جعفر الديري - "صحابة نزلوا البحرين" للباحث بشار الحادي

كتب – جعفر الديري
أحصى الباحث البحريني بشار يوسف الحادي، في كتابه "صحابة نزلوا البحرين"، صحابة الرسول محمد (ص) الذين وفدوا الى البحرين، قدر الإمكان وبحسب ما تيسر من مصادر أتيحت لمؤلفه، وان كان رئيس جمعية الشورى عبدالرحمن إبراهيم عبدالسلام، يميل الى أن عددهم أكبر بكثير مما ذكر في الكتاب أو في غيره، مرجعا ذلك لحدود البحرين التي تمتد بمفهومها القديم من البصرة جنوبا وحتى عمان.
وفي ذلك يقول عبدالسلام: "ان الصحابة قد جالوا وصالوا في الجزيرة العربية وخصصوا في حرب الردة. فالجيوش التي بعثها أبوبكر الصديق (رض) لقتال المرتدين كلهم كانوا صحابة من المدينة المنورة ومن مكة المكرمة، بعثهم الى شرق الجزيرة حتى وصلوا الى عمان، وهذا يستلزم مرورهم بالبحرين للتزود بالزاد والعتاد على الأقل إن لم يكن بالرجال، ومن غير المتصور الوصول الى ساحل عمان انطلاقا من وسط الجزيرة العربية من غير طريق البحرين وذلك لعدم وجود مناطق مأهولة جنوب الجزيرة سوى حضرموت وهذه ممرها عن طريق اليمن".
رغم ذلك يبقى الكتاب محاولة ناجحة لم تسبق في إفراد كتاب خاص عن الصحابة الكرام الذين حلوا ديار البحرين.
يقول بشار الحادي: "اني لمّا رأيت كثيراً من البلدان تعصب أهلها وأظهروا مفاخرها، وجمعوا فضائلها ونشروا محاسنها بدخول الصحابة (رض) بلادهم أو التابعين أو العلماء أو الصالحين، حتى أرّخوا لذلك تواريخ حافلة وصنفوا فيها مصنفات جامعة، ولم أر أحدا - وللأسف - الشديد من مشايخنا ومشايخهم ولا مشايخ مشايخهم على كثرة التتبع والبحث قد صنف مصنفا في ذكر "الصحابة البحرين" على كثرتهم وشهرتهم، أو أرخ لهم تأريخا، أحببت أن أجمع في ذلك مجموعا على قدر جهدي وطاقتي مع قلة بضاعتي، وكثرة مشغالي وضيق وقتي.
وقد بدا لي جمعه حينما رأيت طلبة العلم عازفين عن هذه المهمة، ملقين بها خلف ظهورهم لضعف الهمة، لما فيها من المشقة والتعب، وطول البحث والنصب. ولم أقصد في مصنفي هذا استقصاء جميع صحابة البحرين وحصرهم، اذ إن هذه الصعوبات بمكان، وتطول معه الليالي والأيام. فاقتصرت على ما حضر، وأخذت بما تيسر، حتى ان قصرت فيه أي تقصير أو شذ عني شيء كنت في ذلك معذورا".
لجأ المؤلف في منهجه الى ذكر من وقف عليه من الصحابة خلال بحثه الذي أجراه على عدد من المصادر المهمة في كتب الصحابة كما في «الاصابة» لابن حجر و«الاستيعاب» لابن عبدالبر و«معجم الصحابة» لابن قانع وغيرها. ثم قام بترتيبهم على حروف المعجم، من الألف الى الياء، ثم ختم البحث بمن اشتهر بكنيته أو كان اسمه كنية وأسماه «باب الكنى» ذلك بالنسبة للرجال، أما النساء فلم يقف - كما يشير - على صحابيات من أهل البحرين، ويعلل سبب ذلك الى أنهن لم يفدن الى النبي (ص) في الوفود التي وفدت.
وترجم المؤلف لمن نزل البحرين من الصحابة حتى لو لم يكن من أهلها مثل من كانوا عمالا أو ولاة عليها، وعلل ذلك بأهمية هذا المنصب الذي تولوه في تصريف شئون البحرين، وهم جماعة من أشهرهم: أبان بن سعيد الأموي، الأحوص بن عبد أمية وكان عامل معاوية على البحرين، والربيع بن زياد الحارث وكان عامل أبي موسى الأشعري على البحرين، وعياش بن ثور وكان عامل عمر بن الخطاب على البحرين.
كتاب الحادي انقسم الى مقدمة تحدث فيها عن أهمية هذا الجهد، وإلى لمحة عن البحرين القديمة والحديثة حدودها وموقعها فذكر عن ياقوت الحموي في «معجم البلدان» أن البحرين «اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل: هي قصبة هجر، وقيل: هجر قصبة البحرين، وقد عدّها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة بعينها، وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة. كما ذكر عن الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في «التحفة النبهانية» ان البحرين اسم أطلقه العرب القدماء على مجموع البلاد الواقعة على ريف خليج البصرة الممتد منها الى حدود عمان، وكانت قصبتها مدينة هجر، أي الاحساء.
ثم تحدث عن القبائل التي كانت تسكن البحرين قبل الاسلام وذكر منها قبيلة عبدالقيس، قبيلة بني بكر بن وائل، قبيلة تنوخ. كما ذكر شيئا عن الديانات التي كانت في البحرين قبل الاسلام وهي: المسيحية، اليهودية، عبادة الأصنام، عبادة الخيل. ثم أعطى تعريفا للصحابي ومن ثم تحدث عن الشخصيات المترجمة في الكتاب مرتبين على حروف المعجم. وهم: أبان بن سعيد الأموي، أبان المحاربي، أثبج العبدي، الأحوص بن عبد أمية، إياس بن عبيس العبدي، جابر بن الحارث العبدي، جابر بن عبدالله العبدي، الجارود بن المعلى العبدي، جارية بن جابر العصري، جديمة بن عمرو العصري، جهم بن قثم العبدي، جودان العبدي، الحارث بن جندب العبدي، الحارث بن شعيب العبدي، حارثة بن جابر العبدي، حسان بن يزيد العبدي، الحكم بن حيان العبدي، حكيم بن عامر العبدي، خزيمة بن عبد عمرو العصري، خليد بن المنذر بن ساوى العبدي، الربيع بن زياد الحارثي، ربيعة بن خداش الصباحي، رسيم العبدي الهجري، الزارع ابن عامر العبدي، زيد العبدي، سالم بن حمير العبدي، سفيان بن همام المحاربي، السيد بن بشر بن عصمة العامري، شريك بن عبدالرحمن الصباحي، شهاب بن المتروك العصري، صباح بن العباس العبدي، صحار بن العباس العبدي، طريف بن أبان بن سلمة، عباد بن نوفل العبدي، عبدالرحمن بن أرقم العبدي، عبدالرحمن بن جابر العبدي، عبدالرحمن بن جندب العبدي، عبدالرحمن بن حيان العبدي، عبدالرحمن بن عباد العبدي، عبدالله بن جابر العبدي، عبدالله بن عوف العبدي، عبدالله بن قيس الصباحي، عبدالله بن همام العبدي، عتبان بن عبيد العبدي، عثمان بن أبي العاص، عقبة بن جروة العبدي، العلاء بن الحضرمي، عمر بن أبي سلمة بن عبدالأسد، عمرو بن شعيب العصري، عمرو بن عبدالقيس العصري، عياش بن أبي ثور، عياض بن زيد العبدي، عيسى بن عبدالله الصباحي، غسان العبدي، فضالة بن سعد العبدي، القائف بن عبيس الصباحي، قدامة بن مظعون، قيس بن النعمان العبدي، محارب بن مزيدة العبدي، مخربة بن بشر العبدي، معبد بن وهب العبدي، المنذر بن الأشوع العبدي، المنذر بن ساوى العبدي، منقذ بن حيان العبدي، نافع بن سليمان العبدي، النعمان بن عجلان الأنصاري، همام بن ربيعة العصري، همام بن معاوية العبدي، أبوخيرة الصباحي، أبوسنان العبدي، أبوعمر بن شييم العبدي وأبوهريرة الدوسي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى