بابكر الوسيلة سر الختم - ذكريات.. شعر

على قهوةِ جَدّتك الخضيرةِ ،
ذات صباحٍ قديمٍ ..
وأنت، بعدُ، لم ترشُفْ من البنتِ قُبلتَها
أيّة ذكرى
ستُخلِّف نهرًا من الظُّلمة في شفتيك ..
رائحةً ستُعاني
مع العشق عمراً بكاملهِ
كي تراها
على لحظةٍ وتَغيبْ
2
لابدَّ لهذا النهارِ
أن يراني ..
(أنا كاملُ الظلمةِ )
بي قمرٌ مُختفٍ في ذكرياتي ،
ومختلفٌ عن الأسرارِ ..
لكنّني أخشى عليَّ
من الأغاني ..
أخشى عليَّ من الليالي والقمرْ .
3
مَنْ سوف يقتلُني
عند أوَّل أُغنيةٍ أقولُ لها : أُحبّكِ ،
ومن سوف يشنقني ( حين أُنادي )
لكوني
رسولُ الضلالِ الجميل ..
ومَن سوف يرحمني من بلادي
سوى قطعةِ موسيقى ،
ومقطعِ بنتٍ ، وحيدةٍ ،
وهي تبكي على ولدٍ
في
شارعِ النيل ..
4
أتدبَّرُ حِيلةَ أنْ تُوقِعَني الذكرياتُ
في حُضنها ..
أنا الرجلُ المرجوُّ للحياةِ ،
المؤكَّدُ ، حتماً، بلهفةِ " إنَّ "
ِلترسيخِ معنى : أموت .
عِشتُ كثيرًا
ولمْ أرَ أيَّ شيءٍ
سوى مايتخيّلُه المرءُ عادةً
حين يُصادِفُ في وسَط العُمرِ
ناراً تؤجِّجه للعيشِ وسْط الرَّمادْ ..
أو تُقاتلُهُ قُبلةٌ في غَمرةِ الحبِّ ،
حتى يتمَّ المُرادْ ..
هكذا
أتدبَّر
حيلةَ أنْ أتمتَّعَ بالقُرب حيناً
وبالإبتعادْ .
5
يُشاغلُكَ الطفلُ وسْط القصيدةِ ،
(هذه فكرةٌ وهْيَ عادةْ )
يُشاغب لحظاتِكَ النادرة..
تقولُ له : أرجوك .. هذي قصيدة !
لكنَّك بَعد حينٍ
من لحظاتِ العبادةْ
تستغفرُ الذكرياتْ ..
تَقول لهُ : أنتَ أكبَرُ منّي
ومن خطأ فادحٍ يُسمَّى : الحياةْ
أحبّك أنتَ ،
تباً لهذي القصيدة..
وتباً لكلِّ الشواغلِ عنك ،
في فكرةٍ كافرةْ .
6
سيّدي : (ربما هوالعمرُ )
ليس بي مايُحبُّ
سوى فكرةِ الحبِّ فيَّ ..
أضأتُ حواليَّ
وأَظلمتُ ،
ظلمتُ نفسي ..
بسَّطتُ ليلَ الثقيلةْ
(الذكرياتُ التي لا بُدّ منها )
وعندي : الحياةُ جميلةْ
طالما في الرُّوح كأسي
وكأسي طويلةْ .
7
رجلٌ على حافةِ امرأة ٍ
يعيشُ على البناتْ ..
ماخافَ من أحد ٍ ،
لكنّهُ دوماً ..
يخافُ الذكرياتْ .
  • Like
التفاعلات: ماريا حاج حسن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى