ليلى أسامة - تمائم ذكري (5)

و…. أهمل القدر كل شئ .. كل شئ…
ولم يُهمل مصادفة أن في اليوم ذاته كتبت – وأنت حبيس خاطري – :
“والدمع إذ يفارق المقل.. تجفُ الروح “

فقرر فجأة أن يصير عطوفاً… كي لا تجف روحي .. وتظل علي إبتلالها … فأهداك الموت…

لكنه لم يفعل سوى ان كشف عن وجه – الموت – القمئ.. فلو بدا كرجلٍ .. كان سيكون علي هيئة رجل اشعث .. داكن القلب.. طويل الاظافر .. مقزز وحقود…
إذ كيف استطاع بكل برود أن ينخر جلد حياتك.. لتتسرب منها روحك الحبيبة.. !!!؟

كيف استطاع أن يُخرجك من ثقب الحياة .. بين إغماضة جفن وطرفة عين ..!!!؟

أكاد أقسم أنه من ذات الثقب تراءيت ليّ تدمعُ وتشهقُ انيناً فلربما كانت تلزمك كبسولة عمر…!!

اربعةٌ اكوام لحم بالخارج.. ترقب رحيلك .. تسُحّ دماً ودمعاً… والعظم نيء ..

وأنا … هاهنا لا أفعل شيئاً سوي السخط.. والنحيب…

فالموت : هو الحدث الذي يصادفك ..ليخرجك من هدوئك القشري..

من قوقعة السكينة المخادعة التي تحتمي بها.. تستمد من روتينها جَلَداً لا يشابهك…

تهتز قليلاً .. لا بل تهتز أكثر مما كنت تتوقع.. يداهمك حلمٌ لحياة لم يكن مقدراً لك أن تحياها..

يداهمك شوقٌ لا تبحث له عن اجابة عاقلة.. فيبعثرك.. ويعيدك إلي طبيعتك الأولى.. طبيعتك الطفولية .. التعجز عن تزييف حقيقتك. ..
انك هشٌ.. هشٌ جداً.. لتتحمل هذا الموت…!!

الموت: هو الثقب الموجود علي ثوب الحياة الغشيب .. عجز كل خياطو العالم عن رتقه.. فرفعوا راية استسلامهم البيضاء.. وأعلنوا أنهم ما زالوا علي قيد حزنه… !!

الموت : هو الفاعل الوحيد – الذي بلا أدنى احساس بالذنب – يرحل بفائض الأمنيات...
فيتركنا هلاميين..
منتفخين… متقوقعين علي ذواتنا..
ضعيفين كفراشة .. رقيقين كبتلّة ...
تخدشُنا ابتسامات الاخرين… !!
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى