سفبان صلاح هلال - يا هندسة..

الموضوع من البداية.. ومع ظهور الحداثة كان الهدف انتشال الشعر من موته المتكرر عن طريق حساسية جديدة .. وشاعت مصطلحات الحالة بدلا من التجربة.. وتفجير اللغة .. والانحراف الدلالي ...الخ
وجاء نتاج هؤلاء الستينيون .. والذين في معظم الاحوال لم تبعد تجربتهم عما هو سائد.. وان كان قد رفع من شأن بعضهم التجارب السياسية .. والمسرحية.. وفضل الريادة في التحرر.. ورفع هذه المصطلحات التي لم يستعملها معظمهم.. والحق ان نقدهم للقديم كان اكثر من تقديم الجديد.. ولكنهم قطعوا شوطا عمليا خاصة بعض الاسماء واهمها ادونيس والذي استوعب السبعنيون شعارته فضلا عن ثقافة البعض الواسعة سواء في عمق التجربة العربية كعفيفي مطر وحسن طلب .. او في عمق التجربه العالمية كمحمد عيد ورفعت سلام وعبد المنعم رمضان .. ووليد منير .... او في عمق التجربة الذاتية مع ثقافة واسعة كمحمد سليمان وحلمي سالم وامجد ريان ومحمود نسيم واحمد طه ومحمد صالح..... ولكن في جوار اسماء حقيقية كهؤلاء كان ادعياء كثيرون يطحنون اللغة بين رحايا المصطلحات وينتجون نصوصا تمنح الغموض الكاتم بدلا من الشعر العميق... وكانت النتيجة ان انصرف الناس عن الشعر لان مأساة الشعر دائما أن ادعياءه اكثر من اهله........... وغالبا ما يعطي الغثاء صورة مغلوطة عن الفرسان..
وكان نتيجة ماحدث ثلة من الشعراء منهم ستينيون وسيعينيون وثمانينيون .. ظهروا كأنهم يحلفون للجمهور انهم ابرياء من دم الشعر ويكتبون قصائد يتكؤون فيها علي التفاصيل الصغيرة والحدث وما يمكن ان نسميه استعادة الرومانسية للنص.. واستمروا يستجدون للشعر جمهورا .. ومات في هذه الفترة امل و عبد الصبور وسافر حجازي و ادونيس .. وبدأ جيل التسعينات يتجلى في ثوب المنقذ للشعر واستوعب بعض الجهابذة الموهوبين ما حدث في ثلا ثين سنة جيدا مدفوعين بروح الشباب فخرج عزمي عبد الوهاب وايمان مرسال ومحمود قرني وعماد ابو صالح وميلاد زكريا وعلي منصور فارس خضر وعصام ابو زيد وسوزان عبد الله وكنت من هذا الجيل.. وكان كثيرون .. الجميع يحاول أن يفجر الشاعرية في النص كل بطريقته.. وان كنت انا شخصيا ارى ان الجميع اتفق علي تعميق العادي واحلال الايقاع محل الموسيقى الصارخة .. والارتقاء بالجمهور لا التعالي عليه. والبعد عن اللغة القاموسيه والشاعرية الثقافية دون ميل الي استخدام الواقع كغاية شعرية وان كان الاتكاء عليه كان سائداكمنبع للتجربة
فظهرت التفاصيل الصغيرة بكثرة والسردوالغنائية الساخرةواقتربت العامية والفصحي.. ومن هنا جاء الخطر ياهندسه.. فان كان وشاعر مثل علي منصور استطاع ان يستخدم هو وابراهيم داوود مثلا التفاصيل برؤية شاعر.. فان الآلاف ظنوا ان هذا سهلا وان الفرصة جا ءتهم ليكونوا شعراء واخذوا يرصون كل ما يشاهدون تحت اسم قصائد ويغرقون الاسواق والشعر في جحيم التسطيح وعلي ذلك قس في الغنائية ونص اللوحة و.... و ...الخ وبالتالي كان التسعينيون هم الاستشهاد الذي يستشهد به دون وعي كل سطحي يطعن الشعر وهو يظن انه يمنحه قبلة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى