن نغفر ) ونرفع عقيرتنا معهم بالصوت الجهير في شوارع الخرطوم وبقية القرى والمدن السودانية : ( الدم قصادو الدم .. ما بنقبل الديّة ) و( الدم قصادو الدم .. لو حتى مدنية).


مزمل الباقر

الخرطوم في 21 يوليو 2019م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى