ريتا الحكيم - بدائِل

يَحدُثُ أن أَشْعُرَ بعريٍ يَدفَعُني لِأَن أُخفيَ ما يُسَمّونَهُ عَورَةً بغيمةٍ عابرةٍ تُبلِلُ ما يَتأتَى عَن ذَلكَ من خَجَلٍ.
أُصدِقُكمُ القولَ أنّ العُريَ في هذا الحَيزِ المكاني الضَيّقِ يُساعَدُني على الاسترخاءِ؛ فلا ياقةُ قميصٍ تضغطُ على رقبتي ولا حزامٌ يَشُدُ على بَطني؛ فأبدو كلوحٍ خشبيٍ التَهَمَتهُ حَرائِقُ العُمرِ المُتَكَرِرةُ.
هُنا وبعدَ أن يُصبحَ الخَشبُ المُهتَرِئُ مِن أَنسِجَةِ جَسَدي، أتأقلمُ معَ كل المُستَجِداتِ التي سَتَطرَأُ جَرّاء هذا الانقلاب الجَذري الذي أَتَعَرّضُ لهُ.
أُحرِكُ أصابعي بمشقةٍ وأُرسِلُها لتَستكشِفَ المكانَ، لكنها تَعودُ إليّ مُطرقةً وَ هِي تَجُرُ أذيالَ فشلٍ ذريعٍ.
أتكئُ على خَيبتي وعَجزي في محاولةٍ مني للنهوض، يَصطَدِمَ رأسي بتعاويذَ مُتدليةٍ تَحشُرُني بين مُستويينِ مُسَطّحينِ وأملَسَينِ لا أعرفُ ماهيتَهُما، لكِنني أُحِسُ بِنُعومتهما على جَسَدي.
تَدورُ عَينايَ في مِحجَرَيهِما وَتَبقى أَجفاني مُحْكَمةَ الإِطباقِ، لا حَوْلَ لها وَلا قُوة، أما الصرخةُ التي أُطلِقُها فَتَعودُ إلى حُنجُرَتي ذَليلةً مَكسورةَ الجَناح.
خشخشةُ عِظاميَ المُتَكَسِرَةِ بينَ الأَملَسَين،ِ تَستَجلِبُ
عوالِقَ التُرابِ؛ فَأَستَنسِخُ موتاً آخرَ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى