سعد جاسم - هيئتُهُ الآن - شعر


هيئتُهُ ...
التي كانت فصلاً مثيراً
في كتبِ السيرةِ السريةِ
لنساءِ الاحياءِ القديمةِ

هيئتُهُ ...
التي كانت تُديرُ رقابَ ذوي الاعينِ الخائنةِ
وتثيرُ حواراتِ الغيرةِ والأختلافِ
بينَ لااصدقائهِ
واصدقائه الذينَ كانوا ينهونَ حواراتهم
بعداءاتٍ صغيرةٍ
وحروبٍ مختلفةٍ معهُ

هيئَتُهُ ...
التي كانت لاتُخيفُ أَيَّما كائنٍ
من كائناتِ المدينةِ
وكائناتِ الأريافِ
شوَّهتْها الحروبُ المفروضةُ
والحروبُ المفترضةُ
وخرَّبتْها حروبُهُ الشخصيةُ ..

[ كم يُحزنُهُ أَنَّ الحروبَ قد صادرتْ واحدَهُ
الذي لاواحدَ لديهِ من بعده ...
وتقاسمتْ واحدتَهُ التي كانت ممتلئةً ومثيرةً للاستفزاز ]

هيئتُهُ ...
خلاصتُها الآنَ :
* سحنةٌ متفحمةٌ
* عينٌ واحدةٌ
* نصفُ أَنفٍ
* أُذنٌ خرساءٌ
* ذراعٌ يتيمةٌ
* و... عكازٌ أَعمى ...

هيئَتُهُ ...
التي كانت لاتُخيفُ أيَّما كائنٍ
ولاتُخيفُ أيَّ شئ
أصبحتِ الآنَ :
* تُخيفُ زوجتَهُ وأطفالَهُ
* تُخيفُ مرايا غرفتهِ
* تُخيفُ دفاترَ ذكرياتهِ
* تُخيفُ قمصانَهُ المُطرّزةَ بفراشاتِ القُبَلْ
* أزهارُ حديقتهِ .. وحماماتُهُ الأراملُ
وطيورُ حبهِ القديم ... تُخيفُها أَيضاً ...
* وتُخيفُ اصدقاءَهُ الضاحكينَ في آلبوم الصورِ
وكذلكَ أَصبحتْ هيئتُهُ :

تُخيفُهُ هوَ الآخر

تعليقات

صديقي الشاعر البابلي المبدع سعد جاسم .. تحياتي واحترامي .

هيئته
هنا لا أستمتع فقط بقراءة حروف لها أبعاد ومعانٍ بل انا أقرأ الشعر النقي والنثر القريب ببساطته والقصة العاكسة لواقعنا الأليم ، قصيدتك هذي جمعت ماقلته سابقا بإحترافية وتقنية عالية خالية من الفذلكة والتفلسف .

أسلوبك يتميز بطابع خاص ، السهل الممتنع بصبغة لامعة وعمق انساني مغول حد الروح ..

طابت اوقاتكم بكل المنى ، دمت باحسن الأحوال والسعادات .. كل السلام .
 
الصديقة الشاعرة المبدعة : فاتن عبد السلام بلان
سلاماً ومحبّة

هالات من الشكر لك على كل كلمة في تعليقك المضيء ،
تعليق الشاعرة العارفة بالشعر وعوالمه واسراره واشراقاته وجمالياته

فرحي كبير بانطباعك حول نصي هذا
ورأيك باسلوبي الشعري

دمتِ بعافية وألق وابداع فاتن الرائعة
وردة جورية لك وتلويحة امتنان
 
أعلى