صلاح عبد العزيز - رجلٌ وحيدٌ فى غرفة.. شعر

ليلةٌ أخرى فى الموضعِ نفسَهُ
وينتهى كلُّ ما أمَّلتُهُ
( نظرةُ رجلٍ فى مرآةٍ حولهُ حقلُ عصافير ؟! )
فى غرفةِ الفندقِ /
كان جارى وحيداً
يتحدثُ عن صديقتهِ /
ـ إنها فى الثَّامنةِ عشرٍ
وتشكو تأخرَ الدورةِ ..
وكالعادةِ /
فى ديسمبر /
باستطاعتِهِ أنْ يجلسَ فى المقهى
ينظرُ ساعةَ الحائطِ
لم تحضر صديقتُهُ .. /
فكادَ أنْ يحترقَ من أثرِ قهوةٍ باردةٍ /
وصورةٍ نزلت من جدارٍ .. /
صديقتُهُ من برجِ الحملِ /
ولا يمكنُ لكلِّ مواليد أغسطسَ /
أن يغفرن لدمعةٍ ذرفها فى المفترق /
وفى أحضان منفاه خطا خطواته الأولى
متخذاً موقفَ المُتلصصَ خارجَ البابِ ..
توقف لحظةً وتأملَ العالمَ ..
وجهُ العالم كريهٌ جداً وسيئٌ للغايةِ ..
لم يتحمل نظراتِ اللصوص أمثاله فقررَ أنَّ الزجاجَ ليس كافياً لذا استبدله بضلفتين من الفولاذ ..
وعن طريق التلفاز بدأ يدلى بيانات عن ثورةِ الجياع
فى أفريقيا والعراةِ فى الهند الشرقية ،
وقنبلةِ البلوتونيوم ، ورصاصاتِ النازيين فى ألمانيا ..
وكى يستعيد براءتَهُ سمم الهواءَ
باسبراى يتحولُ لمعجون لمجرد إضفاء بهجةٍ زائفةٍ ..
وقرر أن الأرضَ ليست كرويةٌ
لمجردِ الظن أن العالمَ يومٌ ما سينتهى ..
وهكذا اكتشف أن الكتبَ التى أقرَّها النظامُ
ليست سوى مهزلة ولكى ينهى استبدال الذاكرة حطمَ نجمةً على غلاف مجلةٍ ما ..
وقطع قمرا نصفين .. وطوح بآخر كعكة حجرية
لآخر الشعراء الصعَاليك .. وهكذا بدأَ يقوم بدور الآلهة ..
صنع مسدساً مائياً للحيتان وضعه أعلى الرف
فى انتظار المستكشفين .. وربما بعد قرونٍ سيكتشفون
هذه الآثار وبإمكان صنع ببلوجرافيا كاملةً
عن أحداث عصره بواسطة تلك النقرات التى
خلفها على الحائط :
تك .. تك .. تك ..
هكذا انتبه العالمُ ما إن بدأ فى الاستكشاف حتى تحول إلى أيقونةٍ فى رقبة قطة
تتجول وحيدةً فى غرفة ما ..
يومها مات زعيم فى دولةٍ مجاورةٍ وقامَ انقلابٌ فى الفلبين وأحدث الثوارُ فى المكسيك شرخاً فى العلاقاتِ الدولية وتساءل العالم آنذاك :
كيف يمكن لرجلٍ وحيدٍ أن يحدث هذا الخرقَ
ولأن القرن 21 لم ينته
وضع المستكشفون خطة البحث :
* ليس سوى الرجل وظله آداة البحثِ .
* مراقبة الهواء القديم داخل غرفة القططِ .
وهكذا لسنواتٍ تمكنوا من حل الشفرة
عندما مر قطار على جثةٍ مجهولة
كرابطة بين الحيوانات والسلطة ..
وهكذا أعادوا البحث وتساءلوا :
لماذا يأتى الغزاةُ فرادى ثم ينتهكون المجال .. وبعد مسارٍ طويلٍ ماتوا آملين أن نلتفت لدقة التاريخ
لكنما فى أحدِ المراتِ اصطدمت يدهُ بجريدةِ المُسْتكشفين ،
ضحك كثيرا من دقتهم فى المتابعة والاستفسار ..
وكأول رجلٍ حقيقىٍ وحيدٍ فى العالم
أخرج من حافظته الرسمَ الكروكىَّ
لقبةِ البرلمانِ وثبَّتَها بالدبابيس
ثم فيما بعد أطلق عليها مسدسَ الحيتان ..


صلاح عبد العزيز _ مصر



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى