زكريا تامر ـ ممنوع النسيان‏

نسي رجل من الرجال اسمه ومهنته وعنوان بيته, فقصد مخفر الشرطة, وأعلم رجاله بما جرى له طالباً العون منهم, وتوقع أن يحال إلى محقق أو طبيب, ولكنه فوجىء برجال الشرطة يطوقونه وينهالون عليه بركلاتهم ولطماتهم وصفعاتهم ولكماتهم متذرعين بأن من ينسى اسمه وبيته وعمله, لا بد من أنه قد نسي أيضاً أن له حكومة لا نظير لها, فتمرغ الرجل على الأرض متوجعاً من دون صوت, وصاح فجأة مدعياً أنه قد استعاد ذاكرته المفقودة, وتذكر اسمه وبيته وعمله وزوجته القبيحة الطويلة اللسان, وتذكر أيضاً أن له حكومة لا شبيه لها, فلم يتوقف رجال الشرطة عن ضربه, فصرخ بعد لحظات أنه قد تذكر أيضاً أن له رجال شرطة لا مثيل لهم, فتضاءل الضرب قليلاً, ولكنه لم يتوقف بحجة أن من يخطىء ينبغي له ألا يفلت من عقاب يستحقه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى