جعفر الديري - وحيد الخان: "النهّام" ظاهرة فنية وجدت على ظهر السفن الأوروبية

كتب - جعفر الديري

قال الباحث وحيد الخان ان ظاهرة النهام في السفن الشراعية الخليجية ليست مقتصرة على الخليج العربي فقط، وانما هي ظاهرة فنية عامة، وجدت على ظهر السفن الأوروبية باسم المغني.

وكان الخان قد أحيا أمسية ثقافية تتعلق بأغاني الغوص في البحرين، مساء الثلاثاء الماضي يناير 2004 في الملتقى الثقافي الأهلي، عبارة عن مراجعة لكتابه الفائز بجائزة ولي العهد للبحوث العلمية لعام 1991 للعلوم الاجتماعية.

وأكد الخان أن الوطنية والاحساس بالواجب أمام الموسيقى العربية هو ما دفعه الى الولوج في عالم الموسيقى، وبالتحديد في الموسيقى الخليجية وأغاني الغوص، مضيفا: عندما بدأت البحث استرعى انتباهي عدم توفر المادة العلمية حول هذا الموضوع، حيث لم أجد في المعاجم العلمية غير القليل عن الموسيقى العربية، وعلى الرغم من أن هذه المعلومات القليلة تحتمل الخطأ الا أنها تعتبر مرجعا لمثل هذه الدراسات. بناء على ذلك تمحورت عندي كلمة الهوية، فالبحرين تزخر بتراث انساني موسيقي كبير، ومن حقها علينا أن نقوم بالبحث والتنقيب حول هذا التراث، ومن هنا بدأت العمل على هذا البحث طوال عشر سنوات منذ سنة 1980 لغاية سنة 1990، حتى قمت بنشر الدراسة في سنة 2000"

وتابع الخان: استوقفتني معلومات تاريخية كثيرة بفعل هذه الدراسة، مثل أصل الاسم الذي يطلق على مملكة البحرين، فتاريخيا أطلق اسم البحرين على الشريط الساحلي الممتد من خليج البصرة الى البحرين، وجزر البحرين تشكل نقطة وسطيه في هذا الساحل، فلماذا اختصت البحرين فقط بهذا الاسم؟! أما في دائرة المعارف الاسلامية فذكر أن اسم البحرين مشتق من شبه الجزيرة العربية حيث كان يطلق على أحد جزرها، وهذا منطق سليم، فالبحرين كانت تمثل مطمعا جغرافيا مهما، فكما أن اسم أرادوس كان يشكل جزءا من جغرافيتها فيمكن قياس هذا الأمر على جزر البحرين.

معلومة أخرى - يقول المحاضر- تتعلق باعتماد البحرينيين على اللؤلؤ ، حيث كانت تجارة اللؤلؤ رائجة وهذا كلام يكذبه الواقع فقد كانت هناك 50 قرية معتمدة على الزراعة.

وتطرق المحاضر الى التكوين السكاني وتأثيره على الفرق الشعبية قائلا "انه في البحرين وفي سنة 1940 بالتحديد كانت هناك ثلاث مدارس نسائية بحوالي 1139 طالبه، ومع ذلك فان الفرق الموسيقية كانت مقتصرة على الرجال، الى أن ظهر عدد من المغنين فأصبحت المرأة تشارك في الغناء وظهرت أسماء غنائية نسائية مثل زكية خنجي وأخريات.

وحول الغناء البحري قال المؤلف "لم تكن الغاية من أغاني العمل على ظهر السفينة مقتصرة على الترفيه عن البحارة فقط،، فقد كانت لها غاية ضبط العمل، فالنهام كان دورة ضروريا لاستمرارية العمل بشكل منظم، فقد كان ينهم بأغاني الرحلات البحرية حتى اذا انتهى موسم الصيد بدأ بأغاني الفجيري، التي كانت يحتاج الى أدوات كثيرة، ربما اضطر هواتها الى استيرادها أو الحصول عليها عن طريق التجارة مع الهند.

وإجابة على سؤال من صحيفة الوسط بخصوص الجانب الأسطوري المتعلق بالفجيري، وعن اللغة المحكية في مواويل وأغاني الغوص، قال المحاضر "ان الجانب الأسطوري المتمثل في تلك الحكايات الشعبية التي تروى في أمثال حكاية ساحل أبو صبح وغيرها، انما جاءت نتيجة الاعجاب بهذا الفن وهي في الوقت نفسه تحاول تسويغ هذا الفن، فليس ارجاع فن الفجيري الى أسباب متعلقة بالعالم الاخر ومحاولة ربطه بالقوى الغيبية، الا عملية تبرير للجانب الاجتماعي منه. أما ما يتعلق باللغة، فان النهام كان مقلدا للزهريات التي اشتهرت بها الجمهورية العراقية، فالنهام كان يكرر كل ما كان يسمعه ويعجبه، هذا الى جانب أن أغاني الغوص لم تكن مستمدة من المقامات العربية وانما كان النهام في أدائه يؤدي مسارات لحنية فقط.

الوسط البحرينية
العدد 512 - الجمعة 30 يناير 2004م الموافق 07 ذي الحجة 1424هـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى