محمد بنصالح - حق و أوهام

ﺃﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ، ﻟﻴﻘﺎﺑﻠﻨﻲ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﻳﻘﻠﺪ ﻛﻞ ﺣﺮﻛﺎﺗﻲ، ﺃﺗﺴﺎﺀﻝ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ؟ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ : "ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺇﻧﻤﺎ ﺫﺍﻙ ﺍﻧﺖ!" .. ﻓﺈﺫﺍ بالﻐﺮﻳﺐ ﺻﺎﺭ ﺃﻧﺎ ! .. ﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺃﻧﺎ، ﻷﺑﺤﺚ ﻓﻲ ﺗﻘﺎسيمه ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ.. "ﺩﻋﻨﺎ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﻧﻔﺴﻲ ﻧﺴرﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻭﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﺧﺎﻟﺪﺓ، ﺣﺘﻰ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ، ﻭﻧﺘﻤﺎﺩﻯ ﻓﻲ ﺣﺮ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺟﻠﺒﺎﺑﻪ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ، ﻭﻧﻐﺮﻕ ﻓﻲ عتمات ﺍﻟﻼﻭﺟﻮﺩ.. ﺁﻩ ﻳﺎ ﺯﻣﺎﻧﻲ ﺁﻩ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﺮﻗﺖ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﻭﺗﺮﻛﺘﻨﻲ ﻋﻮﺩا ﺑﺎﺳقا ﻳﺎﺑسا ﺃﻣﺸﻲ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ هدى، ﻭﺿﺎﻉ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ، ﻭﺳﺆﺍﻝ ﻳﺄت ﺑﻌﺪ ﺃﺧﻴﻪ ﻟﻴﺤﺮﻗﻨﻲ.. ﻭﻣﺎ ﺟﺪﻭﻯ ﺭﺃﺳﻲ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻓﻮﻕ ﺃﻛﺘﺎﻓﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻘﻌﺮ ﺗﺌﻦ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ".
ﺇﻧﻪ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ ﺃﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﻛﻠﻤﻪ ، ﺣﺘﻰ ﻋﺎﺩﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺃﻣﻮﺍﺟﺎ ﺗﻠﻄﻢ ﺁﻫﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ، ﻭﻧﻔﺾ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﻩ ﻟﺘﺸﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻫﻠﺖ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﻟﺘﺘﺸﻜﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﻗﺎﺗﻤﺔ، اﻧﻔﺠﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻨﺒﻮﻉ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﻬﺎ، ﻭﻋﺮﻓﺖ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ.
"ﻫﻮﻥ ﻋﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﻧﺎ ﻫﻮﻥ، ﻓﺄﻧﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮﻭﺡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺮﻑ الهار ﻣﻊ ﺃﻗﺮﺍﻧﻚ ﺍﻟﻤﺘﺮﻧﺤﻮﻥ، ﻭﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﺎﻟﻢ ﻟﻔﻈﻚ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻓﺪﻳﺘﻪ ﺑﺴﻨﻮﻧﻚ، ﻋﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﻌﺘﺮﻑ ﺑﻚ ﻭﻻ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺘﺮﻑ ﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻚ ﺍﻵﻥ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻮﺍﺭ، اﻧﺘﻈﺎﺭ ﺑﻄﻴﺊ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﻠﻒ، ﻓﺄﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﺃﻧﺖ.. ﻳﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻠﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ!".


انتهت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى