عامر الطيب - فصول من سيرة دائمة.. شعر

بإمكان رجل أن يتزوج تسع نساء
أو عشرين امرأة
أو يجمع عدداً هائلاً من النساء
كلما فكر أن يبتكر فتنةً تستمر وقتاً أطول..
بإمكانه أن يعبر عن الأشياء
بنساء صغيرات
فيضع بمكان كلّ كلمة
امرأة

وهكذا تصير حياته
قدراً سيئاً للكلمات
فما من امرأة يمكن
أن يضعها بمكان كلمة الله
فتعني إلهاً وامرأة
أو إلهاً وامرأة فقط!

...

الجسد الخائف ليس جسداً
حتى إذا هززته وقبلته
ومشيت معه في الوقت القصير،
حتى إذا نمت معه
ليلاً أو بعد طلوع الشمس
في المكتبة أو في الشارع
أو في غرف الهياكل العظمية،
حتى إذا حاولت أن تصلحه
أو تفسده

سيظل عملا ضئيلاً
مثل كل الأشياء التي نجربها لننام!

...

نعلم ما الذي سيحدث
بعد أن يتحول الرجال جميعاً
إلى صيادين
لانتهاز النساء في الماء العكر..

نعلم أن يد امرأة
بمشيئة الله
ستقذف حجراً
فتعود المياه صافيةً إلى وقت ما!

...

أقود النوارس ليلاً إلى البحر
مرة ببكاء عال
ومرة بتأمل الخوف
الذي سيعم المكان لو أنها بقيت هناك..
أقود الطين الذي يتوهم مثل الإنسان
أن الطرق الطويلة
خطوة تتبعها خطوة أخرى فقط!

...

إذا لم تكن الحياة طيبة الآن
فهي سيئة على الدوام
مثل الرغبة التي ليس بإمكاننا
أن نتعلم منها درساً!

...

السراب شبيه العدم
غير موجود من أجل أن نتفحصه
موجود من أجل أن نتحدث عنه باستمرار!

...

داخل كل حجرة اثنان
يتجامعان
أو يتعانقان
أو يلوث أحدهما ملابس الآخر
لكنّ الحجرة إذا انكسرتْ
ذهب أحدهما وحيداً إلى مكان
وإذا ذابت في المياه
ذهبا معاً إلى المكان ذاته!

...

لا يوجد حبك في جدول أعمالي
إذا ذهبتُ إلى الجزيرة
أو إلى البرد
أو إذا صرت رجلاً مهماً
وشغلت حكاياتي حيزاً من ذاكرة
الأشياء..

لا يوجد حبكِ بيدي
أو خارج يدي
أنه كخبر مفجع عما سيحدث للشجرة
إذا تحولت إلى بشر
وحاولتْ أن تحرق شيئاً!

...

أيها النوم
لمَ أنت موحش كأننا وجدناك
شبحاً في الغابة؟

أيتها اللغة
لمَ تذهبين مع أي أحد
إلى أي مكان
سواء حاول أن يقول كلاماً مبهجاً
أو فكر أن يشوه صورة وهجٍ
حتى مع كونك مجرد
احتمال أخير عن الصمت!

...

صبرتُ على الجوع
وعلى اليوم الطويل الّذي لا أفارق
به أحداً من أصدقائي
لكن حياتي
لم تعد سريعة
لألحق بها
أو حزينة لأتسلى بقدر منها!

...

عندما سيصير جسدك بيتاً
سأغلق الشبابيك
وأغير مكان الكتب والأزهار
وأبقي الباب الصغير
موارباً
مخافة أن أعود خائباً آخر الأيام
ولا أجد طريقاً يوصلني إلى
بيتي!



*شاعر من العراق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى